رشا عرودكي وأمسية من عصر الباروك في حلب

19 تشرين الأول 2010

أمسية مميزة قدمتها العازفة السورية المقيمة في فرنسا رشا عرودكي في حلب وذلك على آلة البيانو مساء يوم السبت 16 تشرين الأول 2010، حيث قدمت عدداً من المقطوعات الموسيقية التي تنتمي إلى عصر الباروك، وذلك في إطار مشروعها الموسيقي الحالي، وقد أقيمت الأمسية بدعم من جمعية صدى.

ويعتبر حضور العازفة رشا عرودكي الأول لها في سورية منذ ما يقارب من عشر سنوات كما تقول، حيث أنها عزفت في كثير من الأماكن، إلا أن عزفها في بلدها وأمام شعبها يبقى له نكهة مختلفة كما تقول حيث تضيف: «منذ آخر زيارة لي إلى سورية قبل عشر سنوات وحتى اليوم، أجد أن الاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية ما زال كبيراً وفي تزايد، وأعتقد أن سورية تشهد خلال هذه الفترة تطوراً كبيراً في مجال الأمسيات الموسيقية التي تقدم هذا النمط الموسيقي. أما من ناحية اختياري للمقطوعات، فقد كانت كلها تنتمي إلى عصر الباروك حيث أعمل على تقديم عدد من المقطوعات الموسيقية التي تعود إلى عازفي باروك إيطاليين وألمان، وسأختم مع المؤلف الشهير باخ عن طريق إطلاق ألبوم موسيقي يضم أعماله. وقد تضمن برنامج الأمسية مقطوعات تنتمي إلى هذه الفترة تحديداً».

وتضيف بأنها ساهمت من خلال حفلاتها التي أقامتها في أوروبا والولايات المتحدة في تعريف الناس بالموسيقيين السوريين كونها سورية الأصل وتفتخر بأصولها السورية أمامهم حيث تقول: «في كل حفلاتي، كنت أقول للمتواجدين بأنني سورية، ما يجعلهم يستغربون ويتساءلون عما إذا كان هناك تواجد للموسيقى الكلاسيكية في سورية، وكنت أجيب بالإيجاب وبأنها تستمد زخمها عبر حركة دعم كبيرة من خلال المعاهد الموسيقية إضافة إلى وجود دار للأوبرا وغيرها».

وتضيف بأنها ليست مطلعة على العازفين السوريين إلا أنها تتمنى التعرف عليهم لكي تتيح لهم الفرصة للعزف في فرنسا كونها مديرة لعدد من المهرجانات الفرنسية: «ما ينقص العازف السوري لكي يكون عالمياً هو بعض المساعدة والدعم، والذي قد يتم بحضوره إلى بلدان أوروبية أو أمريكية كي يدرس تحت إشراف العازفين الكبار. كما يجب علينا في الوقت ذاته دعوة هؤلاء العازفين الكبار لكي يأتوا إلى سورية ويقدموا خلاصة خبرتهم للجيل الناشئ إضافة إلى تطوير مستوى العازفين المحليين لدينا».

أما العازف المعروف أشرف كاتب، وأحد الذين تابعوا الأمسية فيقول بأن شهادته في السيدة رشا قد تكون «مجروحة» كونه يعرفها منذ زمن طويل ويضيف: «أعرف رشا منذ فترة طويلة ولكن ما فاجأني اليوم هو المستوى العالي الذي قدمته الأمر الذي لمسناه من خلال التقنيات التي استخدمتها خلال عزفها المقطوعات التي تنتمي إلى عصر الباروك. وقد قارن أحد الذين كانوا معي في الصالة عزفها بعزف العازف الشهير جلين جولت والذي يعتبر واحداً من أعظم عازفي موسيقى الباروك في التاريخ».

ويتابع السيد كاتب بأن مثل هؤلاء العازفين هم مكسب كبير لسورية كونهم ذهبوا على حسابهم الخاص للدراسة في الخارج ومن ثم عادوا ليقدموا خبرتهم للشعب السوري ويضيف: «ما ينقص العازف السوري لكي يصل إلى العالمية هو الدعم والذي يكون عبر مؤسسات ثقافية موسيقية تملك منهجية واضحة تؤدي إلى دعم جهود الفنانين السوريين. هناك العديد من الفنانين أمثال رشا وغيرها الذين وصلوا العالمية بجهودهم، ولكن وجود جهة داعمة لهم كان سيقصر هذه المدة».

يذكر أن العازفة رشا عرودكي هي عازفة سورية مقيمة في فرنسا مذ كانت طفلة حيث تم اكتشاف موهبتها الموسيقية مبكراً لتدخل الكونسرفاتوار القومي العالي للموسيقى في باريس في العاشرة من عمرها. بعدها حصلت على بعثة تدريبية في كونسرفاتوار تشايكوفسكي، ثم التقت عازف البيانو الأمريكي موري بيرايا الذي سرعان ما تبنى متابعتها وصارت واحدة من تلامذته النادرين، ومعه أتمت رشا عرودكي مسار تكوينها الفني، حيث قامت بتسجيل أولى أسطواناتها التي ضمت عدداً من مؤلفات مندلسون للبيانو والتي لاقت نجاحاً كبيراً. في عام 2003 تعاقدت رشا عرودكي مع شركة زيغزاغ تيريتوار التي سجلت لها أسطوانتين، الأولى خاصة بالموسيقار الروسي سكريابين وتضم خمسين سوناتا، والثانية للموسيقي الإيطالي سكارلاتي. في عام 2009، قامت رشا عرودكي بتأسيس دار خاصة بها للإنتاج وسجلت مختارات من مؤلفات هاندل للكلافسان، ولا تزال هذه الأسطوانة منذ صدورها، قبل سنة كاملة، موضع احتفاء واهتمام الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة في فرنسا، مسجلة أكبر رقم مبيعات في مجال الموسيقى الكلاسيكية. وباتت الصحافة تقارن رشا عرودكي بكبار عازفي البيانو في العالم من أمثال هوروفيتز وبيرايا وسواهما. وتقوم رشا عرودكي الآن بتسجيل أسطوانتها الخامسة التي خصصتها لموسيقى باخ.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق