السيدة أسماء الأسد تفتتح مؤتمر المرأة السورية والتركية
27 10
إعادة صياغة الدور الاجتماعي للمرأة تشكل المقدمة الضرورية لمشاركة أوسع في صنع القرار
افتتحت السيدة أسماء الأسد بحضور السيدة أمينة أردوغان عقيلة رئيس وزراء تركيا اليوم مؤتمر المرأة السورية والتركية تحت عنوان «نحو تطوير دور المرأة الاجتماعي» في قصر المؤتمرات بدمشق.
وقالت السيدة أسماء الأسد في كلمة لها خلال الافتتاح: «إنني وبسرور كبير وبمحبة أرحب بالأخت العزيزة السيدة أمينة أردوغان وبالقادمين إلينا من تركيا البلد الجار والصديق. ودمشق إذ تحتضن القادمين إليها بحرارة لقاء الأصدقاء والأشقاء تفتح معهم اليوم صفحة إضافية من صفحات التعاون البناء القائم بين البلدين. ولنا من علاقاتنا التاريخية ومن القواسم المشتركة التي تربط بين شعبينا أسس نبني عليها العمل المشترك في مجالات عدة حققنا فيها إنجازات وفوائد تلبي مصالحنا المشتركة.
وأضافت السيدة أسماء الأسد: «إن مؤتمرنا يتناول موضوعا على جانب كبير من الأهمية، ومقاربته هي في الواقع مقاربة لصميم مسألة التطور والنمو، وإن طموحات النساء السوريات والتركيات تنطلق لإعادة الصياغة هذه، من حقيقة أن التطوير الاجتماعي لدور المرأة هو حصيلة دورها الاقتصادي والمهني وقدرتها الثقافية».
وأشارت السيدة أسماء الأسد إلى أن إعادة صياغة الدور الاجتماعي للمرأة تشكل المقدمة الضرورية لمشاركة نسوية أوسع في مواقع صنع القرار ويعني هذا في النتيجة تنشئة أفضل للأجيال القادمة ونهوضاً في واقع الأسرة والمجتمع والوطن ككل.
وأضافت: «إن العقود الأخيرة من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي شهدت إقراراً عالمياً بالارتباط الوثيق بين دور المرأة وقدراتها وبين قدرة المجتمع على التقدم والتطور وتحقيق التنمية. وتشهد كثير من المجتمعات نمو الوعي بأهمية التخطيط والعمل المنطلقين من واقع هذا الارتباط الوثيق ولذلك فان تمكين المرأة لا يمكن أن يكون إلا بإعادة صياغة دور المرأة كإنسان وكمواطن».
وقالت السيدة أسماء الأسد: «إن هذا اللقاء البحثي ينعقد في ظروف اقتصادية عالمية تشير إلى إمكانية إعادة صياغة النظام الاقتصادي وربما الاجتماعي والسياسي في العالم..عالم المتغيرات المحتملة من شأنه فتح الأبواب أمام صيغ جديدة بما يعني فرصاً أكثر لشحذ طاقات المرأة من جهة ولاستثمارها بشكل أفضل من جهة أخرى».
وأشارت السيدة أسماء الأسد إلى أن المجتمعات سواء في الظروف العادية أو الاستثنائية لابد لها كي تحقق النهوض والتقدم المنشودين من أن تتحرك بمجموعها لسد الثغرات القائمة في واقعها العام وفي التوازن بين واقع المرأة وواقع الرجل من خلال تنمية قدرات المرأة ومن ثم استثمارها الأفضل لصالح النهوض المجتمعي العام.
وقالت السيدة أسماء الأسد: «إن سورية وتركيا حققتا في العقود الماضية إنجازات جيدة في مجال المرأة إذ لم تعد أمام مشاركتها ودورها أبواب مغلقة. ويمكننا القول إن عناصر إعادة صياغة دور المرأة الاجتماعي قد وضعت لها أرضية تنطلق منها في بعض المجالات، وانطلقت بالفعل في مجالات أخرى».
وأوضحت: إن الأمر الذي يشغلنا هو ما هي المصاعب الرئيسية التي نواجه وكيف تتم المعالجة؟ رغم كل ما تم تحقيقه من خطوات وإنجازات فإن البنى الفكرية والثقافية النمطية والمستندة إلى موروثات سلبية مازالت تشكل الصعوبة الأكثر بروزاً والتي تؤدي إلى التمييز بين أدوار الرجال وأدوار النساء في المجتمع. هذا التمييز هو محصلة تكوين ثقافي اجتماعي ليست له صفة الثبات ولذلك فهو ممكن التغيير».
وأشارت السيدة أسماء الأسد إلى أنه هناك من ربط تراجع دور المرأة في بلداننا بالدين الإسلامي. وهذا خطأ بين، فالإسلام لم يغلق الأبواب أمام مكانة المرأة ودورها وطموحاتها الإنسانية، وقد وصلت المرأة في عدد من الدول الإسلامية الآسيوية إلى أعلى المواقع القيادية وبأكثر وأسبق أحياناً مما وصلت إليه دول غير إسلامية.
وقالت: «في محصلة كل ما سبق فإن النقطة الأساسية هي كيف يتحول دور المرأة في مجتمعاتنا من تابع إلى مكمل ومن شكلي إلى أساسي وهذا يكون من خلال تحقيق تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل ومن خلال النظر إليها كعنصر يمكنه أن يمتلك القدرة الكاملة على المساهمة الفعالة في التنمية وفي تطوير وقيادة مجتمعها. وهذا لا يكون من خلال اعتماد نظام حصص يعالج شكل الموضوع لا جوهره ويعطي الانطباع بعدم قدرة المرأة على تحقيق طموحاتها بإمكانياتها الذاتية مكرساً النظرة السلبية بدلاً من إزالتها».
وأوضحت السيدة أسماء الأسد أن صياغة دور المرأة على أسس تشاركية متوازنة لا تعني على الإطلاق تغييراً في دورها الطبيعي كأم. وسلامة الأسرة والمجتمع تتطلب أن تؤدي المرأة دورها كأم على الوجه الأمثل أياً كان دورها العام، ولكي يتحقق ذلك ينبغي إيجاد البنى المؤسساتية الداعمة لعمل المرأة والتي تمكنها من توفير الوقت والجهد اللازمين لعملها العام دون إخلال بمسؤولياتها الأساسية الأسرية.
وقالت: «أتطلع إلى مقاربات غنية لمسائل عدة تفتح أمامنا نوافذ التفكير والتدارس لكيفية الوصول إلى امتلاك المرأة القدرة والمهارة التي تمكنها من التمتع بالفرص المتكافئة والوصول إلى الموارد الاقتصادية بما ينفي التهميش بكل أشكاله فكرياً واقتصادياً وسياسياً ولتأخذ دورها الإنساني والتنموي في صنع مجتمع متوازن يمتلك بموارده البشرية أداة التطور ومصدر القوة والازدهار».
وأشارت السيدة أسماء الأسد إلى أن تناول الموضوع. من خلال منظورين وتجربتين «السورية والتركية» يغنيه ويوسع أبعاده ويساهم في تبادل الخبرة والتجربة لما فيه الخير والنفع.
وختمت السيدة أسماء الأسد كلمتها بالإعراب عن الأمل أن يؤسس هذا المؤتمر لمزيد من التعاون السوري التركي في هذا المجال المهم.
من جهتها قالت السيدة أردوغان في كلمة لها: «إن لكل دولة ومنطقة في العالم خاصيتها الثقافية. ومع ذلك فإن اشتراك النساء في الحياة الاجتماعية لا يزال قضية مشتركة في العالم أجمع». مضيفة أنه من أساس مقاييس الحضارة عدم تعرض النساء للمنافسة غير العادلة في اشتراكهن في التعليم والتوظيف والإنتاج واستفادتهن من جميع أنواع الخدمات.
وأوضحت أن مفهوم تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في يومنا هذا له بعد دولي تسعى الأمم المتحدة والمجتمعات الدولية إلى ضمانه، ويجب علينا المحافظة على كل وثيقة دولية أعدت لدعم تطلعات دولنا في هذا الإطار وبذل كل جهد لتنفيذ ذلك بشكل كامل، مشيرة إلى التأثير السلبي للعولمة على الروابط والعلاقات الاجتماعية وضرورة إعادة هيكلتها والاستفادة من التحول السريع وتقنيات الاتصال والتفاعل في تقوية النسيج الاجتماعي.
وأكدت السيدة أردوغان أن إعطاء النساء المعلومات الصحيحة وتوجيههن التوجيه السليم يعد مطلباً مهماً إضافة إلى ضرورة أن تقوم النساء اللواتي نجحن في الاشتراك في الحياة الاجتماعية بمساعدة النساء الأخريات كي لا يكون النجاح فردياً وينتشر في عامة المجتمع. موضحة أهمية العائلة ودورها في تربية أجيال ناجحة كونها تعد المحرك الأساسي للنجاح.
من جانبها قالت نعمت شوبوشكو وزيرة شؤون المرأة التركية إن التطور الذي حصلت عليه المرأة مقارنة بحركة التغيير الكبيرة التي يشهدها العالم مازالت بطيئة إذ أن الكثير من النساء يتعرضن للعنف ويمنعن من حق التعليم والمشاركة في بناء المجتمع. مضيفة أن الإجراءات القانونية مهمة جداً لتحسين وضع المرأة لكن ذلك غير كاف فلابد من أخذ الجوانب الثقافية والاقتصادية بعين الاعتبار. إذ أن تطوير الدور الاجتماعي للمرأة الذي يمثل شعار المؤتمر يعد عملية طويلة الأمد وتتطلب جهوداً كبيرة.
وأشارت إلى أن العمل على تأمين تكافؤ الفرص للمرأة في جميع المجالات لا يؤدي إلى تحسين أوضاع النساء فحسب، وإنما ينقل العائلة والمجتمع وبالتالي البلد إلى حالة صحية أكثر في جميع المجالات. موضحة أن كل خطوة نخطوها معاً في هذه المسألة ستزيد عدد النساء اللاتي يتقبلن عالمهن والمشاكل التي يتضمنها، كما سيتمكن من لعب أدوارهن في الحياة على أحسن وجه.
بدورها قالت سيرا أستور رئيسة هيئة شؤون الأسرة في سورية: «إن المساواة الجندرية تعد تطويراً اجتماعياً بامتياز وهي ليست الهدف الوحيد بحد ذاتها في عصرنا الحالي. بل أهم أدوات الاقتصاديات الذكية ومحور التطور الإنساني. مضيفة أنه لم يعد غريباً أن يقاس تقدم البلد بالمستوى الذي وصلت إليه المرأة في الحصول على حقوقها».
وأوضحت أستور أن أهمية المؤتمر تأتي من سعيه إلى تسليط الضوء على ضرورة تطوير دور المرأة الاجتماعي وتأمين البيئة الاجتماعية المساعدة كشريك وأداة أساسية في عملية النمو الاقتصادي والتنمية المجتمعية الشاملة.
حضر حفل الافتتاح الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية وشهناز فاكوش عضو القيادة القطرية رئيسة مكتب المنظمات الشعبية ووزراء التعليم العالي والزراعة والإصلاح الزراعي والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل وأمين عام رئاسة الجمهورية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب المعتمدين في دمشق وفعاليات ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية.
وتضمن الافتتاح عرض فيلم وثائقي قصير حول واقع المرأة الريفية في تركيا وسورية أظهر التمازج الاجتماعي والإنساني والثقافي في البلدين وعرض شهادات لنساء في مواقع عملهن والإنجازات التي تحققت للمرأة في كلا البلدين على مختلف الصعد.
ويهدف المؤتمر إلى التعرف بصورة أفضل على مساهمات وأدوار مختلف الأطراف المعنية بإعادة صياغة وتطوير الدور الاجتماعي للمرأة لكي يصبح أداة رئيسية في تمكين المجتمعات.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين عدداً من الموضوعات والقضايا المتعلقة بتطوير الدور الاجتماعي للمرأة «الاحتياجات والأهداف» انطلاقاً من الوضع الراهن للمرأة والتحديات التي تواجهها في تركيا وسورية. إضافة إلى موضوع المرأة والتنمية الاجتماعية فيما يتعلق بالحد من الفقر والتعليم والتدريب والهجرة من الريف إلى المدينة والعنف ضد النساء.
الجدير ذكره أن السيدة أسماء الأسد شاركت في مؤتمرات ونشاطات في تركيا بحضور السيدة أمينة أردوغان كمشاركتها في القمة العالمية للمرأة والأعمال 2006 وسبق للسيدة أردوغان أن شاركت بنشاطات عديدة في سورية مثل افتتاح معرض فني لأعمال يدوية لعشرين شابة في حلب عام 2007.
سانا
anas :
بشكر كتير السيدة الاولى اسماء الاسد على الجهود المبذولة من خلال مؤتمراتها ومشاركاتها بالمؤتمرات الداعمة لحقوق المرأة . وتأكيدها على ان المرأة عنصر فعال في المجتمع وان المرأة العربية ليست كما يتخيلها الغير
أنس برو -محرر في مجلة سيدات الأعمال
syria