مغني الأوبرا فادي عطية: أعمل لتكوين فريق غناء أوبرالي سوري

13 شباط 2016

.

يتميز مغني الأوبرا فادي عطية إلى جانب صوته المتمكن من طبقة الباص الباريتون وقدرته على أداء أصعب الأدوار والمقطوعات الأوبرالية العالمية بعمله على انجاز مشروع فني ثقافي كبير منذ سنوات يتمثل بتكوين فريق غنائي أوبرالي سوري قادر على تقديم أهم الأعمال الأوبرالية العالمية.

وعن مشروعه الفني ومراحله يقول عطية في حديث لـ سانا «منذ بدأت دراستي للغناء الأوبرالي وأدركت أهميته كان مشروعي تكوين فريق غنائي سوري يشكل فريق عمل كاملا لأداء الأوبرا محليا ونظراً لكونه مشروعا كبيرا تعثر كثيرا لأسباب عديدة وهو اليوم طور الإنجاز رغم الظروف المحيطة».

ويتابع عطية.. «أعمل حالياً على تأسيس جيل من المغنين الصغار في معهد صلحي الوادي حيث وصل بعضهم الى المعهد العالي للموسيقا وأنوي تقديم بعض الطلبة المتقدمين الذين حققوا تطورا يؤهلهم للوقوف على مسرح دار الأوبرا في الحفلات القادمة للفرقة السيمفونية الوطنية».

وحول تأثير الأزمة على عمله الفني يوضح عطية أنها خلقت شروطا جديدة للحياة في بلدنا وأثرت على الجميع كما تسببت بسفر عدد كبير من الموسيقيين والطلبة على حد سواء ما أوقف العديد من المشاريع الفنية مبيناً أن سفر هذا العدد من الموسيقيين حمل من بقي جهدا مضاعفا لملء الفراغ الذي تركوه ولتبقى الحياة الموسيقية مستمرة رغم الصعوبات الاقتصادية والحياتية.

ويرى عطية أن الموسيقيين الطلبة بحاجة إلى قدوة في العمل تشجعهم وتدفعهم إلى الأمام.. والناس بحاجة إلى الحب والعزاء من خلال الأعمال الموسيقية ما يدفعهم للتمسك بوطنهم والبقاء فيه لافتا إلى أن العمل الموسيقي والتعليمي في ظل الظرف الجديد صعب ولكنه يعطي سعادة وأملا يظهران في عيون الطلبة والجمهور.

ويجد عطية أن سورية تمتلك خامات كثيرة وأصواتا قادرة على تأدية كل أنواع الغناء مع وجود مدارس غنائية عديدة وأصيلة فرضت وجودها بشكل كبير على المستوى العربي مشيرا إلى أن المشكلة التي عانت منها الأصوات السورية تكمن في التسويق الإعلامي ما جعل الغناء الشعبي يسيطر ويظهر كأنه الغناء الوحيد في سورية.

ويتابع عطية.. «في سورية معهد واحد يدرس الغناء الأوبرالي وعمره لا يتجاوز العشرين عاماً ومع ذلك خرج عددا من المغنين الذين حققوا حضورا دوليا لافتا لكن حاليا بات الظهور العالمي للمغني بهذا المجال صعبا جداً بسبب كثرة المعاهد في العالم وتعدد المدارس كما أن جمهور هذا الغناء محدود عربيا بشكل عام».

ويلفت مدرس الغناء الأوبرالي في المعهد العالي للموسيقا إلى أن المعهد يبذل جهدا كبيراً للمحافظة على دوره بسبب مغادرة عدد من كوادره التدريسية إلى جانب مغادرة الخبراء الروس الذين كان لهم دور كبير في سير عمل المعهد وتخريج دفعات مميزة منه متمنيا دعم الموسيقيين والأساتذة الذين يعملون حاليا ومساعدتهم بكل ما هو ممكن لتسهيل عملهم.

ويقول.. «الهجمة على بلدنا ثقافية بالدرجة الأولى والموسيقا هي خط الدفاع الأول عن الثقافة وهي الخصم التاريخي للتطرف لذلك يجب دعم الموسيقيين السوريين الذين ما زالوا يعملون رغم الظروف الصعبة من حولهم» معتبرا أن الهم الأول اليوم كيفية الاستمرار بالحياة الموسيقية والتعليمية وبعد انتهاء الأزمة ستكون هناك مشاريع لتطوير موسيقانا بكل أشكالها.

ويقارن عطية بين التدريس للأكاديميين ولغير المختصين وللأطفال فيقول.. «تدريس الغناء للطلاب الأكاديميين في المعهد العالي للموسيقا يتطلب استيعابا وإقناعا للطلبة لبناء الصوت في الاتجاه الصحيح وبناء الشخصية والحضور على المسرح واختيار البرامج الملائمة لنوع كل صوت أما التدريس في معهد الفنون المسرحية لغير المختصين فيتطلب مساعدة الجميع ليقدموا أعمالا غنائية تفيدهم في تنمية أحاسيسهم وتنمية إيقاعهم الداخلي وقدراتهم الصوتية وتحسين قدرتهم على الاستماع وتنمية الذائقة الفنية لديهم».

ويتابع عطية.. «التعامل مع الأطفال يتطلب مهارة مختلفة فهم مشاريع موسيقية بناؤها في سن مبكرة يأتي بنتائج مهمة في المستقبل لأنها تبنى بهدوء وعلم فهنا يمكننا أن نبني مغنيا مثقفا موسيقيا على مدى طويل ليصل ناضجا إلى المعهد العالي للموسيقا وبالتالي ينافس على أعلى المستويات» لافتا إلى أن التعامل مع الأطفال يحتاج إلى لغة الحب لإيصال المعلومة إليهم.

أما فيما يخص المناهج فيوضح العضو في لجنة وزارة التربية المعنية بتحديد معايير المناهج الموسيقية الجديدة أن المشكلة الأساسية في تدريس مادة الموسيقا تكمن في الكادر التدريسي حيث إن خريجي المعهد العالي للموسيقا وكلية التربية الموسيقية بحمص يشكلون نسبة قليلة من مدرسي هذه المادة لكون عمر المؤسستين صغيرا نسبياً وأغلب مدرسي الموسيقا حاليا خريجو معهد إعداد المدرسين.

ويلفت عطية إلى أن النظرة الاجتماعية والعلمية لمادة الموسيقا لا تزال قاصرة وتعتبرها مادة ترفيهية يمكن استبدالها بأي مادة أخرى من المواد التي يعتبرها الأغلبية أهم مؤكدا أن الموسيقا واحدة من العلوم الأساسية الأربعة قبل الطب بآلاف السنين.

ويعبر عطية عن تفاؤله بمستقبل الغناء والموسيقا في سورية ويختم بالقول.. «التفاؤل يدفعنا لنعمل على إعداد جيل موسيقي أفضل منا فطلبتي سواء من الشباب أو الأطفال يعطونني الأمل بأن يحققوا ما لم احققه لذلك أؤمن بهم وادعمهم وأعلمهم حتى تبصر مواهبهم النور».

فادي عطية تخرج في معهد إعداد المدرسين بحمص عام 1996 ومن المعهد العالي للموسيقا بدمشق قسم الغناء عام 2002 ودرس الموسيقا السريانية وهو مدير كورال كنيسة القديس مارون بحمص بين عامي 1992و 1996 كما درس أصول تجويد القرآن الكريم والغناء الديني الإسلامي بين عامي 1994و 1996 ودرس العزف على آلة العود وعلوم المقامات العربية على يد الأستاذين جورج فرحات ووليد هزيم ودرس الغناء الكلاسيكي على يد مغني البلشوي الروسي فلاديمير مالوتشيكنو بين عامي 1997و 2001 ومغنية الأوبرا الروسية نتاليا كيري تشنكا بين عامي 2001و 2002.

وأنجز برنامج «فنون الأداء في الولايات المتحدة الأميركية» معهد العالم للتعليم واشنطن عام 2011 وأسس وأدار قسم الغناء في معهد صلحي الوادي للموسيقا بين عامي 2006و2011 وهو استاذ الغناء الكلاسيكي في المعهد حتى الآن وعضو الهيئة التدريسية للمعهدين العاليين للفنون المسرحية وللموسيقا بدمشق وعضو لجنة معايير وضع المناهج الموسيقية في وزارة التربية 2016.


محمد سمير طحان

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق