طلاب الغناء في المعهد العالي للموسيقا ينشدون روائع الأوبرا بإشراف فادي عطية

04 أيار 2016

.

آثر مغني الأوبرا فادي عطية تقديم حفله الأوبرالي بأصوات طلبته من قسم الغناء في المعهد العالي للموسيقا مقدماً إياهم على أكبر المسارح السورية لإتاحة فرصة ذهبية لهم كي يكونوا على صلة مباشرة بالجمهور على اختلاف شرائحه وذلك عبر أمسية غنائية قدمها كل من ليليان خير بك ورنيم بركات وميخائيل تاطرس وعبد الله عطفة وعون معروف ليجدد هذا الحفل الأمل ببزوغ جيل جديد من محترفي الأداء الأوبرالي.

برنامج الحفل الذي شهدته القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأسد للثقافة والفنون كان متنوعاً من حيث إطلالته على مختلف الريبرتوار العالمي للمؤلفات التي كتبها أشهر موسيقيي العالم حيث أدى طلاب الغناء في المعهد برفقة عازفة البيانو رنا جنيد خلاصة الروائع الأوبرالية التي بدأتها مغنية “السوبرانو” الشابة ليليان خير بك مع مقطوعة “آريا كيروبينو” من أوبرا “زواج فيغارو” لموتزارت منشدة ما كان مطلعه “أنتم يا من تدركون أسرار الحب” لتؤدي بعدها مقطوعة بعنوان “آريا سيربينا” لمؤلفها “بيرغوليزي” إذ تجلى في هاتين المقطوعتين قدرة خير بك على مجاراة الجمل اللحنية الصعبة بأنفاس عميقة وهادئة رنمت شجناً روح العصر الذي كتب فيه كل من المؤلفين العالميين أشهر مدونات الأوبرا في الغرب.

بدورها تقدمت مغنية “الميتسو سوبرانو” الشابة رنيم بركات في أدائها من أسلوب مغني السوبرانو العالميات منشدةً مقطوعة “آريا سيغيلدا” من أوبرا “كارمن” الشهيرة لمؤلفها جورج بيزيه لتتبعها بمقطوعة بعنوان “آريا الحب عصفور لا يقبل الأسر” من رائعة الموءلف الفرنسي الشهير ذاتها التي وضعها عام 1845 ومن ثم لتنشد بركات باقتدار لافت مقطوعة “آريا دليلة” من أوبرا “شمشون ودليلة” للمؤلف كاميل ساسان التي كتبها عام 1835 كأوبرا من ثلاثة فصول وأربعة مشاهد مرتكزة على هذه الحكاية الشهيرة.

برنامج الحفل الذي صمم له البروشور والملصق الإعلاني الفنان التشكيلي المعروف طلال معلا تابع فقراته مع مغنية “السوبرانو” الشابة رشا أبو شكر والتي تفردت هي الأخرى في أداء أغنية “ابنة العسكر” لمؤلفها دوني تسيتي إضافة لأدائها مقطوعة بعنوان “أغنيات تعلمتها من أمي” للمؤلف دفورجاك وفيها توضحت إمكانيات كبيرة لـ أبو شكر التي رافق صوتها أداء ساحر لعازفة البيانو جنيد في مواكبة موسيقية ذات حساسية عالية.

من جهته قدم مغني “الباريتون” الشاب ميخائيل تاطرس فقرته اللافتة مؤدياً مقطوعة بعنوان “نيكتورن” كأغنية رومانسية لمؤلفها الشهير فوريه ليتبعها “تاطرس” بمقطوعة “آريا فيغارو” من أوبرا “زواج فيغارو” لموتزارت وفيها استطاع هذا المغني الشاب إثبات قدرات صوتية لافتة ومهارة في توزيع الأنفاس على الجمل الغنائية الصعبة التي قام بأدائها وجهاً لوجه مع جمهور دار الأوبرا الذي احتفى بدوره بالمواهب الأوبرالية الجديدة مصفقاً لها بين كل مقطوعة وأخرى.

عبد الله عطفة “انجرف مع الحزن” مع أداء هذه المقطوعة بالعنوان نفسه لمؤلفها برامز حيث بدت الثقة على محيا مغني “الباريتون” الشاب الذي تشارك مع زميلته أبو شكر أداء مقطوعة بعنوان “السلام الملائكي” لبرامز أيضاً مطوحاً كل منهما بين طبقتي السوبرانو والباريتون في لقاء خاص بين صوتي النساء والحاد والرجال العريض في ثنائية أعقبها فقرة لمغنية “التينور” عون معروف حيث أدت هذه المغنية الشابة ليدر بعنوان “الصباح” للمؤلف ريتشارد شتراوس لتكمل بمقطوعة “آريا عطيل.. لا أحد يخشاني” من أوبرا “عطيل” لمؤلفها فيردي وفيها حققت معروف درجات متقدمة من الأداء الصوتي الخبير بطبقة “التينور” مجسدةً مأساة “ديزديمونة” وحبيبها العربي المغدور.

ختام هذه الأمسية الأوبرالية لطلاب الغناء في المعهد كانت مع ثنائية تشاركت فيها الأداء كل من أبو شكر ومعروف في ثنائي “تينور-سوبرانو” وجاء بعنوان “الشفاه الصامتة” لمؤلفها فرانس لير فعبر هذه المقطوعة تجلت خبرة المغنيتين الشابتين في تصعيد وتحفيز خامة الصوت وتعزيز خصوصية الحنجرة السورية في أداء مختلف ألوان الغناء.

مغني الأوبرا فادي عطية قال في حديث خاص لـ سانا الثقافية متحدثاً عن أهمية هذا النوع من الحفلات “منذ فترة طويلة ومشاريع الموسيقيين مبنية لتشكيل فرق من طلبة المعهد العالي للموسيقا وهذا ليس كافياً فالمهم إنتاج موسيقيين من خلال المعهد يتابعون مسيرته خصوصاً في الاختصاصات النادرة بهدف الحفاظ على هذه الفنون العالمية ضمن الهوية السورية القائمة على ثقافة الفن والانفتاح على الآخر”.

وكشف عطية أن هذا الحفل هو انطلاقة للمشروع عبر تقديم عدد من الأعمال المنفردة والثنائية لطلبة صف الغناء الذي يشرف عليه في المعهد العالي للموسيقا حيث لم تقدم حفلات من هذا النوع منذ سنوات موضحا أنه يتم التركيز حاليا على تمكين هذه المواهب الشابة من خبرة الغناء والوقوف على المسرح ليكونوا كادراً وطنياً يتابع الطريق ويكرس مدرسةً خاصة بسورية.

وأضاف عطية “يأتي هذا الحفل ضمن مشروع تكوين فريق غناء أوبرالي يؤدي الأعمال الغنائية العالمية ليكون الفريق الكادر الغنائي لدار الأوبرا السورية حيث أن غالبية الكوادر التي تخرجت من معهد الموسيقا عملت فرديا ولم تعمل بشكل جدي وسافر أغلبها مع بدايات الأزمة ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع الذي يحتضنه المعهد بكل اهتمام بعد أن عدت للتدريس فيه منذ عامين” منوها بجهود كل من أندريه معلولي عميد المعهد العالي للموسيقا ومروان أبو جهجاه وكيل المعهد وفارس كلاس الأمين العام للأمانة السورية للتنمية والدكتور طلال معلا مدير وحدة تطوير التراث اللامادي في دعم المشروع.

واختتم عطية حديثه قائلا “تدربت على يد مغني البولشوي الروسي فلاديمير مالوتشينكو ومغنية الأوبرا الروسية نتاليا كيرتشينكا على أصول التدريس وبناء الأصوات الغنائية كمادة إضافية على دراسة الغناء الأوبرالي حيث يحتاج هذا النوع من العمل إلى خبرة مختلفة تتعلق بطبيعة اختلاف الأصوات البشرية التي تصدر عن الحنجرة وهنا تكمن الصعوبة”.


سامر إسماعيل

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق