الجمعية السورية للاستكشاف تقيم مبيتها الشتوي على مدار ثلاثة أيام

22 آذار 2012

.

على مدار ثلاثة أيام وضمن ظروف مناخية صعبة أقامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق -أنا السوري- مبيتها السنوي ضمن نشاطاتها لهذا العام حيث أقيم المبيت ضمن محافظة اللاذقية بريف ناحية «جوبة البرغال» ببلدة «العنانيب» على نهر «فرزلا» حيث شارك في هذا النشاط 21 متطوعاً من ثلاثة محافظات سورية هي كل من دمشق وحلب واللاذقية.

ويأتي الهدف من هذا النشاط -كما يقول القائمون عليه- في الاستكشاف والتوثيق من جهة، ومن جهة ثانية رفع قدرة المشاركين وتدريبهم على فنون التأقلم مع الطبيعة بكل ظروفها و قساوتها وخصوصاً في فصل الشتاء علاوة على متابعة أثر الخنزير البري في موطنه الطبيعي وتوثيقه عن قرب، وأخيرا التعرف على غابات شجر (الأرز) في منطقة الجبال الساحلية.


من أجواء المبيت الشتوي

وعن فترة التحضير والتنفيذ للمشروع تقول الشابة لينا عبد العال من لجنة الإشراف والتنظيم بأن التحضير للمبيت بدأ قبل أسبوعين وتحديدا مع بداية شهر آذار مشيرة إلى أن عمليات التحضير شملت عقد اجتماعات للمشاركين في حلب ودمشق لإعطائهم التوجيهات الخاصة بتحضير أنفسهم ومعداتهم لهذا المبيت بالإضافة إلى تجهيز مستودع هذا النشاط حيث تضيف: «مساء الرابع عشر من آذار، قمنا بالتجمع مساء في مقر الجمعية حيث قمنا بتفقد المشتركين والمعدات ومن ثم انطلقنا بتجاه محافظة اللاذقية. وهناك، انضم إلينا المشاركون من محافظة اللاذقية حيث قمنا بالتوجه بعد ذلك إلى أرض المبيت. وصلنا إلى بلدة «العنانيب» حيث قام الجميع بالسير حاملين معداتهم الشخصية ومعدات العمل على طول الطريق الترابي في عمق الطبيعة بحثاً عن موقع المبيت والذي يسمى ملقى نهر «فرزلا» بنهر البلاط. وبعد فترة ساعة ونصف من السير وصلنا إلى الضفة الشرقية من النهر، وهناك عبرنا النهر بمساعدة الكادر التنظيمي ومن ثم اخترنا موقع نصب المخيم وقبل ذلك قام قائد النشاط بتوجيه بعض الإرشادات للمشاركين وتوعيتهم على ضرورة الالتزام ببرنامج النشاط وشروط المشاركة به بالإضافة إلى إعطائهم خطة العمل والتي كانت تعتمد على تقسيم المجموعة إلى ثلاث فرق فرقتين للشباب «الفرقة 11» وفرقة «قاديش»، وفرقة الفتيات «الفرات»، وحينها بدأ العمل».


من أجواء المبيت الشتوي

وتتابع بأنه جرى العمل على المخيم والذي بدأ يأخذ شكله الحقيقي بعد أقل من ساعتين حيث تألف من ثلاث خيم كبير للفرق الثلاث إضافة إلى خيمة مطبخ، ووخيمة مستودع وخيمة قائد المعسكر ويتوسط هذا المخطط حفرة النار والعلم السوري حيث تضيف: «كان البرنامج اليومي مدروساً بطريقة دقيقة جداً بحيث تم توزيع العمل على جميع الفرق بشكل دوري ومتساوي؛ فبعد الاستيقاظ الصباحي في تمام الساعة السادسة كانت الأعمال توزع على جميع الفرق بإشراف قادة الفرق والتي من أهمها الطهي والجلي وجلب الماء وخدمة المعسكر والتحطيب والحراسة والنظافة. وكان الهدف من هذه المشاريع هو تنظيم الفرق ضمن أعمال جماعية لأجل تعلم مهارات التأقلم مع الطبيعة والاستفادة من كل ما هو موجود من حولنا ضمن الطبيعة من حجارة وأخشاب يابسة. كما كان الكادر التنظيمي للجمعية يحاول في كل يوم نقل الخبرة إلى جميع المشاركين من خلال تعليمهم وتدريبهم على طرق التعامل والتأقلم مع هذه الطبيعة مثل كيفية ربط الأعمدة الخشبية ببعضها البعض وكيفية إشعال النار بعود ثقاب واحد وبدون استخدام المواد الكحولية بالإضافة إلى طرق التحطيب النظامية بدون الإضرار بالطبيعة. وكانت كل هذه النشاطات تعتبر من النشاطات الداخلية. أما فيما يتعلق بالنشاطات الخارجية، فقد تم تنفيذ مسير ليلي استمر حتى شروق الشمس كان الهدف منه البحث عن الخنزير البري الذي يعيش في تلك المنطقة بشكل طبيعي وتتبع أثاره وأماكن تواجده كما نفذت الفرق الثلاثة في اليوم الثاني مسير برمائي معاكس لمجرى النهر كان الهدف منه اختبار قدرة الفريق المشارك في كيفية السير ضمن المجاري السيلية الشديدة الجريان والتأكد من صلاحية هذا النهر لتنفيذ نشاط مسير برمائي في المستقبل القريب. وفي اليوم الأخير استيقظ الجميع في الصباح الباكر وبدأنا بالعمل على تفكيك المخيم وتوضيب العتاد للعودة إلى دمشق وحلب. وفي النهاية تركنا خلفنا ذكريات لا تنسى أبداً وخصوصاً في تلك المنطقة المميزة غابات الجبال الساحلية التي تكمل الصورة البهية لوطننا الغالي سوريا تلك البلد التي صدق من قال عنها بأنها فسيفساء في تنوعها الطبيعي والتاريخي والجغرافي».

وتختم بالقول بأن المجموعة استطاعت قضاء الأيام الثلاثة بهمة ونشاط عاليين دون أي منغصات على الإطلاق.


من أجواء المبيت الشتوي

بدوره يقول الشاب بهزاد شكو من فريق الطوارئ بأن المخيم استطاع عن يحقق أحد أهم قواعد الجمعية التي تنادي بها الجمعية وهي أن المتعة الحقيقية والفائدة تأتي من خلال العمل وبدون العمل لا يوجد في نشاطات الجمعية متعة أو فائدة، ويضيف: «تعتبر هذه المنطقة منطقة غابات أرز جبلية مشهورة بالينابيع والممرات المائية السيلية الصخرية والتي تنشط في فصل الربيع. أما الوادي تحديداً فهو جرف صخري متوسط العلو ذو أطراف شديدة الانحدار إلى الداخل وهو متجه نحو الغرب إلى البحر من منطقة عذراء تماماً فيها الكثير من النباتات والحيوانات البرية وخصوصاً في هذا الفصل الذي هو فصل التوالد لجميع الحيوانات البرية وكل هذا ضمن مساحات خضراء مزهرة بكل أنواع الأزهار الربيعية والنباتات البرية والأشجار الحراجية. وعلى اعتبار أن الفصل ربيعي، فقد كان دافئاً نهاراً وشديد البرودة ليلاً. إن هذا الوادي المائي بطبيعته هذه كان بكل مكوناته ومحتوياته آية من آيات السحر الطبيعي السوري الفريدة من نوعها والغير مكتملة الاستكشاف حتى وقتنا هذا خصوصاً إذا كانت الزيارة الاستكشافية هي سيراً على الأقدام في عمق هذا الجرف ومن أهم كنوز هذا الوادي هو غابات الأرز الواسعة والأضخم في سوريا ولبنان والمياه الوفيرة والحيوانات البرية النادرة مثل الخنزير البري والغزال و السلمندر والنيس وهناك روايات تتحدث عن الدب البني السوري».


من أجواء المبيت الشتوي

ويتابع بالقول بأنه من النتائج الهامة التي تحققت هو التأكد من وجود الخنزير البري بشكل أكيد من خلال ملاحظة أثاره بشكل واضح وجلي وبالعين المجردة بالإضافة إلى الكثير من شهادات أهل المنطقة مشيرا إلى أن الظروف الجوية السيئة التي حصلت -ومنها تساقط الأمطار- أدت إلى الفشل في محاولة رؤيته وتوثيقه رغم المحاولات المتعددة التي جرت. كما أن انخفاض الحرارة الشديد الذي جرى مساء جعل الفريق يعمد إلى الالتزام بأرض المبيت ملتفين حول النار مع محاولة القيام بفك الجليد عن ثيابهم! خصوصا وأن درجة الحرارة وصلت إلى 5 تحت الصفر».

من المشاركين كان الشاب تميم الجلاد والذي قال بأن العديدين باتوا يتساءلون كيف تقوم الجمعية بممارسة نشاطاتها في مثل هذه الظروف ومثل هذه الأوضاع حيث يضيف: «السؤال ليس حول كيف، بل يجب أن يدور حول لماذا. نحنا كمشاركين وأعضاء في الجمعية نود أن نقول لكل الجمعيات الأهلية والثقافية الشبابية اللاحكومية بأن عليهم عدم التوقف عن النشاطات في هذه الفترة خصوصا وأن هذه الجمعيات لها دور وواجب مهم في خدمة المجتمع خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة. كما أود هنا أن أشكر كل من شاركني في هذا المبيت الرائع وتكبدوا عناء مغامرة الاستكشاف هذا رغم الظروف الجوية الشديدة الصعوبة وشكر كبير لكل الذين دعموا الجمعية وسعوا لإنجاح نشاطها هذا».

يذكر بأن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني من عام 2008، بترخيص رقم 133 صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد تمت الموافقة أيضاً على أن تكون نشاطات الجمعية شاملة لكافة الأراضي السورية، ويتألف مجلس الجمعية من كل من الدكتور باسل حكيم كرئيس لمجلس الإدارة، نائب الرئيس المهندس رضوان نويلاتي، أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي. كما أن الجمعية تقوم سنوياً بمسيرات بمعدل مسير كل شهر، إضافةً إلى مبيتين شتويين الأول في أول السنة والثاني في آخرها، بالإضافة إلى المخيم الصيفي، من أشهر مكتشفات الجمعية العام الماضي 2009 مغارة سؤادا في محافظة السويداء والتي تعتبر من أكبر المغر الموجودة في سورية.


أحمد بيطار

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

إدارة الجمعية:

شكر كبير لإدارة موقع ( أكتشف سوريا ) على التغطية الإعلامية ومواكبتكم لنا في نشاطاتنا ونتمنى دوام التعاون فيما بيننا
وشكر كبير للصحفي أحمد بيطار
والفنان المصور عبد الله فيومي

سوريا

Tawfic jarkas:

أنا دليل سياحي وبحب كتير متل هيك إكتشافات كيف فيني انتسب للكروب

Syria