مواضيع متنوعة في ختام ملتقى التصوير الزيتي بقلعة دمشق

03 أيار 2015

.

أربعة وعشرون عملا زيتيا كان نتاج ختام ملتقى التصوير الزيتي الرابع «سورية جسر المحبة» في قلعة دمشق والذي أقيم بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية حيث جاءت هذه الأعمال بصيغ فنية وتقنية متنوعة لأحد عشر فنانا تشكيليا سوريا من مختلف الأعمار والانتماءات الفنية.

وتنوع في المعرض الختامي للملتقى نتاج الفنانين من حيث عدد الأعمال والأساليب الفنية والمواضيع المقدمة حيث تراوحت الأساليب بين الواقعية والتعبيرية والواقعية التعبيرية والتجريدية والحروفية التجريدية وجاءت المواضيع متعددة فمنها ما اقترب من «الأزمة في سورية ومنها ما قدم رؤية جمالية بعيدة عن الأحداث الجارية».

وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لمراسلنا «إن سورية كانت وستبقى جسرا للمحبة وهذا المعرض اليوم بنسخته الرابعة على التوالي يقدم نموذجا جديدا لتجارب الفنانين السوريين المبدعين من خلال التفاعل المباشر فيما بينهم أمام الجمهور الذي تابع تنفيذ أعمالهم مباشرة في قلعة دمشق إلى جانب التفاعل المهم لطلبة المعهد مع المشاركين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم».

وأوضح وزير الثقافة «أن سورية كانت تصدر الفن والجمال إلى العالم وهي لا تستحق عقوق هذا العالم اليوم الذي يصدر لها الإرهاب والإرهابيين»، مؤكدا أن كل هذا الإرهاب لن يثنينا عن واجبنا الإنساني في نشر المعرفة والجمال والفكر لأننا مفطورون على ذلك.. وعلى هذه الأرض المقدسة ولد الفكر والإبداع وهو مستمر بالنضوج والوعي مع الإصرار على الحياة والحق والخير والعدل.

من جهته قال عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة إن هذا الملتقى يضم فنانين على مستوى فني مهم جدا في سورية والعالم وجاءت الأعمال في ختامه بمستوى جيد وعبرت عن التجارب الفنية المنوعة للمشاركين مبينا أن تكريم الفنانين خلال الملتقى يأتي ضمن امكانات الوزارة المتاحة وضمن محاولتها لتقديم كل جهد ممكن لاستمرار الملتقيات الفنية والفن التشكيلي بشكل عام لأننا بحاجة لهذا الفعل الإبداعي لكونه يعبر عن حضارتنا وتاريخنا الثقافي والفني العريق.

التشكيلي الدكتور خالد المز الذي يشارك لأول مرة في ملتقى للتصوير الزيتي في سورية قدم عملين أحدهما عن الإنسان بشكل عام والمرأة خاصة بأسلوب تعبيري قسم عبره سطح اللوحة إلى نوافد تطل بحالة غرائبية متأملة مع غلبة للأزرق في مجمل العمل وجاءت لوحته الثانية باختزالات حروفية أيضا طغى فيها الازرق مع تضاد مع الأحمر ما يعتبر تجريبا فنيا جديدا لديه على مستوى الأسلوب واللون.

التشكيلي ناثر حسني جدد حبه لدمشق والطبيعة السورية عبر عملين بأسلوب واقعي قدم فيهما البيت الدمشقي القديم وجمالياته المعمارية والتزيينية مع غلبة للون الذهبي الذي يميز أعماله عادة في الضوء مع بهرجة جميلة في توضع الألوان مع بعضها بعضا بالمنظر الطبيعي في سياق متناغم وعجينة لونية غنية بطيفها من الحار والبارد وتعكس تقنية الفنان العالية التي كرسها في بصمته الفنية للوحته.

وعبرت الفنانة لجينة الأصيل عبر عمليها عن الأمل بغد أجمل يحمل السلام لسورية مستخدمة البورتريه النسائي بأسلوب تعبيري مع ثيمة الحمامة التي تواجدت في كلا اللوحتين مع تقشف لوني على سطح اللوحة عكس حالة من التعبيرية اللونية عن الموضوع المقدم ضمن توليفة متجانسة من المفردات التي كونت توازنا بصريا جميلا.

ورغم عدم تمكن التشكيلي الدكتور نزار صابور من التواجد في كل أيام الملتقى إلا أنه قدم عملا من الحجم الكبير جاء فيه مدينة معلولا بين الجبال بلون رمادي عكست حالة الفنان ونظرته للواقع الذي تعيشه أغلب المدن السورية التاريخية مع اختزال في المفردات التشكيلية لمصلحة التكوين واللون الطاغي.

محمود جوابرة قدم عملين ضمن تجربته التشكيلية المعتمدة على المفردات الحيوانية وخاصة الثور والتي يعمل عليها منذ فترة بأسلوب تعبيري رمزي حيث جاء التكوين متعدد الارتكازات في أركان اللوحة على عدة عناصر تالفت مع بعضها لونيا وعبر الخطوط وعكست مدى تطور هذه التجربة لدى الفنان.

واستطاع الفنان عدنان حميدة أن يستفيد من مدة الملتقى ليقدم ثلاثة أعمال بأسلوبه التعبيري التجريدي مقدما مفردات بصرية يعتمدها غالبا في أعماله كالتفاحة والمرأة وغيرها من الرموز الجمالية والفكرية والفلسفية مستعملا تقنية الكولاج والزيتي لخلق مساحة لونية متناغمة ومتعددة الطيف دون الانزياح للألوان القوية فغلبت حالة من الضبابية على اللوحات أوحت بالتأمل والمزيد بالتمعن بجزئياتها.

التشكيلي اسعد فرزات قدم أيضا ثلاثة أعمال بأسلوب تعبيري غلبت عليها الألوان القاتمة بغلبة للرمادي والأسود ما عكس مزاجية خاصة للفنان تجاه ما يراه من أحداث مؤلمة وتناغمت اللوحات فكملت بعضها بعضا في المعنى والرسالة البصرية والفكرية وعكست أسلوبية مميزة لصاحبها.

ونوع الفنان علي حسين في أعماله الثلاثة من حيث اللون والأسلوب فقدم في أحدها «بورتريه نسائي» بأسلوب تعبيري وبغلبة للون القرمزي ما أشاع حالة غرائبية تراكبت فيها المساحة اللونية مع التكوين في توضع المرأة إلى جانب عمل احتوى بانوراما بشرية بألوان زاهية غير صريحة كما جاء العمل الثالث بتوليفة مشابهة من الألوان.

وكرر التشكيلي أكسم طلاع أسلوبيته الخاصة عبر عملين حروفيين مستفيدا من طاقة الحرف العربي وبألوان نارية تحاورت مع الخلفية الداكنة وشكلت حالة من التضاد اللوني وحققت نوعا من البهرجة والحضور القوي على سطح اللوحة وشدت انتباه المشاهدين إليها بقوة.

واختارت التشكيلية غادة حداد فكرة الأمومة كرمزية عن سورية الأم فقدمت عملين «بورتريه نسائي» بحالة الحمل في أسلوب واقعي غرافيكي اقترب من فن البوستر وعكس حساسية عالية لدى الفنانة تجاه المواضيع الانثوية وقوة في التقنية التي تعمل على تطويرها وتقديمها بشكل خاص بها لا يشبه غيره من الأساليب لدى الفنانين الآخرين رغم تعدد المحاولات في هذه المدرسة.

حشد كبير من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن التشكيلي حضر ختام الملتقى حيث كرم وزير الثقافة في نهاية الاختتام الفنانين المشاركين بتقديم شهادات تقدير لهم واطلع الحضور على الأعمال المعروضة في قاعة العرش بقلعة دمشق ما زاد من ألق الحدث الفني وأعطاه بعدا حضاريا أكبر كما ساعد وجود طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية وغيرهم من الفنانين الشباب من مختلف الأكاديميات الفنية السورية الرسمية والخاصة في المعرض على إشاعة أجواء من الحيوية مع التفاؤل بحجم الإقبال الجماهيري على الفعاليات التشكيلية ويعكس نجاحها.

حالة من العطش لأي منتوج فني إبداعي سوري تعكسه هذه الملتقيات الفنية التي تقيمها وزارة الثقافة من خلال الإقبال الجماهيري عليها نتيجة الوعي لأهمية الفن في الارتقاء بالذائقة البصرية والفكر لدى المتلقي السوري وخاصة لدى الفئة الشابة والتي هي في طور التعلم والتثقف الفني ما يشكل حاجة أكبر لزيادة هذه الفعاليات ورعايتها من مختلف الجهات الرسمية والخاصة والتعاون في اقامتها وتسويقها.


محمد سمير طحان

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

من ختام ملتقى التصوير الزيتي بقلعة دمشق

من ختام ملتقى التصوير الزيتي بقلعة دمشق

من ختام ملتقى التصوير الزيتي بقلعة دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق