رحيل محمود جبر رائد الكوميديا المسرحية الهادفة

مهما تقدم بي العمر، فإني الفنان الذي يعشق المسرح،
وللفن وللمسرح نذرت حياتي

محمود جبر

في هذا الزمن، حيث أصبحت الكوميديا خفيفةً وتحمل الكلمةَ العاديةَ مقترنة بحركات جسدية مكررة من غالب مؤديها، معتمدةً في معظمها على التهكم على شخصيةٍ أخرى في المشهد، كانت الكوميديا التي قدمها محمود جبر تعتمد على الموقف وتحمل رسالةً اجتماعية عالية. لقد أصر هذا الممثل العنيد على أن تكون كوميديتُه نابعةً من أدواره التي كانت بمجملها لإنسان عادي، صادق وأمين، ذي قلب كبير يحب كما الروايات، ليتعامل مع تناقضات المجتمع الحديث، من انفتاح مستورد كما في «قطط شارع الحمراء»، أو صراع المتطلبات المادية أمام العواطف النبيلة كما في «ساعي البريد»؛ حيث كان -رغم عادية دوره- نبيلاً حتى النهاية.
بعد معاناة مع المرض، وبعد أن أُدخل إلى المشفى مرتين خلال الأسابيع الماضية وتحسن حالته الصحية ومغادرته المشفى قبل عدة أيام، ساءت حالة الفنان الكبير محمود جبر من جديد صباح اليوم وتوفي عن عمر يناهز 73 عاماً.
وحسب الفنان ناجي جبر -شقيق الراحل- في تصريح لوكالة سانا قال إن جثمان الفقيد سيُشيَّع عند الثالثة من بعد ظهر غد الإثنين من منزله في حي التجارة بدمشق إلى مقبرة الباب الصغير. كما بيّن أنهما كان يحضران لعمل فني إذاعي يقدم في رمضان القادم من تأليف الراحل محمود جبر، وأنهما كانا يستعدان للتسجيل بعد أسبوعين.
وكان محمود جبر من الأعضاء المؤسسين لنقابة الفنانين، ويشكل مع أفراد أسرته عائلة فنية عريقة فأخواه ناجي جبر وهيثم جبر وزوجته هيفاء واصف وابنتاه ليلى جبر ومرح جبر.
الفنان محمود جبر نجم سيبقى في ذاكرتنا وذاكرة جيل سبقنا وأجيال ستأتي، رحمه الله.
الراحل محمود جبر في سطور:
من مواليد مدينة شهبا في محافظة السويداء، عام 1935
بدأ العمل في المسرح السوري منذ ستينيات القرن العشرين، وله بصمته الواضحة فيه
أسس فرقته المسرحية الخاصة به، وقدموا معاً أعمالاً مشهورة، مثل «البورجوازي النبيل»، و«أبطال بلدنا»، و«الخروج من الجنة»، و«تحت الرماد»، و«حط بالخرج»
عُرف عنه التزامه ونشاطه وحبه للمسرح، وكان له جمهورٌ عريض وخصوصاً في سبيعينيات وثمانينيات القرن العشرين
عمل أيضاً للسينما في أفلام معروفة، مثل «ساعي البريد»، و«قطط شارع الحمراء»، و«قاهر الفضاء»، و«خياط للسيدات»
وجسد العديد من الشخصيات المحببة في الدراما التلفزيونية، مثل «مصلح أفندي»، و«قصة مثل»، و«ثمن الحرية»، و«أسبوعيات محمود جبر»، و«ساعي البريد»
كما عمل في البرامج والتمثيليات الإذاعية، مثل «البطل»، و«حكاية عائلة»، و«أزواج وزوجات»، و«حكاية بيتنا»، و«أهلاً رمضان»