متحف تدمر
المحتويات
افتتح رسمياً في 6 آب عام 1961. يضم بين جدرانه لقى من منطقة تدمر.
وصف محتوياته
على يمين المدخل يوجد كهف يُعطي فكرة عن السكن الأول لإنسان ما قبل التاريخ في كهف الدوّارة. والكهف الأصلي يقع على بعد 22كم غربي تدمر. وجدته بعثة أميركية عام 1955، ونقبت فيه بعثة يابانية في الأعوام 1970 و1972 و1974، كما اكتُشفت بقايا عضوية وأدوات صوانية لإنسان العصر الحجري القديم والأوسط في عدد كبير من الكهوف.
استمر الإنسان بالسكن في منطقة تدمر منذ نصف مليون سنة. وكذلك في العصر الحجري القديم والوسيط في منطقة الكوم وقد وُجد منزل هناك.
عُرضت آثار الإنسان العاقل، وهو من العصر الحجري الحديث أي الألف السابع أو السادس قبل الميلاد. وهو الإنسان الذي بدأ بالاستقرار فزرع الأرض ودجّن الحيوان وبدأ بالصناعة البسيطة. من آثاره تمائم، ورأس فأر من الرخام، وأصداف، ومخارز من العظم، وقطع جصية عليها نقوش بسيطة، وقطع فخارية من الألف الخامس قبل الميلاد، وكذلك جرار فخارية من الألف الرابع ق.م، وهي من مدينة أوروك السومرية، جنوب الرافدين.
القاعة الأولى
تقع على يمين المدخل فيها لوحة توضيحية لتطور اللغة الآرامية. وكانت قد استعملت من الهند إلى وادي النيل ما بين القرنين السادس قبل الميلاد والسابع الميلادي. وتتألف اللغة من 22 حرفاً تُكتب وتُقرأ من اليمين إلى اليسار.
ثم لوحة قاعدة تأسيسية لـمعبد بل في تدمر المؤرخة في عام 32م ومذابح نذرية اكتُشفت في مدخل نبع أفقا بين عامي 1947 و1978. قدمها التدمريون نذوراً لإله النبع. في أعلى كل واحد جرن لوضع البخور ودماء الأضاحي والمياه المقدسة. وعليها كتابة هي «إلى الذي تبارك اسمه إلى الأبد، الطيب الرحمن الرحيم، إله النبع، قدّمه من أجل الشكر..».
على الجدار الغربي توجد أقدم كتابة معروفة باللغة التدمرية وهي: «في شهر تشرين من عام 219 (أي 44م) أقام كهنة بل هذا التمثال لجذيماي أي (جذيمة بن نبوزيد) من قبيلة بني كهنبو».
أمام الجدار الجنوبي، توجد قاعدة تمثال عليها كتابة يونانية. قدمته نقابة الدبّاغين وصانعي القِرَب في تدمر إلى صاحب السمو سبتيموس حيران ابن صاحب السمو الملك أذينة عام 569 (أي 258م).
القاعة الثانية
على الجدار الشرقي ربة النصر المجنحة، تحمل إكليلاً من الغار وسعف النخيل. ومثلث متدرّج الجوانب (ميرلون) كان يزين أعالي الأبنية القديمة في سورية. على الجدار الشرقي أيضاً، لوحة لكاهن يُولد من صدفة وُجدت في الحمامات واكتشفت عام 1969. إلى جواره لوحة محاطة بالزخارف، فيها تمثال الإله ملكبل إله الفصول والمواسم، ومحراب صغير. في أسفل اللوحة نسور، وفي أعلاها واحد منهم فارداً جناحيه وهي رموز للرب بعلشمين، سيد السماء وإله الخصب والنماء والنبع.
الجدار الغربي فيه أفاريز من الزخارف النباتية والهندسية، وُجدت في معبد بل القديم من القرن الأول قبل الميلاد.
القاعة الثالثة
فيها مجموعة من التماثيل كانت تُزين ميدان وشوارع المدينة ومعابدها وأعمدتها التذكارية. تخليداً لرجالات تدمر البارزين، منهم شيوخ، وفرسان، وهجانة، وكهنة، وتجار، وعسكريين، وموظفين، ورؤساء قوافل. والتماثيل بالحجم الطبيعي، ترتدي ملابس محلية وهي عبارة عن ثوب طويل فوقه عباءة تلتف حول الكتف. وتنتعل صندلاً أو ترتدي قميصاً وسروالاً مطرزين بالقصب أو خيوط الفضة والذهب. وهي ملابس مستوردة من بلاد فارس، خاصة للطبقة الغنية في تدمر.
كما يوجد لوحة عليها سفينة مع ربانها من القرن 3م. كانت تنقل البضائع إلى تدمر من مينائها ميسان على الخليج العربي. ومن ميناءين لها على الفرات هما دورا أوروبوس (أي الصالحية)، وصورا في قرية الحمام شرقي سد الفرات.
على الجدار الجنوبي لوحة ضابط مع جنوده الهجانة، كانوا لحماية الطرق التجارية.
في الخزانة رقم (1) أواني فخارية اكتُشفت في معبد بعلشمين في تدمر عام 1955.
الرواق الغربي
فيه لوحات لأرباب تدمريين. على اليمين مذبح للربة اللات، إلهة الحرب والسلم، ورمزها الأسد والسنبلة وسعف النخيل. على وجه المذبح الأمامي الرب ملكبل، إله الفصول والمواسم، يمتطي عربة يجرها حصانان مجنحان. على الوجه الآخر شارو (أي شيع القوم)، إله القوافل وحاميها، يمسك رمحاً وسيفاً. وُجد في معبد بعلشمين عام 1955. إلى جواره تيكه ربة الحظ، وحامية مدينة تدمر، تحمل فوق رأسها قبعة عليها سور وأبراج المدينة، من القرن3م.
توجد لوحة فيها أرباب تدمريون هم من اليسار. يرحبول إله الشمس، وبل كبير الآلهة في تدمر وبابل، وعجلبول إله القمر، وأرصو (أي عزيزو: فينوس). وعند العرب هي عُزى، رمزها كوكب الزهرة أي نجمة الصباح أو المساء، وتُعرف حالياً باسم نجمة الراعي، وتُشاهد عن الغروب في جهة الغرب متلألئة في السماء.
على الجدار الغربي يوجد سقف باب عليه نسر فارداً جناحيه، وعلى جانبيه نسران آخران يحملان أغصان الزيتون رمز الخصب والسلام. تحت جناحيه رب القمر (عجلبول) ورب الشمس (يرحبول). وُجدت هذه اللوحة في معبد بعلشمين عام 1955.
على الجدار الشمالي لوحتا فسيفساء تمثل حروب طروادة وأسطورة أخيل وأوليس، واختبائه بعيداً عن الأنظار ثم موته بسهم في كاحله، من القرن 3م.
اللوحة الثانية عليها مشهد إله الصيد، وهو حيوان خرافي، نصفه إنسان، يقاتل مجموعة من الوحوش الهائجة. وُجدت اللوحتان عام 1940 في دار تدمرية شرق معبد بل، وكانت تغطي أرضيات الدار. بين اللوحتين الرب يرحبول إله الشمس، يرتدي ملابس محلية، من القرن الأول الميلادي. وُجد في معبد نبو في تدمر عام 1964.
الرواق الشرقي
الخزانة الأولى: فيها ذو الشراة (أي باخوس) إله الخمرة الروماني، وهو ديونيسوس اليوناني، ويظهر عارياً وسكراناً. كما يوجد تمثال لهرقل وآخر لكاهن تدمري وغصن غار، ووزنة ثقلها 333غ، وسلاسل لتقييد الحصان. وجميعها من البرونز، وُجدت بين عامي 1970 و1978.
الخزانة الثانية: فيها مصنوعات برونزية، وزعرور، وأميال، ونصال، وأساور، وخواتم وبقايا أوانٍ.
الخزانة الثالثة: فيها نقود فضية وبرونزية ونحاسية من عدة عصور: تدمرية، ورومانية، وبيزنطية، وعربية إسلامية. بينها دراخما فضية من عهد الإسكندر المقدوني، ونقود من عهد وهب اللات وأورليان. ونقد برونزي من عهد فيليب العربي إمبراطور روما. ودراهم أموية وعباسية وأيوبية وأرتقية ومملوكية.
الخزانة الرابعة: فيها دنانير وحلي ذهبية من القرن السادس والسابع الميلادي. وهناك فص خاتم كتب عليه بالعربية «شكراً لله». وفص خاتم آخر من العقيق عليه كتابة عربية «من فكّر في معاده قصّر عن مراده». وهناك عقود من الخرز والأصداف ومكاحل ومغازل وأبازيم من البرونز. عُثر على معظم هذه المجموعة في مقبرة وجدت في حديقة متحف تدمر عام 1968.
الخزانة الخامسة: فيها رفان، العلوي خزف تدمري يعود إلى ما بين القرنين 1 و3م، بينهما صحن فخاري روماني (تتراسجلاتا). وعلى الرف السفلي خزف عربي إسلامي من ما بين القرنين 10 و14م.
في نهاية الرواق توجد لوحة عليها خمسة أرباب تدمريين، هم من اليمين إلى اليسار:
عشتار: ربة الحب والجمال والخصب والحرب.
عجلبول: إله القمر.
بل: رئيس مجمع الأرباب.
بعلشمين: إله الخصب والمطر والنبع.
يرحبول: إله الشمس.
وُجدت هذه اللوحة أمام بئر ماء على بعد 20كم، شمال شرق تدمر عام 1963. وكانت اللوحة قد وضعت للتبرك ولاستمرارية نبع الماء في العطاء.
إلى جوار اللوحة السابقة يوجد رأس ذو الشراة رب الخمرة. وكان يُعبد من قبل العرب الأنباط، وعرب شمال الجزيرة العربية. تبدو ملامح وجهه معبّرة، وتطوّق عنقه عناقيد الكرمة، وقد وُجد في مدفن إيلابل في وادي القبور وهو من القرن 2م. وهناك تمثال لـ أقما بنت عطيلينا بن حجاج من أسرة مبارك بن أمريشا، من النصف الأول من القرن 2م، وُجد في المدافن الجنوبية الغربية.
في وسط الرواق خمس خزائن:
1- الأولى فيها تماثيل إنسانية وحيوانية وأزهار جصية صُبّت بالقالب، وتستعمل لزخرفة البيوت.
2- الثانية فيها أواني زجاجية وُجدت في المقابر، تعود إلى القرن الأول حتى السادس الميلادي. فيها المدامع، وكأسان مقوسان (كاليس). عُثر عليها في مقبرة اكتشفت في حديقة المتحف عام 1968 وهذه اللقى من القرنين 5 و6م.
3- الثالثة فيها بطاقات دعوات للولائم الدينية مصنوعة من الفخار، أو الرصاص، أو البرونز، وأحياناً من الذهب، على وجهها الأول صورة صاحب الدعوة، وعلى الآخر صورة أحد الأرباب.
4- الرابعة: فيها مجموعة من المباخر والسرج الفخارية. كانت تُسعمل للإنارة بعد ملئها بالزيت، وتُوقد بواسطة فتيل.
على الجدار الشمالي: لوحة لسيفساء تمثل أسكولاب إله الطب والشفاء، ورمزه الثعبان، ويعبّر عن تجدد الحياة.
على الجدار الجنوبي: لوحة فيها الملكة كاسيوبة ملكة إثيوبيا التي غارت منها عرائس المال لجمالها، فاشتكينها إلى نبتون إله البحر، فأرسل أندروميدا ابنتها فدية عن الجميع.
القاعة الرابعة
فيها سرر جنائزية وتماثيل وشواهد وكتابات عُثر عليها في المدافن.
على الجدار الجنوبي سرير أسرة مالك وعائلته، من القرن 2م، وجده إنغهولت عام 1936 في منطقة المدافن الجنوبية الغربية.
وعلى الجدار الغربي: سرير أسرة عشتور بن مالك وزبيدا بن مقيمو بن بكري من القرن 2م.
وعلى الجدار الشمالي: أسرة زبيد بن عجيلي من عام 112م وأسماء أولاده سلمان وسلمى ومالك.
على الجدار الشرقي: شواهد قبور فردية عليها رسوم الأموات أو شعار الموت مع ذكر أسمائهم وكلمة «وا أسفاه».
في الوسط تابوت عليه تماثيل لرجال ونساء يحمل كل منهم ما يدل على عمله أو هوايته.
كان رجل الدين في تدمر يضع على رأسه قلنسوة أسطوانية الشكل، مصنوعة من مادة سميكة، وفيها ما يشير إلى مركزه الديني، إن كان في وسط القلنسوة نقش شخص أو زهرة أو ثلاثة خطوط أفقية متوازية. وهناك قلانس خالية من أية زينة. وأخرى مزينة بإكليل من أوراق نبات ما تتوسطه زهرة. وكلها تدل على مركز صاحبها الديني، والوردة أعلى رتبة فيها.
وكان الكهنة يرتدون قميصاً له أكمام مختلفة الطول تشبه ما يلبسه كهنة دورا أوروبوس، وفوق القميص عباءة من قطعة واحدة تُغطي الظهر والكتفين، ويتمنطقون بحزام ذو نطاقين. وغالباً ما يكون الكاهن حافي القدمين وفقاً للعادات المحلية واليونانية.
أما المرأة، فكانت ترتدي التوغا (Toga)، كالرومان، فوق ثوب طويل الأكمام أو قصيرها، تشبكه قرب الكتف بمشبك. تحت وشاح الرأس توجد عمرة ملفوفة فيها عصبة مطرزة. والثياب مطرزة الصدر والأكمام، وتتزين بالأساور والخواتم والعقود. وفي التمثال النصفي تبدو المرأة وفي يدها اليسرى مغزل أو ملفاف، مما يدل على هوايتها أو على براعتها في الغزل.
القاعة الخامسة
فيها سرير جنائزي، وتماثيل أسرتي بولبرك وساسان التدمرية، القرن 3م. على جوار السرير، يوجد تمثال ربة النصر المجنحة، تحمل قرن الخصب، وإكليل الغار.
كان في وسط القاعة مومياءتان محنطتان من القرن 3م من مجموعة وُجدت في وادي القبور. أكفانها الحريرية، نقلت إلى متحف اللوفر في باريس.
في وسط القاعة: خزانتان فيهما أقمشة تدمرية، وورق بردي.
القاعة السادسة
فيها سرير وتماثيل، وجدها الدكتور عدنان البني والأستاذ نسيب صليبي، عام 1957. في مدفن سلام اللات بن مالك من عام 146م، في وادي القبور.
تماثيل النساء مزينات بالحلي مما يدلّ على الغنى والرفاهية.
الطابق الأول
فيه جناح الفن الإسلامي، ومتحف للفلكلور الشعبي.
مواضيع ذات صلة: