محمود جبر: حضور في السينما والمسرح والتلفزيون

30 تموز 2011

ودور بارز في التخفيف من وطأة الحياة

كلما قدمت مادة وثائقية عن تاريخ المسرح في سورية يتكرر وجه الفنان الراحل محمود جبر في مقتطفات الأعمال الكوميدية الشعبية لتستعيد الذاكرة الفنية المحلية وجهاً يعبق بالفرح والحيوية أعطى للمسرح السوري سمة تخفف من جديته وتثبت حضور الكوميديا والأعمال الاجتماعية الخفيفة إلى جانب التراجيديا ومسرح النصوص العالمية.

كان الراحل جبر من أكثر الشخصيات الفنية ارتباطاً بخشبة المسرح حيث اعتبر هذه الخشبة مجالاً حيوياً لتقديم العروض الفنية بشكل مباشر أمام الجمهور وانتقاد كل ما في الحياة للتخفيف من وطأتها ولتحقيق نظرية الإمتاع مرتبطاً بالفائدة ما جعله مسرحياً ذا قيمة كبيرة عند استعراض تاريخ الخشبة في سورية.

يعتبر الراحل جبر عميد أسرة قدمت للفن السوري خمسة وجوه أثبتت حضورها في السينما والمسرح والتلفزيون فإلى جانبه كان أخوه الراحل ناجي جبر أبو عنتر والأخ الثالث هيثم جبر وابنتاه مرح وليلى حيث ساهم الراحل بتقديم هذه التجارب الفنية كلها وكان لها مكان لا يستهان به في شتى أنواع فنون الدراما والمسرح والسينما في سورية.

منذ طفولته المبكرة تولع جبر بالفن فالفنان المولود في شهبا بمحافظة السويداء 1935 تعلم وترعرع في حي الميدان بدمشق وأسس مع زملاء الدراسة في ثانوية الميدان أوائل الخمسينيات فرقة مسرحية للهواة ثم احترف التمثيل المسرحي عام 1958 حيث قدم مسرحية أنا والعذاب والزواج التي كانت بمثابة انطلاقة له.

عمل جبر الذي تصادف هذه الأيام الذكرى الثالثة لوفاته ممثلاً ومخرجاً مسرحياً بالإضافة إلى كونه ممثلا سينمائيا ومشاركا في عدد من الأعمال التلفزيونية ففي المسرح قدم عشرات الأعمال التي كانت تحقق حضوراً شعبياً لافتاً سواء من خلال المسرح القومي أو من خلال المسرح العسكري الذي كان من أهم نجومه أو من خلال فرقته الخاصة منها براكساجورا البرجوازي النبيل أبطال بلدنا الخروج من الجنة العطر الأخضر تحت الرماد مريض في الوهم مدير بالوكالة في بيتنا ولد سجن بالاجرة الأيدي الناعمة ليش هيك صار معنا لاعالبال ولاعالخاطر افتحوا النوافذ للشمس حط بالخرج 1زائد1يساوي 3 عيشة نص كم مطلوب كذاب أبو الفوارس.

وشارك الراحل أبناء جيله في الشاشة الفضية فقدم عدداً من الأفلام الخالدة منها قطط شارع الحمرا ساعي البريد قاهر الفضاء مقلب حب خياط للسيدات بنات آخر زمن صدر الرجال حسناء وأربع عيون شباب في الجنة ولم ينفصل أيضاً عن الأعمال الإذاعية حيث قدم البطل حكايا عائلية أزواج وزوجات أزواج وأبناء حكاية بيتنا.

كانت الصفة العامة لأعمال محمود جبر هي الخروج عن كلاسيكيات العمل المسرحي المتمثلة باللغة الفصحى والنص العالمي نحو اللهجة العامية الشامية والنص الواقعي الخفيف المرتبط بالمجتمع والناقد حتى في مجال السياسة.

ولم يهمل جبر أي جانب من جوانب الفن حيث دخل مجال العمل التلفزيوني منذ تأسيس التلفزيون العربي السوري 1960 وشارك في عدة أعمال منها الإجازة السعيدة ساعي البريد أسبوعيات محمود جبر مصلح أفندي قصة مثل الموظف كله وهم وعادت ليلى رقصة الحبارى.

كانت السنوات الأخيرة في حياة محمود جبر سنوات ظل حيث كان غيابه عن الفن واضحاً باستثناء بعض الأعمال التي قدمها أو التي كان ينوي أن يقدمها إلا أن حضوره كان طاغياً في ذاكرة مرتبطة بصوت وضحكة ونكتة وكاريزما خاصة وكان رحيل محمود جبر حدثاً كبيراً في الفن السوري بشكل عام والمسرح الشعبي بشكل خاص.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق