سري للغاية: عمل مسرحي كوميدي يعكس قضية وطنية على مسرح ثقافة حلب

05 أيلول 2011

على مسرح مديرية الثقافة في حلب، يعرض حالياً العمل المسرحي «سري للغاية» والذي يستمر حتى الحادي عشر من شهر أيلول 2011. العمل من تأليف وإخراج وبطولة مصطفى الأغا ويأتي ضمن فعالية مسرح الهواة الدائم في حلب.

وللاطلاع على تفاصيل عمل «سري للغاية» إضافةً إلى فعالية مسرح الهواة الدائم، التقى «اكتشف سورية» المسرحي مصطفى الأغا الذي قال: «يأتي هذا العمل ضمن فعاليات مسرح حلب الدائم للهواة والذي أقرته وزارة الثقافة على إثر الفكرة التي طرحها الفنان القدير عمر حجو» و يهدف المشروع إلى دعم الهواة في ظل ارتفاع تكاليف العمل المسرحي بشكل عام حيث يقوم على تقديم الدعم من خشبة مسرح إلى ديكور ووصولاً إلى التجهيزات الأخرى من إضاءة وصوت وذلك بشكل مجاني بالكامل إلى الفرق الهاوية لكي تقدم أعمالها المسرحية».

ويمثل هذا العمل الرقم ثلاثة بعد مسرحيتي «كاسك يا وطن» (النسخة الشبابية للمسرحية المعروفة) و«المهرج» حيث يقول بأن التنسيق تم بينه وبين السيد غسان مكانسي للتواجد هنا ويضيف: «على اعتبار أن السيد غسان مكانسي يعلم أن لدي فرقة هاوية مسرحية، اتصل بي وتحدث معي عن فكرة المهرجان حيث قال بأن فكرته تقوم على دعم الفنانين المسرحيين الهواة من خلال تقديم كل ما يلزمهم. وفي الواقع فإن تكاليف حجز المسرح بحد ذاتها أمر مرتفع التكلفة في حلب خصوصاً أنه لا يوجد سوى مسارح تابعة للجمعيات الخاصة والتي تتقاضى أجوراً عالية للعرض الواحد. من هنا أعجبت بالفكرة وقررت أن أكون التجربة الثالثة التي تتم. وهنا أود أن أشكر السادة غالب البرهودي وعمر حجو وأسامة السيد يوسف وغسان مكانسي الذين دعموا عملي هذا».


من العرض المسرحي سري للغاية على مسرح مديرية الثقافة بحلب

وبالعودة إلى العمل فإن قصته تدور حول حب شاب لفتاة إلا أن أهلها يرفضونه لضعف حالته المادية، فيقرر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل فيها، وهناك يتم تجنيده للعمل ضد بلاده حيث يعلق السيد مصطفى على فكرة العمل أكثر بالقول: «بتواجده في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح هذا الشاب السوري معرضاً لإغراءات كثيرة وبالتالي غدا لقمة سائغة أمام مسؤولي تجنيد الشباب العربي هناك. وبدأت تُمارس عليه الإغراءات المتعددة من نساء إلى نقود في سبيل إقناعه بالتجسس على بلده، كما كانوا يقولون به بأن البلد بحاجة إلى إصلاح وبأنه بالقيام بهذا يساعد بلده على التطور. هذا الشاب المسكين رفض القيام بذلك ما دفعهم إلى تهديده بأكثر من طريقة والقول بأنه سيعتقل لأنه عربي ومسلم. ومع رفضه التهديد جعلوه يوقع على تعهد ــ وهو غير واعٍ ــ يفيد بالعمل معهم. ويعود الشاب إلى سورية بهدف تقديم المعلومات للأمريكان، إلا أنه يقوم باللعب عليهم وتسليمهم للجهات المختصة».

ويضيف بأن العمل ــ رغم طابعه الكوميدي ــ تضمن الكثير من المواقف الوطنية المؤثرة حيث يعلق على هذه النقطة أكثر بالقول: «لا يمكن تقديم طروحات وطنية بشكل كبير لأننا في عمل مسرحي وليس ندوة، إلا أننا حاولنا تمرير بعض الرسائل والتي منها ما يتعلق بموضوع تهريب السلاح والنقود والمخدرات إلى البلد والتي بحاجة إلى مبالغ هائلة يستحيل أن تتوافر لدى المعارضة، كما نوهنا إلى رغبة الغرب في أن يرى السوريين في حالة صراع وانشقاق. إلا أن العمل يوصل الرسالة الأهم من وجهة نظري وهي وحدة السوريين في وجه أي تدخل خارجي وأي محاولة لتواجد أجنبي على التراب السوري، كان ثمن الاستقلال كبيراً جداً من الشهداء الذين تركوا أهلهم وأراضيهم وأعمالهم ليعملوا ضد المستعمر وينالوا الاستقلال، وهذا الأمر لن يتم التفريط فيه بسهولة حيث يقول بطل العمل: (لا عشت أنا، ولا عاش السوريون إذا شفنا حذاء أمريكي واحد على أرض بلدنا)، ورفض التدخل الأجنبي أمر يجمع عليه كل السوريين وبالتالي نحن في العمل المسرحي على الحياد ولسنا مع طرف ضد طرف. أنا كسوري أقول بأنه قد نختلف فيما بيننا كسوريين، ولكننا سنتحد كلنا ضد أي تدخل خارجي. إن أعظم الأعياد في أي دولة هو عيد الاستقلال ونحنا نلنا الاستقلال بعد أن تخلصنا من الاحتلالين العثماني ومن ثم الفرنسي. لا يوجد دولة تريد مصلحتنا حيث الكل يريد مصلحته هو. وأنت في كل بلدان العالم غريب إلا بلدك».

من العرض المسرحي سري للغاية على مسرح مديرية الثقافة بحلب

يشار أن المسرحي مصطفى الأغا هو مهندس مكيانيكي يمارس المسرح كهواية حتى يومنا هذا. عمل في مجال المسرح الجامعي حيث قدم العديد من المسرحيات الكوميدية وكان من أوائل من قدم مسرحيات كوميدية طويلة (وليس «اسكتشات» متتالية). بعدها انتسب إلى «أسرة المهندسين المتحدين» حيث قدم عدداً من المسرحيات من المسرحي همام حوت ليستقل بعدها ويؤسس فرقته المسرحية والتي قدمت عدداً من الأعمال من تأليفه وتمثيله وإخراجه.

من جهتها قالت المسرحية لوليا عجلة إحدى المشاركات: «لي في العمل دورين، الأول هو خطيبة الشاب أحمد وتدعى انفعال والتي بسببها سافر للعمل في الخارج. أما الدور الثاني فهو فتاة أمريكية من الفتيات اللواتي قابلهن في أمريكا».

وتضيف بأن ما دفعها للتمثيل في المسرح هو دعوة الأستاذ مصطفى لها مضيفةً بأن الرغبة كانت لديها منذ فترة، إلا أنه هو من أقنعها بدخول عالم المسرح. وتضيف بأنها تعلمت الكثير منه وقدم لها العديد من النصائح المفيدة وتختم بالقول: «أنا حالياً أعمل في مجال المسرح كهواية، إنما إن عرض علي فرصة الاحتراف فلن أمانع».


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من العرض المسرحي سري للغاية على مسرح مديرية الثقافة بحلب

من العرض المسرحي سري للغاية على مسرح مديرية الثقافة بحلب

من العرض المسرحي سري للغاية على مسرح مديرية الثقافة بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق