الفنان عبد الرحمن أبو القاسم: «الفنان واجهة المجتمع»

30 كانون الثاني 2014

.

لا يمكن لأي فنان يحب أرضه ووطنه أن يترك ترابه ويتخلى عنه ويتراجع في عمله في ظل هذه الأزمة.. بهذه الكلمات بدأ الفنان عبد الرحمن أبو القاسم حديثه في مستهل حوار أجرته سانا معه معتبراً أن دور الفنان لا يختلف عن دور أي إنسان يقوم بواجبه تجاه وطنه وعلى الفنان توظيف كل إمكانياته تجاه القضايا الوطنية والاجتماعية باعتباره واجهة المجتمع.

الفنان أبو القاسم الذي أغنى من خلال شخصياته المتنوعة التي قدمها طوال مسيرته الفنية في المسرح والدراما والسينما كل هذه الساحات بقدرته الفائقة على أداء الدور بمقدرة عالية وموهبة مميزة تابع قائلاً: «لا أجد نفسي إلا عاشقاً للعمل في وطني ومتابعاً لهمومه فكنت مبادراً لاي ظاهرة يمكنني من خلالها تقديم أي شيء يساهم في إعادة سورية لما كانت عليه وهذا واجب على كل إنسان يحب وطنه.

وعن رأيه بالدراما السورية قال صاحب شخصية بدر بن عمار في مسلسل المتنبي.. «لقد تقدمت الدراما السورية قبل الأزمة إلى درجة أصبحت تنافس فيها الدراما العربية وفي أحيانا كثيرة الغربية أيضا إلى أن حلت الأزمة فدخلت ظاهرة التجارة وتشتتت البنية الفنية والاجتماعية للمسلسلات السورية وبدأت الدراما الخليجية تحاول منافستها حيث ساعدتها الازمة في ذلك معتبرا أن هذا أمر مقصود ضمن ما يحاك من مؤامرات ليتسنى للاخرين عرقلة الابداع وقتله في وطننا ووصوله إلى وضع ينعدم فيه الأثر والتأثير الذي كان عليه سابقا».

فقبل الأزمة كنا نعمل نحو 75 عملاً درامياً في السنة تحقق النجاح بمستواها وتنافس كافة ما ينتج في الوطن العربي أما الآن فالأعمال الدرامية باتت محدودة بأموال سورية ومحلية.

واعتبر أبو القاسم أن الجرأة في قبول الأدوار أمر ضروري يجب أن يتميز به الفنان سواء كان في عمله الفني أو أي مبادرة يساهم فيها مستشهدا بمبادرة قام بها إلى جانب الفنانة +(بنك:انطوانيت نجيب)+) حيث أخذ كل الاطياف والاشكال والالوان وجمعها على العلم السوري ليتحدى العالم في وحدة سورية الوطنية وألقها الاجتماعي.

وعن آخر مشاركاته الدرامية أوضح أبو القاسم أنه شارك في مسلسل جدي البحر للمخرج هيثم زرزوري وللكاتب أسامة كوكش مجسداً شخصية الجد بحر من إنتاج التربوية السورية.

ويتناول المسلسل أحد أوجه تداعيات وانعكاسات الأزمة السورية الحالية عبر المناحي الإنسانية والاجتماعية اليومية، حيث تدور أغلبية الأحداث ضمن مدرسة تأوي عائلات سورية هجرت من أماكن عيشها من عدة مدن وقرى في ظل الظروف التي يعيشها البلد ، ويتم تسليط الضوء على علاقة هذه العائلات بعضها مع بعض ومحاولة تعايشهم ، على الرغم من الظروف القاسية التي مروا بها.

وأضاف أبو القاسم كنا معا في مسلسل جدي البحر مع مجموعة من الفنانين السوريين منهم تولاي هارون وزهير رمضان وحسين عباس حيث تخطينا المصاعب والمخاطر وسافرنا إلى مدينة اللاذقية لإنجاز العمل دون أي حساب لما تعرضنا له من تأخير وحجز في الطريق بسبب نتائج المؤامرات التي يتعرض لها بلدنا سورية.

وتابع .. «لقد أحببت هذا الدور كثيرا لأن أهم ما يجب أن يفعله الفنان في مثل هذه الظروف هو التصدي للواقع فأنا لا أقبل أي عمل يعرض علي ما لم يكن شاملا بوعيه وثقافته ورؤيته الاجتماعية والانسانية ورافضا لكل ما يؤذي وطننا من تفرقة وطنية أو مذهبية أو دينية».

وقال.. «إن أكثر ما يروق له هو العمل المسرحي الذي يجد نفسه فيه لأنه يعبر من خلاله عما يجول في نفسه بشكل أوسع مما يعبر فيه عبر الشاشة الصغيرة التي غالبا ما يكون للآخرين دور أكبر في إنتاج العمل».

وعن جديده المسرحي بين أبو القاسم انه بصدد التحضير لمسرحية بعنوان أنا الآخر من تأليف فرحان بلبل والآخر هو الفلسطيني الذي يعيش في سورية إلى جانب صاحب الارض فتتماهى الشخصيتان وتتمازج إلى حد لا يمكن التفريق بينهما لأن الاثنين يعيشان معا ويتقاسمان كل شيء والآن يبحثان عن حل للأزمة في سورية.

أما عن السينما فقال أبو القاسم هناك تقصير واضح في الإنتاج السينمائي لأن الجهة الوحيدة المنتجة هي المؤسسة العامة للسينما والتي لا تتجاوز في انتاجها الفيلم أو الفيلمين فالمخرج ينتظر دوره ليخرج فيلمه وميزانية المؤسسة العامة قد تكون متواضعة أمام ضخامة الفيلم وهذا ما يسبب قلة إنتاج أفلام السينما إضافة إلى أن المخرج غالبا ما يكتب بنفسه كما يخرج بنفسه.

إلا أن السينما أنتجت أفلاما وصلت إلى مستوى على غاية من الأهمية فبعضها كان عربيا وعالميا وبعض الأفلام التي أنتجتها المؤسسة فازت بمهرجانات عديدة لافتا إلى أن الفوز بالمهرجانات لا يمكن أن يؤدي غايته ما لم يكن للفيلم قاعدة شعبية واسعة تمكنه من الانتشار في الشارع وفي ذاكرة الناس.

وتمنى أبو القاسم على مؤسسة السينما أن تتحدى الأوضاع الصعبة وتبقى في دورها الريادي والثقافي فتنتج أفلاما ترصد الازمة وتحولاتها وأسبابها لتسجل ما هو ضروري فلا فائدة لأي عمل فني بعد انتهاء الأزمة وإذا واكبها واستطاع رصدها فسيكون أكثر خصوبة واشد صدقا أمام المجتمع والتاريخ.

كما دعا إلى وجود مسرح متطور ومتجدد يرقى إلى مستوى الانسان الذي هو جوهر الحقيقة وغاية الخلق وأهمية الوجود وبذلك تتبدد الأمراض الاجتماعية وتبقى المحبة.

يذكر أن الفنان عبد الرحمن أبو القاسم شارك في العديد من الأعمال الدرامية في التلفزيون منها حرب السنوات الأربع والجوارح والثريا والشتات والمتنبي وحد الهاوية وقرن الماعز والمقامات الصحراوية و صراع على الرمال وفي المسرح له الاغتصاب ومن أهم أعماله في السينما الأبطال يولدون مرتين وعملية الساعة السادسة وصهيل الجهات ونسيم الروح وزهر الرمان والهوية.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق