قدم كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا، تحت رعاية وزارة الثقافة والمعهد العالي للموسيقا حفلة في كنيسة القديسين بطرس وبولس بمشروع دمر، تميزت بتقنية عالية في الغناء الجماعي، الذي بدأ يأخذ حيزاً لا بأس به في بلدنا من خلال الجوقات الخاصة والكورال الكبير التابع للمعهد أيضاً، ويقدم غالباً حفلاته مع الفرقة السمفونية الوطنية السورية وآخرها كان في صالة الفيحاء الرياضية، حيث قدم الأناشيد الوطنية بنجاح ملفت، وذلك بمناسبة عيد الجلاء المجيد.

جال كورال الحجرة في حفلة دمر العالم بغنائه عندما قدم أغان في اللغات معظمها، بدأها بأغنية «يريفان» باللغة الأرمنية وتلتها أغنية «لا أجرؤ على البوح الفرنسية» وتابع برنامجه بأغنية حب من مولدافيا وترنيمة درافيدان الهندية و«واردة النبع» الإيطالية و«عجلة الفخار» المجرية و«أيها الخاطىء» الزنوج أمريكا، و«أدعوك يا ربي» الإفريقية و«تانغو الحرية» الأرجنتينية و«كالنيكا» من الفلكلور الروسي، و«قبلني» البرازيلية وختم الكورال حفله بأغنية الفلاحين المحاربين الأوكرانيين، ولعل أجمل ما قدمه مجموعة أغانٍ شعبية من الفلكلور السوري بتوزيع موسيقي جديد متميز وأداء جميل من المغنين.

إن من المعروف أن كورال الحجرة تأسس عام 2001 بإشراف الأستاذ صلحي الوادي مؤسس المعهد وعميده السابق، ويتألف من طلاب المعهد وخريجيه ذوي الاختصاصات المختلفة من مغني أوبرا وعازفي آلات مختلفة، ليكون نواة أول فرقة كورالية محترفة سورية وقدم الكورال العديد من الحفلات في دمشق وعدد من المحافظات السورية بالإضافة إلى حفلات في الأردن والإمارات العربية المتحدة وأرمينيا.

يدرِّب الفرقة ويقودها حالياً الخبير الروسي الأستاذ فيكتور بابينكو الحائز على وسام الاستحقاق الثقافي في جمهورية روسيا الاتحادية، فضلاً عن أوسمة وجوائز عديدة، وهو الذي لازم المعهد العالي للموسيقا بدمشق منذ تأسيسه. كما يرافق الفرقة في العزف على البيانو الأستاذة جمان عبيد خريجة المعهد العالي ولها العديد من المشاركات في الحفلات والمهرجانات في سورية والدول العربية والأجنبية، وتشغل حالياً رئيسة قسم البيانو في معهد صلحي الوادي ومدرسة بيانو في المعهد العالي ومعهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقا. لكورال المعهد أهمية موسيقية كبيرة تكمن في إدخال الموسيقا الكورالية إلى ثقافتنا الموسيقية المحلية فيقوم من خلال حفلاته بتقديم الأعمال الكورالية العالمية للجمهور السوري، وبالإضافة إلى ذلك فقد وضع على عاتقه تطوير أساليب التأليف الغنائي العربي وتحديثها، عن طريق تشجيع المؤلفين الذين يعملون في هذا المجال وتقديم الأعمال المكتوبة بهذا الشكل التأليفي أي الموزعة إلى عدة أصوات.

إن الكورال في الحقيقة ملاذ الكثير من خريجي معهدنا العالي ومكان للتدريب واكتساب الخبرات للطلاب، وخاصة قسم الغناء، يجسد هذا النوع من الغناء روح الجماعة والتعاون، وتعتبر فرقة الكورال واجهة حضارية لسورية لكونها تغنّي بعدة لغات فضلاً عن إحيائها للتراث السوري على نحو جميل لائق، لذلك تتطلب العناية وتسليط الضوء عليها أكثر.