بعد غياب طويل: عرفان الحنبلي في دار الأسد للثقافة والفنون

30 كانون الأول 2010

عزف جميل يجذب الحضور بامتياز

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى بدمشق أمسية مساء الأربعاء 29 كانون الأول 2010 على مسرح الدراما أحياها عازف الكمان السوري المقيم في فرنسا عرفان الحنبلي، في حفلة هي الأولى له في هذه الدار، والحنبلي حائز على درجة الماجستير في الفنون ودرجة الدكتوراه اختصاص أداء الكمان من معهد تشايكوفسكي للموسيقى بموسكو، وله عدة عروض كعازف كمان إفرادي وضمن الأوركسترا وكعازف موسيقى الحجرة في أوربا والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، كما درّس الكمان وموسيقى الحجرة في سورية وفرنسا بالإضافة إلى صفوف الاختصاص في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا.

رافقت الحنبلي على البيانو في هذه الحفلة العازفة الصربية سانيا راتكوفيتش، وهي عازفة بيانو كلاسيك تلقت معظم علومها الموسيقية في روسيا وتوجتها بدرجة الماجستير في الموسيقى من معهد تشايكوفسكي العالي للموسيقى، ومن ثم حازت على درجة ماجستير ثانية في الموسيقى من جامعة بلغراد في صربيا، ولها نشاطات عديدة في التدريس وإقامة الحفلات في أوربا والعالم.

امتازت الحفلة بتناسق واضح بين العازفين (الكمان والبيانو) حيث اعتمدا على التقنية والروحية في آن واحد، وأداء ذي خصوصية، وأضافوا إلى المعزوفات ما ابتكروه من نمط تقني جديد ومتطور معتمدين على إرثهما الدراسي وخبرتهما في العزف، فابتكروا بذلك كتلة متحدة بين التأليف الروحي وتقنية الأداء، بلغ غاية الجمال والتعقيد الأدائي، وتميز عرضهما بمهارة عالية وفريدة، ولوحظ في بعض المقطوعات السريعة ذلك التداخل المعقد بين الأصوات العليا والسفلى، وتداخل الأشكال الإيقاعية في القوس، بطريقة تكمن فيها صعوبة الأداء الموزون بالسرعة المطلوبة، ولم تغب الروح الشرقية عن الأمسية، رغم أن برنامج الحفلة كان من القطع الكلاسيكية الغربية والأوربية التي غاصت بالرومانسية والجمل الموسيقية الدقيقة والهادئة، ولكن عزف الحنبلي بطريقة مدهشة يجذب المتلقي دون أن يحس بأي ملل، هكذا مضى الوقت فيما يقارب الساعة والنصف مع مؤلفين استمع لهم الجمهور السوري سابقاً وآخرين لم يستمع لمؤلفاتهم من قبل، والمهم هو تفاعل الحضور مع الأمسية التي بدأت بعمل للمؤلف تارتيني بأربع حركات، تمتاز برومانسية مدهشة، ومن ثم عمل لسينت سانس لا يخلو من مواصفات سابقه، لينتهي القسم الأول من الحفلة بعمل للمؤلف سارسات، وبعد استراحة، خصص القسم الثاني من الأمسية لمؤلفين معروفين حيث بدأ العازفان ببرامز وسوناتا رقم 78، وانتهى الحفل بعمل لبغانيني.


عازف الكمان السوري عرفان الحنبلي

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بعازف الكمان السوري المغترب عرفان الحنبلي حيث قال عن البرنامج: «اخترت أعمالاً لبعض المؤلفين غير المعروفين لدى الجمهور السوري، لا لأعرّفهم ولكن لأنهم يتكلمون بنفس اللغة الموسيقية لدى كل الموسيقيين الكلاسيكيين، وبهذا البرنامج حاولت أن أرضي كل الأذواق».

وعن رأيه في الموسيقى السورية قال: «لا أستطيع أن أعطي رأيي بدقة لأنني بعدت بعض الشيء عنها، وفي زيارتي القصيرة هذه لم أحضر أي حفلة، ولكني أستطيع القول بأن الصالات الموسيقية لها دور في تطور الحالة الموسيقية، فسابقاً لم يكن هناك إلا بعض الصالات التابعة للمسرح القومي كمسرحي القباني والحمراء يمكن العزف فيها، ولكن اليوم في بلدنا دار أوبرا تتضمن أكثر من صالة مختصة وهذا يعطي للفنان حافزاً للتطور وإقامة الحفلات، وهذا دليلٌ على تقدم موسيقانا وبخاصة مع وجود معاهد موسيقية متوجة بالمعهد العالي للموسيقى بدمشق، ولا أنكر حبي واشتياقي لصالتي الحمراء والقباني التي قضيت شبابي فيهما سواء في الحفلات الموسيقية أو حضور العروض المسرحية».

وأنهى الحنبلي حديثه بالقول: «أشكر الموسيقي أثيل حمدان عميد المعهد العالي للموسيقى الذي كان له دور في تنظيم هذه الحفلة، وأشكر إدارة دار الأسد للثقافة والفنون وكل التقنيين العاملين في الدار».


إدريس مراد - اكتشف سورية

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

العازف السوري العالمي عرفان الحنبلي في دار الأسد للثقافة والفنون

العازف السوري العالمي عرفان الحنبلي في دار الأسد للثقافة والفنون

العازف السوري العالمي عرفان الحنبلي في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق