غزوان الزركلي يحتفل بفرانز ليست في دار الأسد

05 نيسان 2011

أدى عازف البيانو السوري غزوان الزركلي بعض من أعمال المؤلف الموسيقي الأوربي فرانز ليست، ضمن حفلة عزف منفرد قدمها بمناسبة الاحتفال بالمئوية الثانية لميلاد هذا المؤلف الموسيقي الذي يعزف أعماله في كل بقاع الأرض، وذلك على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون يوم الاثنين 4 نيسان 2011.

بدأ الزركلي بدراسة «حّمى الصيد» من مقام دو مينور، ومن ثم «فالس الشيطان» مقام لا ماجور، وأيضاً عمل ليست «مواساة» رقم 3 مقام ره بيمول ماجور، بالإضافة إلى دراسة «الأجراس» مقام صول دييز مينور، و«الرابسودي الهنغاري» رقم 6، وبعد استراحة قصيرة تابع الزركلي عزفه المنفرد بعملين أخريين هما: «قصيدة للشاعر بتراركا» رقم 104 مقام مي ماجور، وأخيراً «سوناتا» مقام سي مينور.

ليس غريباً على هذا العازف الدمشقي الذي جال العالم بأنامله حيث مثل سورية في العديد من المحافل الدولية ودرس الموسيقى دراسة معمقة وأصبح له خبرة في العزف لا يستهان بها يضاهي العازفين العالميين أن يحتفل بموسيقي ذو مستوى عال مثل ليست كما احتفل قبل مدة بشوبان على نفس الوتيرة وبذات التقنية، ففي حفلته هذا التي تعددت الساعة برهن الزركلي أنه سلطان العزف على البيانو في سورية لا بل في المنطقة، يمتلك تقنية بارعة وتكنيك بمستوى كبير، حيث بدأ بعمل صعب وأنهى حفله بعمل أصعب، هذا ما لا نجده عند الكثير من العازفين وخاصة في الحفلات الصولو.


من حفلة الموسيقي غزوان الزركلي في دار الأسد

يقول الموسيقي د.غزوان الزركلي لـ«اكتشف سورية» عن هذه الحفلة: «"حمى الصيد"عنوان عمل كبير لليست وهو من مجموعة الدراسات البالغة الصعوبة وعددها اثني عشر دراسة وافتتحت البرنامج بهذا العمل لأنه يستعرض المقدرات التقنية واللحنية لآلة البيانو.

ويقول أيضاً: «كان العام المنصرم مسرحاً دولياً للاحتفال بمرور 200 عام على ولادة المؤلف الموسيقي البولوني فريدريك شوبان، وقد احتفلت دار الأسد بهذا الموسيقي الأوربي الذي أصبحت مؤلفاته تراثاً إنسانياً يستطيع البشر أن يتذوقوه ويصقلوا أنفسهم من خلاله أينما كانوا، وتحتفل دار الأسد اليوم بمؤلف موسيقي آخر هو فرانز ليست الذي ولد بعد شوبان بسنة واحدة والذي يحتفل العالم كله في عام 2011 بالذكرى المائيتين لولادته».

ويتابع الزركلي قائلاً: «ولد ليست في هنغاريا لأبوين ذوي أصول ألمانية، اسمه الأول بالهنغارية فيرنس وبالألمانية فرانتس وبالفرنسية فرانز، والأخيرة كانت لغة الثقافة في القرن التاسع عشر في أوربا، تحدث بها مؤلفنا إلى جانب الألمانية والإيطالية وطبعاً الهنغارية بطلاقة، لقت كانت شخصية ليست شخصية أوربية مرموقة، اهتمت بالسياسة والأدب والفلسفة وأهدت البشرية أعمالاً موسيقية خالدة، فتحت آفاقاً غير معروفة سابقاً في ما يخص الشكل الموسيقي والانسجام الهارموني النغمية الجريئة، كما في مجال اللحن والإيقاع والخيال الموسيقي الجامح بشكل عام، كما أرتبط اسم ليست بآلة البيانو، إذ كان عازفاً أسطورياً عليها، لقد تمتع أداؤه بحسب ما وصف معاصروه بخيال واسع وبمقدرات تقنية وتعبيرية عالية وغير معروفة من قبل».


الموسيقي غزوان الزركلي في دار الأسد

وينهي الزركلي حديثه قائلاً: «رغم كل المهارات التقنية التي قد تصل إليها أية آلة، يبقى الإنسان هو المحرك المبدع الخّلاق، الذي يسخّر الطبيعة لخدمته ويبني حضارته عبر آلاف السنين على الأقل من العمل المضني المستمر في سبيل بناء شخصية بشرية تتحلى بإنسانية راقية، لقد كدّ الأقدمون مشيدّين، وما زال المعاصرون يشيّدون الأعمال الفنية التي تعمق ثقافة الناس وتوسّع عملهم، كل هذا للوصول إلى وجدان إنساني أفضل وأحلى وإلى تربية إنسانية ترفض الوحشية، تطلب السلم والسلام وتتذوق الجمال».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق