فنانات من العالم في حلب

21 تشرين الأول 2010

بدورته الثامنة

على مدار اثني عشر يوماً، شهدت مدينة حلب مهرجان «فنانات من العالم» في دورته الثامنة والذي تضمن العديد من النشاطات والفعاليات التي قدمتها فنانات جئن من مختلف دول العالم، ويعود عمر المهرجان إلى عام 1999 حيث بدأت دوراته الأولى بشكل سنوي ليتحول لاحقاً إلى مهرجان تجري فعالياته كل عامين.

العديد من النشاطات «النسائية» كانت حاضرة ومقدمة من فنانات سوريات وعالميات حيث شهد المهرجان عدداً من الحفلات الراقصة الموسيقية، منها العرض الراقص لفرقة «تمرد» من مصر، فرقة «بلقيس مانوكيان» للرقص المعاصر من فرنسا، الفنانة نورا مراد وفرقة «ليش» في عرض «تهانينا»، و«الفرقة العالمية للرقص» من هولندا بعنوان «الحداد». كما قدمت الفنانة اللبنانية ريما كشيش أمسية غنائية مميزة وأمسية موسيقية لفرقة «تخت شرقي» المؤلفة بأكملها من سيدات.


حفلات غنائية في مهرجان فنانات من العالم

أما على صعيد المحاضرات فقد شهد المهرجان عدة محاضرات منها محاضرة للفنانة آلين شيبيرز من هولندا، والأديبتان إقبال بركة ولينا الحسن من سورية، في حين جرى عرض عدد من الأفلام الوثائقية منها فيلمان وثائقيان لهالة محمود بعنوان «مقابلة مع الشاعر محمد الماغوط» و«كم لنا»، كما عرض الفيلم الوثائقي «Mum» للمخرجة آدلهايد روزن تلاه مناقشة مع المخرجة، كما عرض الفيلم الذي جرى إنتاجه مؤخراً «حرب وحب من كابول» والذي يتحدث عن قصة حب تجري في خضم الأوضاع الحالية في أفغانستان. كما أقيمت معارض في كل من الرسم، النحت، التصوير الضوئي في صالة مدرسة الشيباني، صالة الكهرباء، صالة الجسر، إضافة إلى ورشات عمل متنوعة المواضيع منها ما كان على مدى يوم ومنها ما كان على مدى يومين.

القاسم المشترك: المرأة
عدد كبير من الأعمال والفعاليات التي تم تقديمها خلال المهرجان كان القاسم المشترك فيما بينها كونها مقدمة من قبل النساء، أو تتحدث عن المرأة. من المشاركات في المهرجان التقى «اكتشف سورية» الفنانة ريشتجي راينسما القادمة من هولندا والتي قدمت عدداً من أعمالها بعنوان «انطباعات من زيارة حلب 2004» وتقول في معرض رأيها عن المهرجان: «قدمت في هذا المهرجان بعضاً من أعمالي التي تتحدث عن زيارتي إلى سورية في العام 2004، ومشاركتي في مهرجان فنانات من العالم آنذاك. وكما رأينا كلنا فإن المهرجان اليوم مختلف عن ذاك الذي جرى في العام 2004 حيث يتمتع اليوم بالكثير من الاهتمام والانفتاح والحرية والمتابعة وحتى الدعم. كما أن التحضير لهذا المهرجان كان أكبر حيث أصبح لدى عيسى توما فريق عمل مؤلف من 4 أشخاص، في حين كان يعمل لوحده المرة الماضية».

معارض متنوعة ضمن فعاليات مهرجان فنانات من العالم

وتضيف بأنها هنا منذ اليوم الأول للمهرجان، حيث وجدت العديد من العروض المميزة والجميلة خلال المهرجان ومنها ما كان جريئاً كما تقول. وتتابع بأن أهمية المهرجان تكمن في إتاحة الفرصة للنساء لعرض أفكارهن ورغباتهن وتجاربهن في مهرجان واحد.

أما الفنانة أنريتش تراباغ فقد شاركت في عدد من الأفلام القصيرة والتي تقول عنها: «لي عدد من المشاركات أبرزها عرض فيلم عن حياة أطفالي ساعة بساعة وبشكل أقرب إلى تلفزيون الواقع. رأيي في المهرجان أنه مهم جداً حيث قررت التواجد فيه بدلاً من الذهاب إلى مهرجان في نيويورك يجري حالياً في ذات التوقيت، وهذه زيارتي الأولى إلى سورية».

ومن الفنانين العرب المشاركين التقينا الفنان العراقي مهند رشيد الذي قدم عرضاً بعنوان «الحِدَاد»، والذي يتحدث عن طقوس العزاء والرثاء لدى العراقيين حيث يقول عن هذا الموضوع: «فكرة العرض جاءت من صورة حدثت معي في الماضي قبل 15 سنة تقريباً. آنذاك، توفي أبي وأقيم طقس قراءة الفاتحة في بيتنا في بغداد من قبل النساء حيث أتيحت لي فرصة الاطلاع عليه. بعد مرور السنين، سافرت إلى أوروبا وبقيت تلك الصورة في ذاكرتي بطريقة أشبه بالحلم. وقررت في يوم ما أن أحول هذه الصورة إلى عرض راقص وبدأت العمل بالتعاون مع الفرقة العالمية للرقص في هولندا».

ويتحدث العرض كما يقول الفنان العراقي عن الحزن الذي ينتاب الشخص بوفاة أب أو أخ أو صديق أو أي عزيز وهو الأمر الذي ينتاب جميع الناس باختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم حيث يتابع فيقول: «تحويل الطقس الحزين إلى عرض فني راقص مع الحفاظ على خصوصيته كان تحدياً كبيراً جداً بالنسبة لي. عملت لليالٍ طويلة على تصميم الحركات والصورة والبناء والموسيقى حيث استغرق التحضر للعمل 9 أشهر تقريباً للوصول إلى الحالة النهائية». ويختم بالقول بأنها المرة الأولى التي يتواجد فيها ضمن هذا المهرجان مضيفاً بأن فكرة المهرجان بحد ذاتها كانت مميزة.


عروض راقصة ضمن فعاليات مهرجان فنانات من العالم

بدورها تقول الفنانة ريما خشيش التي قدمت أمسية غنائية مميزة بأنه من الجميل وجود مهرجان يسلط الضوء على الفن لدى المرأة بشكل عام. جاء هذا الكلام بعد تقديمها لأمسية في مدرسة الشيباني في حضور شكل سابقة كبيرة في عدده وكثافته حيث تقول عن هذا الموضوع: «وجود هذا العدد من الجمهور يبشر بالخير ويبرهن بأن الجمهور يحب الفن الملتزم الجميل. وقد قدمت عدداً من الأغاني الموجودة في ألبومي إضافة إلى عدد من الأغاني التي أعيد توزيعها».

يذكر بأن حلب شهدت مؤخراً عدداً من النشاطات الكبيرة المميزة والتي لاقت اهتماماً كبيراً من قبل سكان المدينة أبرزها كان مهرجان «ذاكرة النيلة» الذي تحدث عن صبغة النيلة وأهميتها التاريخية لمدينة حلب، إضافة إلى توقيع ألبوم «موسيقي من حلب» الخاصة بأعمال الموسيقي ضياء السكري بأداء الفنان أشرف كاتب وعدد من العازفين الأجانب.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشاهد متنوعة من مهرجان فنانات من العالم

مشاهد متنوعة من مهرجان فنانات من العالم

مشاهد متنوعة من مهرجان فنانات من العالم

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق