إنجاز دراسة للتنوع الحيوي في محمية الفرنلق

03 أيلول 2011

أنجز عدد من الباحثين والمختصين في مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية مؤخرا دراسة عن التنوع البنيوي للمجموعات الحراجية في محمية "الفرنلق" شمال اللاذقية بهدف حصر البنى الحراجية الأساسية في المحمية وتوصيفها انطلاقا من أهمية الحراج والغابات باعتبارها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها.

وقال الدكتور فاضل القيم رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية باللاذقية إن الباحثين والمختصين من المركز بالتعاون مع جامعة تشرين أجروا دراسات واسعة لمحمية الفرنلق شملت 52 عينة مساحة كل منها 100 متر مربع باستخدام طريقة تحليل المكونات الأساسية والتحليل العنقودي.

وأشار فاضل إلى أن الهدف من الدراسة حصر البنى الحراجية الأساسية في محمية الفرنلق وتوصيفها بهدف التمكن في أبحاث لاحقة من دراسة ارتباط هذه البنى مع التنوع النباتي الموجود في طبقة تحت الغابة وبالتالي اقتراح إجراءات حراجية محددة تدخل في خطط إدارة المجموعات الحرجية الموجودة بالمحمية للحفاظ على البنى المهمة من حيث التنوع الحيوي.

وبين فاضل أن الدراسة أظهرت تنوعا واضحا في صفوف المجموعات الحراجية المدروسة حيث تم تحديد 6 بنى أساسية بالاعتماد على الكثافة الشجرية والتغطية الطابقية للقطر المتوسط والارتفاع السائد مؤكدا أن النتائج التي تم الحصول عليها مهمة وتؤسس لمتابعة البحث في هذا المجال.

وأوضح فاضل أن التنوع الحيوي بشكله التركيبي يعتبر من الموضوعات المطروقة بكثرة في البحث العلمي الحراجي خلال العقدين الأخيرين في حين ان الدراسات التي تتناول هذا التنوع بشكليه التركيبي والوظيفي قليلة نسبيا في العالم وتكاد تكون معدومة في الغابات السورية.

ولفت فاضل إلى أن التنوع البنيوي في المجموعات الحراجية هو تنوع الطرق التي تتوزع فيها الأنواع المكونة لهذه المجموعات في الفراغ الأفقي والعمودي وتنوع خصائصها وقياساتها الحراجية من تغطية وأقطار ومساحات قاعدية وارتفاعات.

وأكد مدير المركز أن أهمية دراسة هذا الشكل من التنوع تنبع من ارتباطه الوثيق بالأشكال الأخرى من التنوع النباتي أو الحيواني إذ يترافق التنوع في البنية مثلا بتنوع كبير بالنبات الموجود في الطبقة العشبية وبالطيور والثدييات والحشرات وكثير من الكائنات الحية الأخرى نتيجة التنوع في الغذاء والمسكن كما يمكن للقائم على الحراج من خلال الأعمال المتنوعة التي يقوم بها أن يتدخل بالبنية الحراجية ويوجهها نحو الشكل الذي يضمن تنوعا حيويا أفضل في الغابات التي يقوم بإدارتها.

وحول المنطقة التي تم إجراء الدراسة فيها أوضح فاضل أنه تم إجراء الدراسة في محمية الفرنلق التي تقع في منطقة الباير شمال اللاذقية بنحو 47 كم وتشغل مساحة 4500 هكتار وتتمتع بطبيعة طبغرافية حادة نسبيا كونها تتالف من سهول وهضاب وتلال ومجاري مياه وانهار وجداول مائية وتربتها طينية سلتية نشأت عن الصخور الأم الغابرو البيريدوتيت الامفيبوليت إضافة إلى موقعها الجغرافي في الطابق البيومناخي الرطب المعتدل حيث معدل الهطل السنوي للأمطار 1200 ملم.

وبين مدير المركز أن الدراسة كشفت عن تمييز البنى الحراجية السائدة بالاستناد إلى الكثافة الحراجية والتغطية الطابقية لكل من الصنوبر البروتي والسنديان شبه العزري والارتفاع السائد في بعض الأحيان إضافة إلى مجموعات حراجية يسود فيها السنديان شبه العذري في الطبقة الشجرية مع وجود قليل للصنوبر البروتي في هذه الطبقة كما يغطي العزر مساحة لا بأس بها في الطبقة الشجيرية.

وأظهرت الدراسة أن هذه المجموعات تتميز بكثافة شجرية متوسطة إلى عالية معظمها من السنديان شبه العزري وتتميز بأشجار ذات أقطار صغيرة وارتفاعات كبيرة نسبيا بالمتوسط.

بدوره قال المهندس سومر مريم مدير المحمية إن هناك خطة لادارة المحمية سياحيا تهدف إلى التحول من السياحة العشوائية غير المنظمة إلى السياحة البيئية المنظمة وذلك بالاعتماد على ما تتميز به المحمية من موقع جغرافي متميز ومناخ وتضاريس.

وأضاف مريم أن التنوع الحيوي للمحمية التي تتميز بغاباتها "الاوجية" الواصلة لمرحلة النضج بشكل كامل جعل المعنيين بالقطاع الزراعي في المحافظة يكثفون دراساتهم حول نباتات الفلورا والحيوانات والطيور الموجودة في المحمية للاسهام بتطويرها سياحيا والحفاظ على التنوع الحيوي فيها.

ولفت مريم إلى أن الاحصاءات الأخيرة تشير إلى أن 64 ألف شخص زاروا المحمية خلال مرحلة الذروة وهناك خطة لتفعيل دور المجتمع المحلي للعمل في السياحة البيئية وإنشاء مشروعات سياحية مبينا أنه سيقام مركز في الفرنلق واخر في المدينة من اجل تسويق المنتج المحلي الطبيعي لسكان المحمية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق