صوت روسيا في حوار مع الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف

05 تموز 2014

سورية استعادت 100 تمثالاً تدمرياً مسروقاً

أجرت إذاعة صوت روسيا حواراً مع المدير العام للآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم هذا نصه:

سؤال: دكتور مأمون كنا قد تحدثنا في حوارات سابقة عن الكثير من الحوادث التي جرت للآثار والمتاحف في سورية سواء كانت من تدمير أو سرقات أو نهب..، لكن الآن ترد أخبار بأنه تم العمل على إعادة عدد كبير من القطع الأثرية الهامة، حبذا لو تضعنا في هذه الصورة وفي هذا النشاط الناجح لكم في إدارة هذا الملف؟

جواب: فعلا حدثت هذه الأمور خلال الأشهر الأخيرة الماضية من خلال جهود الجهات المعنية في مؤسسات الدولة السورية، وبالتعاون مع المديرية العام للآثار والمتاحف تم استعادة أكثر من 100 تمثال تدمري كان مسروقاً من البساتين المحيطة بالمتحف وليس من المتحف، فإن متحف تدمر بخير وتحت السيطرة، لكن كانت هناك نشاطات للمافيات لفترة طويلة، وبفضل الجهات المعنية تم استعادة كل تلك القطع النادرة والهامة أثريا، وحاليا هذه القطع بالحفظ والصون واستلمناها رسميا، بالإضافة إلى أن هناك نشاطا دوليا أيضا، من مؤسسة سعادة في لبنان والجهات الألمانية المشاركة معنا تقوم بعمليات التعاون، بالإضافة إلى الشرطة الدولية (الانتربول)، مثلا اليوم استلمنا مجموعة من الصور تبين لوحات فسيفساء مسروقة من سورية، وجهات ألمانية هي التي سيطرت على هذه القطع الأثرية وتم الاتصال معنا لبيان ما إذا كانت هذه القطع أثرية أو غير أثرية، فهناك نشاط ملحوظ حاليا على المستوى الدولي من عدد من العواصم العالمية بالإضافة إلى الشرطة الدولية واليونسكو أيضا والجمارك الدولية والجهات المعنية السورية في الداخل السوري أيضا، حيث استطعنا أن نضبط عددا كبيرا من القطع الأثرية بالإضافة إلى الحصول على مجموعة كبيرة من المعلومات ومن الصور لقطع أثرية منتشرة لكنها في ايادي عصابات الآثار، بانتظار استعادتها، وبمجرد وجود هذه المعلومات ستفيد المديرية العامة في عملية المتابعة والبحث مع الشرطة الدولية.

سؤال: ما هي الحالة المادية للآثار في سورية، والآثار التي تحدثتم عنها هل هي أيضا بحالة جيدة؟

جواب: لا نقول بحالة جيدة باعتبار البلد يعيش حالة حرب وأزمة قاتلة ولها انعكاسات على كل مفاصل الحياة، ونحن جزء من هذه المفاصل، ولكن أؤكد لكم اليوم من خلال هذه المقابلة حتى الآن جميع المتاحف السورية بخير، على اعتبار كنا قد تحدثنا إليكم سابقا أن القطع الأثرية قد أخليت ووضعت في أماكن آمنة، فقضية المتاحف السورية بألف خير، لكن قضية المواقع الأثرية البعيدة خاصة منها مثل موقع دورا أوروبوس وماري، كانت هناك صور فضائية قد نشرت منذ عدة أيام تبين حجم الفظاعة التي تمت في موقع دورا أوروبوس من أعمال التنقيب والتدمير للموقع الأثري على ضفاف نهر الفرات بالإضافة إلى موقع الشيخ حمد وماري، هذه المعلومات تؤكد تقاريرنا الأثرية عندما كنا ندعو المجتمع الدولي للتوسط وتقديم المؤازرة والدعم للسلطات الأثرية السورية بالتصدي للأعمال الإجرامية التي يقوم بها المجرمون والعصابات التي ظهرت في أماكن مختلفة والتي أيضا تسرق القمح والنفط وتسرق الآثار وتفعل ما تفعل، إذاً هناك منظومة متكاملة من الإجرام، لكن بالمقابل منذ يومين عدنا من مدينة حمص القديمة، وزرنا مجموعة من الأبنية التاريخية في داخل حمص القديمة مثل قصر الزهراوي وجامع خالد بن الوليد ودار المفيد إضافة إلى كنيسة أم الزنار وكنيسة الأربعين، والمتحف الوطني، كل هذه المباني بألف خير، وهذه الأخبار فعلا مفرحة بالنسبة لنا. هناك أماكن تحتاج إلى صيانة، وهناك تدمير.

نحن قمنا بأعمال الصيانة الأولية مؤخراً، وقد كنا مع السيدة وزير الثقافة في زيارة إلى حمص وإلى قلعة الحصن، حيث أشرفنا على إتمام أعمال الترميم الأولية، حيث أصبحت قلعة الحصن جاهزة لاستقبال الزوار وإقامة المهرجانات، باستثناء نقاط محددة ستخضع إلى أعمال الترميم في السنوات المقبلة، لكن الوضع العام في قلعة الحصن أيضا مطمئن بشكل ممتاز، ولا أستطيع ان اقول أن الآثار بخير في سورية، لأنه هناك 10000 موقعاً أثرياً في سورية، وهناك المئات من المواقع بعيدة وهي في حالة غير آمنة، وبالتالي تخضع هذه الأماكن لأعمال التنقيب الهمجية من التدمير العشوائي لأهداف إيديولوجية متطرفة أو لأهداف لها علاقة بالسرقة.

سؤال: يمكن أن نقول أنه بالفعل بدأت عودة الحياة إلى القطاع الحضاري الثقافي التراثي في سورية، لكن هناك سؤال محوري، النشاطات التي تقومون بها داخليا وإقليميا ودوليا من أجل تفعيل وتدعيم الجهود لاستعادة الآثار ولكن يجب الحفاظ على حياة هذه الآثار أليس كذلك؟

جواب: أقول لكم الحياة عادت إلى قلعة الحصن وبطريقها إلى مدينة حمص القديمة، وهذا خبر مفرح، بالإضافة إلى مدينة تدمر الأثرية بالإضافة إلى عدد من المواقع الأثرية الأخرى، لدينا تعاون هائل مع المجتمع الأهلي في كل المحافظات السورية حتى المناطق الساخنة، هناك حملات توعوية التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الثقافة السورية كانت لها نتائجا طيبة مع المجتمع الأهلي، عندما رأى المجتمع الأهلي أنه قد نختلف بكل شيء ولكن لا نختلف بقضايا لها علاقة بذاكرة الوطن وتاريخ الوطن، هذا الشيء الإيجابي المطلق في داخل الوطن له انعكاس أيضا على المستوى الدولي.

هناك تحرك هائل الآن من قبل كل المنظمات الدولية، ومؤخرا كان هناك اجتماع في اليونسكو ضم 22 دولة و120 شخصية عالمية حضروا ندوة حول حشد طاقات المجتمع الدولي للدفاع عن التراث الثقافي السوري، وكان هناك حرصا هائلا من الحاضرين بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف بطريقة مباشرة وبطريقة شرعية على اعتبار هي من تملك الأرض وهي من تملك 2500 موظفا وقامت بمجموعة من الإجراءات، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك في سبيل إنجاح خطط المديرية العامة للآثار والمتاحف. أعتقد أن اليونسكو والمنظمات الدولية الأخرى والبعثات الأجنبية جادة في هذا الأمر، فمن خلال المؤتمرات في ألمانيا وفي فرنسا وفي إيطاليا وفي إسبانيا، وهناك معرض افتتح مؤخرا في 22 حزيران الماضي في روما بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف بعنوان سورية الألق والمأساة، تلقي الضوء على سورية الحضارية وتحرك المجتمع الدولي والأوروبي للدفاع عن التراث الثقافي السوري في وجه المافيات الدولية وفي وجه المخربين والعابثين بالتراث السوري، وفي نهاية المطاف هو ليس تراثا سورياً فقط، بل هو تراثا إنسانيا بامتياز، على الجميع أن يتكاتف في هذا الأمر.

وفي سورية أيضاً علينا جميعاً أن نتحد إن كنا نحن كمديرية عامة أو الجهات الحكومية بالإضافة إلى المجتمع الأهلي، ونحن نوجه كلمتنا إلى 23 مليون سوري علينا أن نتكاتف وأن نتحد للدفاع عن تراثنا وذاكرتنا المشتركة.

اليوم أعتقد أن كل هذه الإجراءات كان لها وقعا طيبا لدى المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، واليوم هناك تحرك إيجابي جدا من جهة ونشاطنا من جهة أخرى في سبيل إنجاح مشاريعنا إن كانت متعلقة بالحماية أو بالصيانة والترميم.


نواف ابراهيم

arabic.ruvr.ru

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق