الراقص مهند رشيد يمزج بين التقاليد العربية والمنظور الحديث للحداد

23 تشرين الأول 2010

قدمت فرقة «هيت» الهولندية للمسرح الراقص الدولي يوم الثلاثاء الفائت 19 تشرين الأول 2010 عرضاً راقصاً بعنوان «حداد» من تصميم مصمم الرقص العراقي مهند رشيد وذلك على مسرح القاعة المتعددة الاستعمالات في دار الأسد للثقافة والفنون.

يُظهر عرض الحِداد طقوس الحِداد المعروفة لدى الجميع، ولكنّها تمزج هنا بين التقاليد العربية والمنظور الحديث. يجمع العرض بين الأعراف الثقافية والعواطف، فكلّ إنسان لديه معرفة بموضوع الموت والأسى سواء بالشعور أم بالمظاهر الخارجية أم بالطقوس المختلفة باختلاف الناس. والعرض كما يقول رشيد هو عبارة عن تمثيل لما عاناه في طفولته لدى موت والده، حيث شكل حضوره العزاء مع النساء أساساً لتصميمه الراقص، ويتابع قائلاً: «حولت العرض من قضية شخصية إلى شيء أكبر، وهو الشعور بالحزن الذي ينتاب الإنسان نتيجة المعاناة».

مزج العرض بين التقاليد العربية والمنظور الحديث لطقوس الحداد حيث يدخل الجمهور إلى المسرح على صوت المقرئ عبد الباسط عبد الصمد كي يجد رجلاً ممدداً مع إنارة خافتة، وأمامه امرأة راكعة بجانب الرجل، وبالكاد يجد المتفرج طريقه إلى مقعده حيث يوضع المتلقي في حالة من الصدمة ليعيش طقس الحداد مدة خمسة وأربعين دقيقة، وينسحب الشاب، وتبقى النساء في طقس هادئ وحزين مع ثياب سوداء، وحركات تتراوح بين انفعالات داخلية تتصاعد وتتباطأ، لتظهر الراقصات فجأة وهن يمارسن طقوس اللطم المألوفة في مشهد الحزن العراقي مع حركات تتباطأ وتتصاعد ترافقها خلفية موسيقية من الموشحات وصوت لأمٍ ثكلى، وينتهي هذا العرض المؤثر الذي يتكون من لوحات راقصة تخالها عفوية بحتة، إلا أنها اعتمدت على تقنيات الضوء واللباس الأبيض والحركات المعبرة، حيث استطاع العرض أن يأسر الجمهور بأدائه وإيقاعه.

الجدير بالذكر أن رشيد درس الرقص في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وشاركت تصميماته الراقصة في مهرجانات متعددة في بلدان مختلفة منها العراق، مصر، والأردن، ورشح عرض «حداد» لجائزة «زوان 2010» من قبل لجنة المسارح والعروض الموسيقية التي تمنح جوائزها لأكثر الإنتاجات الراقصة إبداعاً. يُعد عرض «الحِداد» لمهند رشيد محاولة حقيقية للوصول إلى مسرح الرقص الدولي. وهو عرض يوصف بأنّه متواضع، وراقص تأملي، تمت تأديته بذكاء وبتركيز عالي المستوى من قبل راقصي الفرقة. يمزج المصمم طقوس الحِداد الخاصة بنساء بلده العراق مع موسيقى غربية وتقنيات تأليفية. ولهذا السبب، يتسم عويلهم الأنيق وإيماءات حدادهم بالبعد العالمي.


عروة الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من عرض حداد للفنان العراقي مهند رشيد

من عرض حداد للفنان العراقي مهند رشيد

من عرض حداد للفنان العراقي مهند رشيد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق