الأديبة ضياء قصبجي وحفل توقيع كتابها أدباء في حياتي

26 أيلول 2011

في المنتدى الثقافي الشهري لمديرية الثقافة بحلب

الأديبة ضياء قصبجي كاتبة حلبية نشطة، وهي من الأديباتِ اللاتي يكتبنَ بفنيةٍ عاليةٍ وإحساسٍ مُرهفٍ وحِرَفيةٍ مَشهودة.

ضياء قصبجي في سطور:
هي ضياء بنت بكور قصبجي ولدَتْ في حيّ الجلوم الكبرى في حلب في الخامسِ عشر من شهرِ آب عامَ 1939 ولها منْ الأخوةِ والأخواتِ الطبيبُ والأديبُ والمهندس.
• تلقتْ تعليمَها في حلب ودرَسَت الحقوقَ في كُليةِ الحقوقِ بجامعةِ دمشق.
• بدأ أسلوبُها القصصيُّ بالتبلورِ في المرحلةِ الإعداديةِ وقد فازتْ في مطلعِ حياتِها الأدبيةِ بجائزةِ أحسنِ قصةٍ لعيدِ الأم عام 1957 قدمَها لها الأديبُ فاضل السباعي وكانتْ الجائزةُ دافعاً لتكون مشروعَ أديبةٍ في مستقبلِها.
• بدأتْ حياتَها الأدبيةَ في أوائلِ الستينياتِ بنشرِ قصصِها في عددٍ من المجلاتِ والصحفِ المحليةِ آنذاك مثل الجماهير ومجلة الضاد ومجلة الثقافة الأسبوعية، كما كتبتْ للإذاعةِ مجموعةً مِن التمثيليات.
• عَمِلتْ في التعليمِ فدرَّستْ لمدةِ عامين في السعودية والجزائر بينَ عامي 1966 و 1967 .
• اندمجتْ الأديبةُ ضياء في المجتمعِ الثقافي والأدبي مِنْ خلالِ أعمالِها الأدبيةِ والفنيةِ فشاركتْ في العديدِ من الأمسياتِ الأدبيةِ التي لا تُعَدُّ كنشاطِها في دورِ الثقافةِ في حلب والمحافظاتِ الأخرى واتحادِ الكتابِ العربِ بفروعِه وجامعةِ حلب ودارِ المعلماتِ بحلب ونادي شبابِ العروبةِ ونادي التمثيلِ العربي والنادي العربي الفلسطيني والاتحاد النسائي وندوة الشهباء والجمعية العربية المتحدة.
• هي فنانةٌ تشكيليةٌ موهوبةٌ أقامتْ غير مَعرِضٍ وقدمتْ مجموعةً من الأعمالِ الفنيةِ المتميزةِ عبرتْ خلالها عن إحساسٍ عالٍ باللونِ والوصفِ والموقفِ، فكانَ لها من أدواتِ التعبيرِ عن الذاتِ الإنسانيةِ أداتان الريشةُ والقلمُ لتعبِّرَ باللونِ والكلمة، فتصِلَ حدودَ الإبداعِ كلما امتزَجَ اللونُ بالكلمةِ كما يمتزجُ اللحنُ بالوتر.
• أسسَتْ صالوناً أدبياً كانت تُقيمُه في منزِلِها ضَمَّ كبارَ الأدباءِ أمثال: عبد السلام العجيلي، جلال قضيماتي، عصام ترشحاني، يوسف طافش، رياض الجابري، محمود فاخوري، وأنور عدي.
• حَضَرت مؤتمراتِ اتحادِ الكتابِ العربِ في سورية وتونس .
• كتَبَتْ ونَشَرتْ جُلَّ أعمالِها الأدبيةِ في عددٍ كبيرٍ مِن الصحفِ والمجلاتِ المحليةِ والعربية.
• زارتْ عدداً من الدولِ العربيةِ والأجنبيةِ حبّاً بالمعرفةِ ورغبةً في الاطلاعِ وإثراءِ الذات، فاستطاعتْ أن تطرقَ بابَ أدبِ الرحلاتِ كما ازدادَ أفقُها واتسعَتْ ساحاتُ الإبداعِ لديها.

• لها من الأعمالِ الأدبيةِ الموثقةِ ضِمنَ مجموعاتٍ قصصيةِ الكثيرُ مثل:
1- العالم بين قوسين، دمشق، 1973.
2- مذكرات لولوة: وهي مجموعةٌ من مشاعرِ الوليدِ قبلَ أن يبدأ بالنطق.
3- القادمةُ من ساحاتِ الظل، حلب، 1979.
4- جسدٌ يحتضنُ الحبَّ ويبتعد،1981.
5-أنتم يا من أحبُّكم، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1981.
6- التوغلُ في عمقِ الغابةِ، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1984.
7- ثلوجٌ دافئة، اتحاد الكتاب العرب، دمشق،1991.
8- إيحاءات (قصص قصيرة جداً)، الندوة الثقافية النسائية، دمشق، 1995.
9- إيحاءات جديدة، اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2000.
10- حكايا أمي، قصصٌ من الموروثِ الشعبي .
11- امرأةٌ في دائرةِ الخوف، رواية، المنشأة العامة للنشر والتوزيع، ليبيا، 1985.
12- اختياراتي والحب، رواية (والتي صارتْ مسلسلاً تلفزيونياً بعنوان أحلام لا تموت)، دار المقدسية، دمشق، 2000.
13- لمستُ يوماً رداءَها، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2003.

ضياء قصبجي وأدباء في حياتها:
في الآونة الأخيرة أصدرت كتاباً بعنوان «أدباء في حياتي» ضم شخصيات أدبية تعرفت الأديبة إليهم حيث تحدثت بإسهاب عنهم وعن علاقتها بهم، وعن علاقتهم بالأدب والثقافة، فكان سفراً جميلاً في الخوض في غمار نفسيات ومشاعر وعادات تلك الشخصيات التي تعيش بين ظهرانينا.

وقد أقيم حفل توقيع لذاك الكتاب في مديرية الثقافة بحلب، ضمن نشاطات المنتدى الثقافي الشهري الذي تقيمه المديرية، شارك في الحديث عن الكتاب في الندوة التي أقيمت كل من الناقدين محمد قرانيا، ومحمد غازي التدمري، وقدم للندوة الأستاذ عبد القادر بدور رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بحلب.


الأديبة ضياء قصبجي

كلمة الأديبة قصبجي:
عن ذلك الكتاب تحدثت الأديبة قصبجي قائلة:
«ثمة ينابيع تتفجر في نفسي، قناديل كأنها كوكب درّي، يوقد من شجرة مباركة، حبّات من المسك و العنبر، تُنثر لمن يقرأها عبير الفكر.
ذاكرتي تسجّل ما مضى وتودعه في ركنٍ قصيّ من أركانها، تمضي الأيام ويمضي معها بريق الشباب، فتُخرج الذاكرة ما اختزنته وتعيد بكلّ الوفاء والمحبة تلك الذكريات العذبة.
ذاكرتي لا تنسى أولئك الذين قدّموا لي غصن زيتونٍ أخضر، حين كنت أخطو خطوّتي الأولى، والذين أخذوا بيدي وأنا أصعد قمة جبل وعر، والذين باركوا لي جهدي بعد أنّ أفنيت الكثير من السنوات مخلصة لأفكاري ومبادئي.
كتابٌ عانيت في تأليفه الكثير، خاصة في البحث عن كتب الذين أكتب عنهم، وعن الكلمات التي قالوها في كتابتي؛ فجاءت نوعاً ما من أنواع القصَّ، ولو أنها ليست قصصاً، بل مذكرات أدبية استوحيتها من خلال معرفتي ببعض الكتّاب، أحاول من خلالها أن أعمّق العواطف الإنسانية والأخوية بيني وبينهم، وأن أعرّف القرّاء بطبيعتهم الشخصيّة، وعاداتهم اليومية، وما يميز كلّ أديب عن غيره، عرفاناً بتشجيعهم لي.

هل ما كتبتُه يعد سيرتي الذاتية؟ أو قصصاً واقعية؟ أم دراسات أدبية؟
الحقيقة هي أنَّ ما كتبته في "أدباء في حياتي" مزيج من كل هذه المعاني، حزمة ريحان بين أزهار قدموها إليّ، وشموع أشعلها في طريق الذين ما زالوا يواصلون قطف رؤاهم وأفكارهم، لإثراء الفكر والأدب في هذا البلد الطيّب، وشموع لأولئك الذين ضمتّهم ظلمة القبر، وعانقَتهم أحجار الشواهد».

غلاف كتاب أدباء في حياتي

الناقد محمد قرانيا: أدباء في حياة ضياء قصبجي
في الدراسة النقدية التي قدمها الأستاذ قرانيا حول كتاب الأديبة قصبجي، يقول: «في صفحات الكتاب عمدت ضياء إلى ممارسة الحب الكتابي، تعبيراً عن شوق روحي، بكتابة تتواصل فيها مع الآخرين بدفء عواطفها، وبأسلوب خاص، يحمل بصمات أصابعها، لتعيد نثر عبق المشاعر الفياضة التي نشعر فيها بحلاوة الحياة، حيث تثير رغباتنا في الاستمتاع بها، نظراً لتفاعلنا معها ومع الذين أحبّتهم وكتبت عنهم، أو كما قالت عند كتابتها عن ابن حارتها الأديب الحلبي محمد كمال: "إن الإنسان لايرى شكله إلا في المرآة، أو في عيون الأحبّة".

في الكتاب، أثبتت ضياء أنها كاتبة مبدعة أدركتها حرفة الأدب، فصاغت رؤاها بشكل فني جديد، يستهدف قارئاً شغوفاً بمتعة الشخصيات المسكونة بالثقافة والمعرفة والفن والأدب، وتيسّر له معرفة طبيعة أهل الثقافة والعيش في أجوائهم الأدبية، وعوالمهم الإبداعية.

أظهر الكتاب مدى الوفاء، والصداقة التي تربط الكاتبة بالأدباء الذين تناولتهم في سردها الطويل، بأسلوب مزج بين السيرة الذاتية، وأدب المذكرات، والكولاج، والتوصيف، حيث شدّت خيوط الحكي إلى بعضها، وجعلتها منسجمة فيما بينها، بسرد عفوي نسجت خيوطه الداخلية من استعادة الذات لماضيها، وخاصة الماضي السعيد في زمن الطفولة العمرية والطفولة الأدبية، ومن ثم الانطلاق إلى وعي الذات، ولقائها الكتاب المبدعين، والوقوف على آثارهم الأدبية، بل لقد كانت بعض جوانب حياتها الطفلية مرسومة في الكتاب بصورة عفوية».

ثم يتابع حديثه عن الكتاب في أسطر أخرى، قائلاً: «ونعود إلى الكتاب، كتاب ضياء قصبجي لنلمس أصالة التعبير لدى الكاتبة أولاً، والمكتوب عنهم ثانياً، نظراً لما للعبارة والموضوع من تأثير وجاذبية يشدّان القارئ للمتابعة، حيث يلامس الكتاب تجارب الحياة بمصداقية تبعث فينا نحن القراء إحساسات إنسانية، وتطلعنا على معرفة من نوع خاص تتجاوز أطر المعهود، بإثارة واقعية ممزوجة بشيء من الخيال، من دون النزوع إلى تضخيم الذات».

الناقد محمد غازي التدمري: أدباء في حياتي والمعادلة الصعبة بين التحدي والإبداع
ومما قاله الناقد التدمري في دراسته التي قدمها في الندوة: «ثمة كتب لايستطيع القارئ الجاد إلا أن يقف أمامها وقفة المتأمل المتسائل عن سر العبقرية التي أنتجت الكتاب، ووضعته موضع التأمل والتساؤل الذي يقود قارئه إلى أمور وقضايا في غاية التعقيد، والكتاب إذ يفرز ذلك فلأن الإشكالات فيه تتوافر وتتضافر، ترتفع وتنخفض، بسبب المقارنة التي تنهض طواعية بين لقارئ ونفسه، وبين مواد الكتاب ومؤلفته أيضاً.
وصاحبة الكتاب الذي نجتمع اليوم للاحتفاء بها وبكتابها "أدباء في حياتي" قاصة وروائية متألقة، استطاعت أن تزحم بمنكب إبداعها السائرين على إبداع فني القصة والرواية، وتترك في حراكهما بصمة واضحة المعالم، بينة الجوانب، لايمكن تجاوزها أو غض الطرف عنها، لأي سبب كان، وهذا مايدفع التساؤل إلى مدارات البحث عن علاقة الكاتبة بالبحث والدراسة عامة، وفن السيرة الذاتية خاصة.

وأنا مع من يقول: مادام الكاتب يمتهن الكتابة فمن البدهي أن يمارس التجريب في مختلف الفنون الأدبية، ومن الطبيعي أيضاً أن يتفوق في مجال، ويخفق في آخر، ولذلك لاغضاضة في أن تكتب الأديبة ضياء قصبجي في مختلف الفنون، وهذا من حقها من جهة، ولأنها مغرمة بالكتابة، ومطلعة على الحراك الثقافي في سورية والوطن العربي، وهذا ما أفسح لها مجال التعارف وإقامة صداقات أدبية مع عدد كبير من أدباء سورية وغيرها من جهة ثانية، فلا غضاضة ما دامت تقدم إبداعاً متميزاً يشكل ظاهرة إبداعية نسوية إيجابية اشتغلت عليها بأمانة الكاتب، ومصداقية الباحث، ونزاهة الناقد، وتوثيق أبعاد السيرة الذاتية ومنطلقاتها، وهذا ماهيّأ لها فرصة الدخول في عوالم ثمانية وعشرين مبدعاً عربياً، على اختلاف مذاهبهم الأدبية، وتنوع اتجاهاتهم الفكرية والأيديولوجية، وعدم انتمائهم إلى مدرسة فنية واحدة، أو مرجعية زمنية وعمرية واحدة، مما يزيد السؤال قوة مفسحاً المجال للبحث عن السرّ الذي كان وراء هذا الإبداع».


بيانكا ماضيّة – حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق