مكتبة الأطفال العمومية

27 آب 2011

تجربة رائدة في سورية

تعتبر المكتبة العمومية للأطفال في اللاذقية نموذجاً يحتذى به في سورية كونها الأولى من نوعها فقد أصبحت قبلة لرواد العلم والمعرفة ويعتبرها العديد من سكان المدينة أنها جاءت في وقتها حيث أن العديد من الناس انصرف عن مطالعة الكتب لصالح المسلسلات والبرامج التلفزيونية الترفيهية.

واجمعت الوفود الأجنبية التي زارت هذه المكتبة على أنها فريدة من نوعها ليس في سورية وحسب بل في العالم أيضاً وتقول السائحة السويسرية ايفيان هازي تفاجأت بالمستوى التي وصلت إليه هذه المكتبة فلم أكن أتوقع أنه يوجد تطور بهذا الشكل في الدول النامية كسورية مثلاً.

واعتبرت هازي التي كانت ضمن مجموعة سياحية تزور المنطقة الساحلية وادرجت المكتبة ضمن جولتهم السياحية والأثرية في المدينة أن طريقة تصميم المكتبة وتنظيم القاعات الصفية ونوعية الكتب الموجودة تدعو للتفاوءل بمستقبل المطالعة وأيضاً تساهم في إنشاء جيل متمكن من كافة النواحي.

فيما رأت زميلتها جيني هيرمان سائحة من ألمانيا: أن المكتبة تعتمد أسلوباً مميزاً في تدريس الأطفال وتعليمهم أسلوب المطالعة وطرائق الرسم والاستماع إلى الموسيقا وغيرها من الأمور بطريقة راقية ومتزنة بحيث يولد لدى الطفل غريزة معرفة كل ما يسمعه ويراه ويلمسه حتى وهذا كفيل بالتشجيع على البحث العلمي الذي يفتقد له العديد من شباب اليوم.

وتعد المكتبة أول مشروع ثقافي أهلي من نوعه في سورية وتم تأسيسها قبل ثلاث سنوات بمبادرة من جمعية قوس قزح الأهلية غير الربحية بهدف تنمية ثقافة الطفل وموهبته حيث يتم مناقشة محتويات الكتب المنشورة بشكل جماعي ومن ثم يتم تفنيد كل فكرة مطروحة كما يتم الإعلان عن مسابقات في التمثيل والكتابة والرسم وغيرها على حد قول إلهام مكي من السيدات اللواتي دأبن على زيارة المكتبة.

تضيف: ما جعلني اصطحب أولادي للمكتبة هو مجانيتها وخدماتها التي لا تركز على وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت بل انهم يبدؤون مع الطفل منذ صغره بوسائل بدائية وتقليدية أثبتت جدارتها بحيث يتعلم على مهارة البحث والحوار والتقصي عن المعلومة والتجربة من خلال الكتب والمشاركة في مشاريع على ارض الواقع وعلى سبيل المثال تمت مشاركة الأطفال في مشروع إعادة تصميم حديقة المرور العامة في مدينة اللاذقية خاصة بشكل يلبي احتياجات الطفل بحيث يتم تنفيذ الحديقة حسب التصور الذي وضعه الأطفال.

ومع أن عمر المكتبة لم يتجاوز نصف عقد من الزمن إلا انها أصبحت مشهورة محلياً وعربياً وحتى عالمياً فقد أصبحت بمثابة معلم ثقافي يميز مدينة اللاذقية وخير دليل على ذلك كما تقول سهير راعي سيدة منزل: إنها تمكنت من كسب عشرة آلاف عضو وصديق يدعمون أنشطتها المتنوعة وهذا بدوره يساهم في عدد الداعمين لها.

وتضيف: المكتبة ستساهم في خلق جيل متميز بفضل أنشطتها المتنوعة مثل المشاركة في ملتقيات للرسم الدولي وتقديم مسرحيات ومعزوفات جديدة كذلك تخريج كتاب صغار تدربوا في المكتبة على أيدي صحفيين وكتاب عرب معروفين.

ورغم توجه المكتبة للأطفال بالدرجة الأولى إلا أنها لم تنس الكبار من أولياء الأطفال بل افتتحت أبوابها لهم وساهمت في العديد من الفعاليات التي تخصهم مثل دعوتهم إلى المشاركة في تحليل ونقد كتب بغية التشجيع على الحوار وخلق جو من التفاهم بين الناس واحترام اختلاف وجهات النظر بين مختلف الطبقات العمرية كما تقول سكينة الأطرش سيدة منزل.

وتضيف: معظم الجلسات الاجتماعية يغلب عليها حديث واحد وهو أما المال أو الذهب في حين أنه بفضل المكتبة وجلساتها أصبحنا نرى الحياة بمنظار آخر إذ بدأنا نتكلم بأمور اقتصادية وسياسية وغيرها بحيث نتوصل إلى نتيجة واحدة مفادها احترام الآخر والشعور بالمواطنة تجاه بعضنا البعض. وترى الأطرش أن أطفال المكتبة قطعوا أشواطاً في هذا المجال حيث بدؤوا يحاورون طلابا من اوهايو الأمريكية حول أمور حياتية مختلفة وهذا يبشر بتميز فكري لدى الأطفال وقدرة على التخلص من أسلوب التلقين والتوجه إلى التعمق في الأساليب العلمية الحديثة التي تعتمد الحوار والمناقشة وغيرها من الأمور.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق