وقائع مؤتمر برلين حول التراث الثقافي المهدد بالخطر: الحفريات والاتجار غير المشروع

22 كانون الأول 2014

.

عقد في يرلين في مقر وزارة الخارجية الألمانية يومي 11 و12 كانون الأول 2014 المؤتمر الدولي الذي نظمه معهد الآثار الألماني ومؤسسة التراث الثقافي البروسي والجمعية الألمانية لعلم الآثار حول التراث الثقافي المهدد بالخطر: الحفريات والاتجار غير المشروع. وذلك بحضور وزيرة الدولة للشؤون الخارجية في ألمانية السيدة ماريا بومر ومفوض الحكومة الاتحادية لشؤون الثقافة والإعلام السيدة مونيكا غاترز ووزير الآثار المصري الدكتور ممدوح الدمياطي وبحضور حوالي 400 شخصية سياسية من سفراء ومعاوني وزراء وبرلمانيين ورؤساء منظمات ومعاهد ثقافية تعنى بالتراث الأثري إضافة إلى قانونيين ومشرعين في قضايا تهريب الآثار في العالم.


وقائع مؤتمر برلين حول الحفريات والاتجار غير المشروع


وقد بدأ كلمة الافتتاح السيدة ماريا بومر - وزيرة الدولة للشؤون الخارجية - التي رحبت بالمشاركين وبحضور ممثلي الدول في مصر وسورية: الدكتور ممدوح الدمياطي والدكتور مأمون عبد الكريم، وأثنت بداية على الجهود المبذولة التي تقوم بها المديرية العامة للآثار والمتاحف لحماية المقتنيات المتحفية السورية، وركزت السيدة بومر في كلمتها على أهمية التلاحم والتعاون الدولي لمحاربة آفة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الأثرية في الدول التي تتعرض للتنقيب السري وبخاصة سورية والعراق ومصر وغيرها، وأضافت بأن سورية كانت لآلاف السنين موطن للكثير من الحضارات الكبرى والممالك القديمة من ثقافات ما قبل التاريخ القديمة وامبراطوريات الشرق الأدنى حتى المجتمعات الإسلامية، وللحفاظ على الموروث الثقافي الهام نحن بحاجة لحماية التراث الثقافي السوري والعراقي.


السيدة ماريا بومر - وزيرة الدولة للشؤون الخارجية


وقالت بأن المواقع الستة للتراث العالمي في سورية كانت قد وضعت في حزيران 2013 من قبل لجنة التراث العالمي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وأشارت إلى أن هناك تعاون من قبل وزارة الخارجية الألمانية للحفاظ على التراث الثقافي السوري. على سبيل المثال، تمويل «مشروع تراث سورية» الذي ينفذ من قبل معهد الآثار الألماني ومتحف الفن الإسلامي وتضمن رقمنة أرشيف القائمة في التراث الثقافي لسورية كما أضافت بأنهم ملتزمون بضمان أن في أقرب وقت ممكن ونتائج المشروع سيساهم في إنشاء سجل مركزي للتراث السوري.


وقائع مؤتمر برلين حول الحفريات والاتجار غير المشروع


من جهتها ركزت السيدة مونيكا غاترز - وزيرة الدولة لشؤون الثقافة والإعلام على أهمية القيام بدور فعال لحماية الثقافيات والحضارات التي تنتهك من قبل المتطرفين وعصابات الأثار، وقالت في كلمتها أن الأزمات غالبا ما تؤدي إلى تدمير المتاحف والمواقع الأثرية وازدهار تجارة القطع الأثرية المسروقة، وأوضحت أن هذا «يدمر التراث الثقافي للبشرية جمعاء». وأضافت أن ألمانيا تعتزم تشديد تنظيم تجارة القطع الفنية والأثرية، بما يوجب على مستوردي القطع الأثرية أن يكون لديهم رخصة تصدير صالحة وشهادة منشأ للقطعة الأثرية، كما من شأن التنظيم الجديد أيضا أن يطلب من المؤسسات الثقافية والمتاحف في جميع أنحاء ألمانيا أن تدرس بعناية القطع الأثرية لديها والمشكوك فيها.


وزيرة الدولة الألمانية لشؤون الثقافة والإعلام مونيكا غاترز


وتابع كلمات الافتتاح كل من السيدة فريدريك فيلس رئيسة معهد الآثار الألماني والسيد هيرمان بارتسنغر رئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي.

أما الدكتور ممدوح دمياطي - وزير الآثار المصري- فقد تناولت كلمته الأخطار الكبيرة الت تعرض لها المواقع الأثرية في مصر نتيجة الحفريات غير المشروعة والإجراءات المتبعة في مصر لحماية الآثار واستعادة القطع الأثرية المهربة بطرق غير شرعية.

في حين تناول الدكتور مأمون عبد الكريم - المدير العام للآثار والمتاحف أهمية الإجراءات التي اتخذت من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف، وأشاد بدور الجهات المختصة «الحكومية وغير الحكومية» في سورية بتقديم العون والمؤازرة الأمر الذي تكلل بحماية أكثر من 99% من المقتنيات المتحفية.

وأشاد الدكتور عبد الكريم إلى دور موظفي المديرية العامة للآثار والمتاحف والبالغ عددهم حوالي 2500 موظفاً، الذين استمروا بعملهم وتكاتفوا إيماناً منهم بالدفاع عن تراثهم الثقافي الذي وحدهم في وجه عصابات الآثار والمخربين والمتطرفين الذين عاثوا خراباً وفساداً.


وقائع مؤتمر برلين حول الحفريات والاتجار غير المشروع


وطالب المدير العام المجتمع الدولي بالتحرك وعدم التقاعس في تقديم المؤازرة للسلطات السورية ومحاربة آفة التهريب وخاصة من خلال الحدود المفتوحة مع دول الجوار، ومراقبة سوق الأثار والاتجار غير المشروع، ومنع بيع وشراء القطع الأثرية السورية.

ونوه إلى أن هذا المؤتمر ربما يكون الفرصة المثلى لتقوم الحكومة الألمانية بتعديل قوانينها المتعلقة بمحاربة الاتجار بالآثار نحو الأفضل، طالما أنها بصدد التعديل حالياً، وذلك لإعطاء نموذج مثالي وصحي لباقي الأعضاء والدول في أوربة وباقي دول العالم في مكافحة تهريب الآثار.

كما وجه اللوم على تقاعس المجتمع الدولي لعدم استجابته إلى النداءات المتكررة للمديرية العامة للآثار والمتاحف لحماية الآثار السورية منذ بداية عام 2013 عندما تلقت تقارير تفيد بتحرك شبكات المافيا المتخصصة في تهريب الآثار في الداخل السوري. وأنهى كلمته مضيفاً إن لم يتحرك المجتمع الدولي اليوم في محاربة الاتجار بالآثار السورية وتقديم العون المباشر إلى المؤسسة الثقافية الأثرية في سورية لإنجاح خطتها، ستحاكم أجيال المستقبل هذا التقاعس.


المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم


وقد أكدت التوصيات الختامية للمؤتمر فيما يخص سورية والعراق على:

- ضرورة الدعم الدولي للمؤسسات في البلدان ذات الصلة من خلال تقديم برامج تدريب وتعليم ودعم مالي.
- العمل على ضبط الحدود في دول الجوار لمنع تهريب الممتلكات الثقافية.
- تقديم الدعم التقني والفني لأعمال التوثيق للمواقع الأثرية في البلدان ذات الصلة.
- وضع ضوابط لمنع التهريب والتنقيب غير المشروع وتحديد آليات مراقبة الأثار المهربة وآليات بيعها وتعبئة الفجوات الموجودة في القانون الألماني لمحاربة التهريب.
- ضرورة تدريب مختصين بالآثار ليعملوا في قطاع الجمارك.

وتضمنت الكلمة الختامية للسيد هيرمان بارتسنغر المدير العام لمتاحف ألمانيا ورئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي «فيما يخص سورية» التأكيد على ضرورة تعاون دول الجوار في منع الاتجار بالممتلكات الثقافية السورية وضبط الحدود.


اكتشف سورية

المديرية العامة للآثار والمتحف

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

وقائع مؤتمر برلين حول الحفريات والاتجار غير المشروع

السيدة ماريا بومر - وزيرة الدولة للشؤون الخارجية

وقائع مؤتمر برلين حول الحفريات والاتجار غير المشروع

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق