عبد الكريم: نتواصل مع المنظمات الدولية لاستعادة القطع الأثرية المسروقة

27 تشرين الثاني 2014

.

تعرض الإرث الأثري السوري لخسائر كبيرة في الحرب التي تعيشها البلاد منذ نحو أربع سنوات فقد دمرت التنظيمات الإرهابية المسلحة الكثير من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها لآلاف السنين ونهبت وهربت الكثير من القطع الأثرية الثمينة والنادرة عبر الحدود.

وفي المقابل كان للمديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق دور كبير في الحفاظ على المتاحف والمواقع الأثرية السورية ما دفع جمعية «الأولويات الثقافية» في فينيسيا بإيطاليا منح الدكتور مأمون عبد الكريم مدير الآثار والمتاحف الجائزة الدولية لإنقاذ التراث الثقافي.

وعن الجائزة تحدث الدكتور عبد الكريم لمراسلتنا مشيرا إلى أن الجائزة خصصت هذه السنة لسورية تحت عنوان «الشجاعة من أجل انقاذ التراث الثقافي العالمي» تقديرا للدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في انقاذ التراث الأثري السوري مبينا أن المديرية تمكنت خلال سنوات الحرب الأربع على سورية عبر إجراءاتها السريعة والفعالة من إنقاذ 99 % من المقتنيات المتحفية.

رغم ذلك فإن مدير الآثار والمتاحف لم ينكر وجود عمليات نهب وتخريب كبيرة في المواقع الأثرية وانتهاكات مدمرة ولا سيما في مدينة حلب التي تعد من أكثر المدن السورية تضررا بفعل اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث أحرقت أسواقها القديمة بالكامل معتبرا أن ما جرى فيها هو مأساة على صعيد التراث الأثري الإنساني.

ويكشف عبد الكريم عن وجود ثلاثة محاور تعمل عليها المديرية الأول محور الاعتداءات والنهب موضحا أنه بالنسبة لهذه الاعتداءات هناك أضرار هائلة حدثت ولا سيما في مدينتي حلب وحمص عبر وجود الكثير من الأبنية الأثرية المتضررة بأضرار كبيرة ومتوسطة أو أقل في الحالة الأخيرة تعمل المديرية على ترميمها.

أما بالنسبة للمواقع الأثرية فيشير عبد الكريم إلى أن سورية تملك ما يزيد على عشرة آلاف موقع أثري وبفعل إجراءات الحماية والتعاون مع المجتمع المحلي تمت حماية العديد منها وتحول عدد كبير من أهالي المنطقة إلى حراس ولكن هناك الكثير من المواقع في الوقت نفسه تضررت بشكل كبير في الرقة ودير الزور فضلا عن تل عجاجة بالحسكة وأفاميا في حماة ومواقع وادي اليرموك في درعا.

ولفت إلى وجود مخاطر حقيقية من خلال المئات من المأجورين وشبكات المافيا التي عبرت الى سورية من دول الجوار مطالبا المجتمع الدولي بأن يقوم بدوره في مكافحة التهريب وتتبع القطع الأثرية التي تحمل الهوية السورية.

أما بالنسبة للمتاحف فيؤكد عبد الكريم أن المتاحف بألف خير باستثناء الأضرار التي لحقت بالمباني لكن المقتنيات المتحفية في الأغلبية المطلقة منها سليمة تماما ماعدا ما جرى في الرقة وفي دير عطية.

وأشار مدير الآثار والمتاحف إلى دور أبناء المجتمع المحلي في حماية الآثار السورية حيث عملوا على توفير الحماية للتراث الثقافي في محافظاتهم إضافة إلى قيامهم بالتواصل مع النخب الثقافية والمجتمعية والشخصيات التي لها نفوذ وتاثير في تلك المناطق معتبرا أن دورهم بطولي في حماية المواقع الأثرية في وجه اللصوص وعصابات الآثار.

ويشير عبد الكريم إلى أنه بخصوص القطع الأثرية التي هربت عبر الحدود من قبل مافيات آثار منظمة فقد جرى تعاون وتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» لتوعية الشرطة الدولية بهذا الخصوص حيث اصدرت نشرة بكل اللغات للفت الانتباه إلى القطع الأثرية ذات الهوية السورية مؤكدا استعادة أكثر من 93 قطعة أثرية مهمة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في لبنان.

ويختم عبد الكريم بالقول «نحن لا نخفي معلومات عن واقعنا الأثري فكل ما لدينا من معلومات نقوم بنشره على موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف لأنه ليس لدينا مصلحة في ذلك وعند حدوث سرقة ما لقطع أثرية نقوم بإعلام المنظمات العالمية حتى تتحرك علنا وحتى نستطيع استعادة القطع أو حتى تسجيل مخالفات».


ميس العاني

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق