محطات من حياة الأخوين الرحباني وفيروز

29 10

تحت عنوان «فيروز والأخوين رحباني» قدمت الأستاذة والباحثة إلهام أبو السعود محاضرتها في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، والتي تناولت فيها الثلاثي عاصي ومنصور وفيروز من حيث الحياة والعمل الفني الذي قدموه، مضيئةً على كثير من الألحان والأعمال الموسيقية التي أبدعوها ومنوهةً بالخصوصيات والنقاط المميزة للعمل الرحباني عن غيره من الأعمال في الموسيقى العربية.

«اكتشف سورية» كان في المحاضرة والتقى الأستاذة إلهام أبو السعود، والتي أجابت مشكورة عن مجموعة من الأسئلة التي شملت جوانب عدة تناولتها في محاضرتها:

فيروز والأخوين رحباني، ربما يضع هذا العنوان العريض والكبير المحاضر أمام مسؤوليات كبيرة، ما هي الغاية من هذا العنوان في محاضرتك اليوم؟
بالفعل هذا الاختيار جاء بشكل قصدي، فما أردته اليوم هو الحديث عن فيروز من خلال الأخوين رحباني والألحان التي قدماها لصوت فيروز، وعن الثلاثي الذي تشكل منذ دخلت فيروز إلى عالم الأخوين رحباني، وهما اللذين أضافا بصمة فريدة إلى الموسيقى العربية، ولم يتركا أي صغيرة أو كبيرة لم يعملا عليها، فاستطاعا بحق أن يحافظا على أصالة المضمون في الموسيقى وتطويرها وتقديمها بشكل حديث يتناسب أكثر مع روح العصر، مما أعطى العمل الرحباني خصوصية ومرونة أكثر، واستطاع الأخوان رحباني من خلال ما قدماه من ألحان أن يثبتا للعالم أجمع أن الصوت الذي تملكه فيروز هو صوت لا يضاهى، لا بل هو من الأصوات النادرة التي مرت في تاريخ الموسيقى العربية.

بماذا يمكن أن تلخصي أهم المحاور التي تناولتها في محاضرتك؟
المحور الأول هو حياة فيروز التي قدمت إلى أحد المعاهد الموسيقية وهي في عمر 14 سنة وهناك سمعها أحد الأساتذة الذي اقترح اسمها لتتقدم إلى كورال الإذاعة، وهناك التقت الثنائي عاصي ومنصور وحصل أن تزوجت بعاصي ليشكل الجميع ثلاثياً استطاع أن يقدم أعمالاً كبيرة تعتبر من أهم الأعمال في تاريخ الموسيقى العربية.

المحور الثاني أتناول فيه محطات ومقولات لعاصي ومنصور الرحباني وأحاديثهما الصحفية عما يقدمانه من موسيقى، وهنا أستطيع أن أذكر قولين لمنصور، الأول عندما سئل عن الموسيقى التي يقدمها مع أخيه فأجاب: «نحن نقدم موسيقى لقومنا ولأمتنا والنقاد والجمهور هم من سيحكم على هذه الأعمال»، أما القول الثاني فجاء رداً على سؤال يقول: كيف استطاعت الأعمال الرحبانية الوصول إلى الغرب؟ فأجاب هنا: «أن الغرب أحس بأعمال الرحابنة من خلال صوت فيروز الذي لا يجاريه صوت، والذي أتى مختلفاً على مسامع المتذوقين من غير العرب عما اعتادوا أن يسمعوه من أصوات عربية».

ثم أتناول نوعية وطبيعة الأعمال والألحان التي قدماها لصوت فيروز وقدرتهما على التطوير والتجديد في الموسيقى مع المحافظة على الروح الشرقية وأصالتها، وفي الختام أجري مقارنة بين ما قدمه الأخوان رحباني وما قدمه الياس الرحباني الذي اتجه نحو الغربية في ألحانه أكثر، وأيضاً ما قدمه زياد الرحباني لفيروز الذي مزج لها مجموعة من الأغاني منها ما هو شرقي مثل «سألوني الناس» أو «سلملي عليه» ومنها ما هو غربي بحت بكل ما فيه.

كما أن هناك فقرة خاص للحديث عن منصور وعظمة ما قدمه من أشعار خاصة وأنه يمتلك لغة عربية سليمة وإلقاءً آسراً، وهنا أستشهد بصوته في مقدمة قصيدة «جاءت معذبتي في غيهب الغسق»، كما أني أخص بالذكر الألحان التي قدمها الموسيقي محمد محسن لفيروز نظراً لأهميتها.


الأستاذة إلهام أبو السعود في محاضرتها عن فيروز والرحابنة

برأيك ما هي الطبيعة المميزة للعمل الرحباني والتي ساعدته على الانتشار والبقاء؟
ما يميز العمل الرحباني هو تقديمه الموسيقى بطريقة جديدة أكثر حداثة من خلال ألحان جديدة معبرة ورشيقة في نفس الوقت وليست ثقيلة على أذن السامع بل تنساب بهدوء وسلاسة وتمزج للمستمع الغربي مع العربي بدون ما نراه اليوم من خلطات عصر العولمة بل بقدرة كبيرة في المحافظة على الأصالة، وأكبر دليل على هذا هو أن أغاني فيروز والرحابنة حتى المأخوذة من ألحان غربية كانت غالباً ما ترافقها الدبكة.

عندما بدأت السيدة فيروز العمل مع الرحابنة تحدث بعض النقاد عن عدم قدرة صوت فيروز على الانتقال بين المقامات وضيقه، ما الذي تقولينه عن هذا؟
فيروز بالأساس تغني بطريقة غربية وهي تغني من الرأس وليس الحنجرة ولديها قدرة عالية على غناء الأصوات الحادة والطبقات العالية ببراعة، كما أن قدرات صوتها تظهر عندما تؤدي انترفالات صوتية لا يستطيع أحد غيرها أداءها، ولو قمنا بدراسة بسيطة للأغاني التي قدمتها فيروز لوجدناها كلها بشكل عام أغانٍ صعبة من حيث طريقة الأداء ولم يستطع أحد أن يقدمها إلا فيروز وهذا وحده كفيل بأن يحسب لفيروز ويرد على كل من يتعرض لصوتها بالنقد.

في محاضرتك أجريت شبه مقارنة بين ما قدمته فيروز مع الأخوين رحباني وما قدمته مع ابنها زياد الرحباني، كيف تلخصين نتيجة هذه المقارنة؟
أنا أريد أن أتحدث هنا بشكل شخصي فأنا أميل لما قدمته فيروز مع الرحابنة أكثر مما قدمته مع زياد، وذلك لأني أرى في أعمال الرحابنة شكلاً من التطوير والإضافة إلى الموسيقى العربية مع الاقتباس من الغربي، لكن زياد قدم أغان شرقية جميلة ومثالها «سألوني الناس» أو «سلملي عليه» لكنه عندما قدم الأغاني الغربية قدمها بطريقة لم أستطع تقبلها أنا شخصياً.

يشار إلى أن الأستاذة إلهام أبو السعود هي عضو في مجمع الموسيقى العربية والموجهة الأولى لمادة التربية الموسيقية في سورية ولها العديد من الألحان والأعمال الموسيقية.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جانب من الحضور

جانب من الحضور

جانب من الحضور

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق