أربعاء الأدب: فعالية إبداعية يطلقها نادي الأوركسترا
29 أيلول 2012
.
أطلق نادي الأوركسترا في اللاذقية قبل أيام قليلة في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة فعالية أربعاء الأدب التي تقام دورياً بمعدل نشاط كل خمسة عشر يوماً حيث تستضيف الفعالية التي لاقت ترحيباً واسعاً لدى أوساط الجمهور الثقافي واحداً من الأسماء الإبداعية في حقول القصة والشعر والرواية والنقد الأدبي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار تنشيط الفعل الثقافي المحلي واجتذاب الأسماء الأدبية المعروفة منها أو الشابة إلى فضاء النادي الذي يشكل منصة ثقافية جديدة تم إطلاقها بهدف دفع المسارات الفكرية والفنية وإعادة إحياء العديد من الطقوس الإبداعية التي غابت عن الساحة المحلية لسبب أو لآخر.
وأوضح الشاعر دمر حبيب المسؤول عن هذه الفعالية أن أربعاء الأدب هو محاولة من النادي لاستكمال الدور الذي تقوم به المؤسسة الثقافية الرسمية لجهة تنشيط الفعل الثقافي عامة والأدبي على وجه التحديد وتعويض القصور الذي يشوب هذه العملية مؤدياً إلى انكفاء العديد من المواهب المتميزة في أكثر من حقل إبداعي.
وقال حبيب: ما يميز هذه الفعالية هو أنها تفتح أبوابها أمام المواهب الأدبية كافة بما فيها المواهب الشابة التي لا تلقى عادة محاولات لاستدراجها إلى المنابر الثقافية ربما بسبب عدم نضوج تجاربها أو اكتمالها موضحاً أن النادي يعمل ضمن رؤية ثقافية يشكل الشباب الجديد وما يحمله من نتاج فكري وفني جانباً أساسيا فيها حتى في حال كانت هذه الأسماء لشعراء أو قصاصين في بداية طريقهم الأدبية.
وحول جمهور الفعالية أشار حبيب إلى أن خطة القائمين على النادي وعلى هذه الاحتفالية تحديداً تقضي بالعمل على الخروج من دائرة المتلقي النوعي والذي عادة ما يسم هذه الفعاليات وسواها مسبغا عليها صفة النخبوية بصورة تتناقض والسعي لتعميم الثقافة وتحويل النشاط الثقافي إلى نمط حياتي يومي يجتذب إلى ساحاته شرائح متنوعة من الجمهور المهتم.
ورغم أن الخطوات الأولى لهذا النشاط تتمثل في مجرد إقامة نشاط أدبي دوري إلا أن التصور المستقبلي على المدى القريب بحسب حبيب يتضمن إحياء أمسيات أدبية مشتركة لعدد من الأدباء الشباب بحيث يتبعه حوار أدبي يتم عبره مناقشة الأديب الضيف في قضايا أدبية متعددة إلى جانب تنظيم جائزة أدبية خاصة بالموهوبين من الشباب واستحداث صفحة على الفيسبوك خاصة بالفعالية.
وكان الشاعر حبيب أحيا النشاط الافتتاحي في الأربعاء الأول للفعالية حيث ألقى عدداً من النصوص الأدبية التي انتقاها من مخطوط ديوانه الجديد وشيك الطباعة ونشر عدداً كبيراً منها في مجلة الآخر التي يشرف عليها أدونيس حيث حاول الشاعر من خلال قراءة هذه المقطوعات الشعرية أن يختبر الآراء والانطباعات ووجهات النظر الأولية حول جديده هذا.
وقدم الشاعر خلال الامسية الافتتاحية قراءات لنصوص تحمل عناوين "كنت ولا أزال أعيش" "نظرات من المقعد الخلفي" و"قهقهة تميز بين توأمين" وقال: لم يتسنى لي بعد طباعة كتابي الجديد مع أنه جاهز تماماً منذ ما يزيد على سنة وقد تعذر هذا الأمر لأسباب تتعلق بالظرف السوري الراهن وعلى الرغم من أنني اخترت جميع عناوين الفصول الداخلية للكتاب إلا أنني لم أعثر بعد على عنوان مناسب للمجموعة يمكن أن يعتبر مدخلاً للقراءة وهي مهمة على غاية من الصعوبة كما يعرف جل الأدباء.
ولفت حبيب إلى أن الكتاب الجديد يتطرق إلى سلسلة من الأفكار الرئيسية التي تراود الإنسان المعاصر في أي من المجتمعات البشرية حيث تركز إحداها على الحب كقيمة عليا تنتقل تدريجياً بالمفاهيم المتصلة بها من المستوى الشخصي إلى العام إلى جانب مجموعة من الأسئلة الحياتية والوجودية الكبرى مما تحمل في طياتها بعدا فلسفيا واسعا يتيح فضاءات مختلفة لفهم العالم والحياة.
يذكر أن للشاعر ديوان مطبوع يحمل عنوان "ما أسهل الهروب لولا الأبواب المفتوحة" وهو عبارة عن تأملات نثرية تتوزع على ثلاثين نصا تحمل في معظمها نفسا شعريا قوياً من حيث النبض الإبداعي المعتمد على الكشف الوجداني العميق والصورة الشعرية الحاضرة بقوة في غالبية المتون النثرية وسط لغة شعرية تعتمد الاختزال والتكثيف في التراكيب والبنى اللغوية.
يشار كذلك إلى أن نادي الأوركسترا الذي تم افتتاحه قبل شهرين يتبنى مجموعة من الفعاليات الثقافية الرامية إلى تنشيط الفعل الثقافي على مستوى محافظة اللاذقية في مجالات الأدب والفن والمسرح والتشكيل والسينما إضافة إلى تعزيز أواصر التواصل الإنساني والاجتماعي بين مختلف النخب الثقافية
سانا