مسرحية «تغريدة...ابو سلام» على مسرح القباني بدمشق

04 أيلول 2015

الحرب على سورية .. حرب على القضية الفلسطينية

يعود الفنان الكبير عبدالرحمن أبو القاسم إلى مكانه الطبيعي، إلى المسرح من خلال مسرحية مونودرامية عنوانها «تغريدة أبوسلام» كتبها وأخرجها داوود أبو شقرة، حيث بدأت عروضها اعتباراًمن 22 آب 2015 على مسرح أبو خليل القباني بدمشق.

تغريدة أبو سلام هي صرخة لكل العرب، صرخة بمثابة رسالة، تحمل في طياتها أسئلة كثيرة ومعان تأخذك إلى دواخل الأزمة، حيث تبرهن بأنه ليست سورية وحدها معنية بهذه الحرب اللعينة، بل إنها المنطقة، والعرب، وقضيتهم الأساسية، إلا وهي فلسطين.

يقول مؤلف ومخرج العمل الأستاذ داوود أبو شقرة لاكتشف سورية: «أن الفكرة الأساسية في العرض تواجه المؤامرة التي تفتت البلدان العربية وتفتت ما فتّتته مؤامرة سايكس-بيكو بأسلوب بسيط جداً للإشارة إلى أن المتآمرين علينا يريدون أن يخلوا الساحة العربية من أبنائها الشباب، لتفتقر إلى العقل والقدرة العاملة من خلال مجتمع مكوّن من أطفال وشيوخ غير قادرين على العمل والتنمية».



مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

وأضاف: «العرض لا يطرح هذه المسائل من خلال شعارات وبيان سياسي، بل يعالج المسائل ببساطة متناهية من خلال تسليط الضوء على الحياة اليومية لرجل عجوز هاجر أولاده بفعل الأزمة السورية من خلال تفكيك حقيقة ما يجري ضد أوطاننا».

وقال أيضاً: «أن شخصية العرض هي شخصية فلسطينية لأن الضرورة اقتضت في العرض أن يعالج قضية الإغراءات التي تقدَّم لإخواننا الفلسطينيين من أجل الهجرة إلى أوربا، وبالتالي كان لا بد من طرح مجموعة من الأسئلة في مقدمتها، لماذا تقدم كل الإغراءات للفلسطينيين ليكونوا في أي أرض يختارونها من العالم وممنوع عليهم أن يعودوا إلى فلسطين، في حين تقدَّم كل التسهيلات لليهوديّ للذهاب إلى فلسطين؟».

أنهى أبو شقرة حديثه قائلاً: «من هنا يطرح العرض هذه المعادلة المعكوسة من خلال بطل العمل أبو سلام الفلسطيني المناضل والمتقاعد الذي قبل أولاده بالإغراءات التي قُدمت لهم للهجرة إلى أوربا، في حين رفض هو حتى بعد أن لحقت زوجته بأولادها أن يترك المكان وأن يقبل بالإغراءات التي قُدمت له».



مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

من جانبه قال الفنان القدير عبد الرحمن أبو القاسم؛ بطل العرض: «إن مونودراما "تغريدة أبو سلام" هي إحدى التغريدات التي يتحدث فيها عن هذا الوضع الذي تعيشه الأمة العربية قاطبة، والفلسطينيون بشكل خاص، خاصة وأن هناك الآن مشروع لتفريغ الساحة العربية والسورية تحديداً من الفلسطينيين ومنحهم أماكن إقامة في الدول الأوربية من أجل أن ينسوا الهوية الفلسطينية، وعلى هذا الأساس تنادى فريق العمل في المونودراما لطرح المسألة ووضع الإصبع على الجرح».

أضاف: «إن شخصية أبو سلام جاءت على نار حامية ومتوقدة لأن ما يحدث الآن في سورية والوطن العربي شيء مرعب على صعيد محاولة تفريغ الوطن العربي من مواطنيه من خلال وجود ترانسفير حقيقيّ لتفريغ الساحة العربية من العقول العربية والطاقات القادرة على أن تحدث تغييراً في المجتمع العربي، من هنا تكونت الشخصية على نار مشتعلة ومن قلب أتون المشكلة، تتحدث عنها ومن داخلها».


مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

وأنهى حديثه قائلاً: «إن اللجوء في هذا العرض إلى فن المونودراما هو لرغبة فريق العمل بالتجوال فيه في أوربا، وخاصة الدول الإسكندنافية التي تحطّ فيها رحالها نساؤنا وشبابنا وأطفالنا لاستقطاب أبنائنا هناك ومتابعتهم في شرح ماذا يعني الترانسفير والتخلي عن الكرت الأبيض مقابل الإقامة».

كتب الفنان التشكيلي ومهندس الديكور في الدراما السورية إبراهيم مؤمنة على صفحته الخاصة «الفيسبوك» : «أن تحظى بحضور عرض مسرحي فلسطيني في دمشق .. بعد طول غياب .. وباسم المسرح الفلسطيني الذي هُمِش لسبب لا أعرفه حتى من خلال سدنة الثقافة الفلسطينية .. ويأتيك الإعلامي والكاتب المسرحي المبدع داوود أبو شقرا بنص فلسطيني اللغة والأداء والحضور والبطولة والإخراج، تعرف تماماً أن مسرحنا الفلسطيني ما زال بخير وخاصة أن من قدم هذا العرض هم من حراس ثقافتنا الفلسطينية ومن دمشق ورغم جراحها وآلامها في مخاضها العسير».


مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

ويضيف: «قدم عمالقة المسرح العربي والفلسطيني «تغريدة أبو السلام"، المونودراما التي كان بطلها عملاق المسرح العربي «عبد الرحمن أبو القاسم» والكاتب والمخرج المبدع داوود أبو شقر والسينوغراف المسرحي الفلسطيني محمود خليلي صاحب الباع الطويل بالوقوف على خشبة المسرح، تقف والدهشة تملأ وجهك من الأداء المميز - رغم سنينه التي فاقت السبعين- ووقوفه كالسنديان على خشبة مسرح القباني ليقدم لنا وجعنا في الهجرة والتشرد الدائم وليقول لنا دوماً.. ومن دمشق الأبية العصية .. إنا هنا باقون .. ».

"تغريدة أبو سلام» من تأليف وإخراج: داود أبو شقرة، تمثيل عبدالرحن أبو القاسم، موسيقا حســـــــين نازك، سينوغرافيا محمـود خليلي، تصميم إضاءة بسام حميدي، الصوت الإذاعي هدباء العلي. والعمل برعاية المسرح الوطني الفلسطيني بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشهد من مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

مشهد من مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

مشهد من مونودراما تغريدة أبو سلام لعبد الرحمن أبو القاسم

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق