فاروق حيدر ورحلة الحديث عن تاريخ الإذاعة السورية

11 06

إذاعة دمشق كانت من الإذاعات السباقة في الوطن العربي

استطاع «نادي الذاكرة» الذي كرسته الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 تقليداً شهرياً من أن يتخذ لنفسه مكاناً ثابتاً في المشهد الثقافي الدمشقي، وراح هذا النادي يوسع عدد رواده، بحيث تحول مقهى الروضة الذي يستضيفه شهرياً مقصداً للكثيرين الذين تحولوا أيضاً من رواد عاديين إلى مشاركين فاعلين بشكل أو بآخر مع الشخصيات، التي تسرد ذكرياتها المختلفة عن مراحل هامة في المدينة وأمكنتها القديمة وأحداثها. وقد استضاف النادي في 9 حزيران 2008 المذيع السوري القدير فاروق حيدر، الذي تكلم عن ذكرياته في الإذاعة السورية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
تمحورت الجلسة التي سادها جو حميمي ما بين المحاضر وجمهوره من الشخصيات المعاصرة له حول ذكريات المذيع فاروق مع إذاعة دمشق وبداياته فيها، ثم تطرق إلى التغييرات التي طرأت على الإذاعة ما بعد ظهور التلفاز وسيطرة الصورة على المتلقي، على أنه لم ينسَ التأكيد على أن الإذاعة موجودة وستبقى موجودة، ولن تموت طالما أنها تعتمد بناءَ علاقة حميمية ساحرة ما بينها وبين آذان المتلقي.
مقهى الروضة محاضرة تاريخ الإذاعة السورية لفاروق حيدرلقد عبّر المذيع فاروق حيدر عن السعادة التي تغمره وهو يتحدث عن ذكرياته مع الإذاعة، خاصة وأنه واحد من الأشخاص الذين لا يزالون على قيد الحياة، ويُعتبرون من المؤسسيين للإذاعة. وهو من أمضى 48 عاماً فيها بعد أن كانت بداياته عام 1960، حيث كان هاوياً للإذاعة قبل هذا التاريخ، وقد اشتغل فيها أعمالاً عدة بينما كان طالباً في الثانوية العامة.
ثم أشار «إلى أن إذاعة دمشق كانت من الإذاعات السباقة في الوطن العربي، وأشهر ما كان يميّزها في تلك الفترة هو اهتمامها الكبير باللغة العربية، إضافة إلى تخريجها للكثير من مشاهير الغناء والطرب في الوطن العربي، كـفيروز، وعبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد وغيرهم».
ثم جاء عام 1960 والوحدة بين سورية ومصر، وهي الفترة الزاهرة والجميلة من حياة الأمة العربية ولمن عاصر تلك الفترة حال المذيع فاروق. وقد كان لإذاعة دمشق النصيب الأكبر من ثمار هذه الوحدة، حيث تُوئمت مع إذاعة القاهرة، التي كانت آنذاك من أهم وأكبر الإذاعات العربية. وقد استفادت إذاعة دمشق من هذه المناسبة، وأقامت المسابقات والدورات التدريبية والتبادل الإعلامي بين الإذاعتين، مثل مسابقة لاختيار مذيعين، ومعلقين سياسيين، وكُتّاب إذاعة، ومخرجين وممثلين، وغيرها من الأنشطة الإذاعية بإشراف لجان مشتركة بين الإذاعتين.
فاروق حيدر محاضرة تاريخ الإذاعة السورية في مقهى الروضةوكان فاروق واحداً من المشتركين في مسابقة الإخراج الإذاعي، التي أشرفت عليها لجنة مشتركة من سورية من فؤاد الشايب ويحيى الشهابي، ومن القاهرة عبد الحميد الحديدي ويوسف الحطاب. وقد نجح أربعة من المتقدمين كان فاروق من بينهم مع مروان عبد الحميد، وفائق بريزيني، ومحمد صالحية، وجميعهم أقاموا في القاهرة دورات تدريبية لمدة 6 أشهر، ومن ثم العودة إلى إذاعة دمشق التي كانت -في تلك الفترة- تعيش حدثين هامين، أولهما الوحدة بين سورية ومصر، والتطورات التي كانت تطرأ على الإذاعة حينئذ، والثاني هو نشوء التلفزيون العربي، وهو التلفزيون السوري اليوم، والذي أَثر سلباً على الإذاعة، عندما استلب خيرة الإذاعيين والمذيعين كسامي جانو، ومروان شاهين، وخلدون المالح، وعادل خياطة، وعليه عانت الإذاعة من أن كبارها غادروها نحو التلفاز. ومع ذلك حاولت الإذاعة التقدم مستغلة الفرص التي تتيحُها لها إذاعة القاهرة. إضافة إلى الجهد الكبير الذي بذله فؤاد الشايب ويحيى الشهابي لكي تبقى الإذاعة واقفة على قدميها أمام التلفاز، الذي أصبح حلماً أمام مذيعي الإذاعة. ورغم أن فاروق نجح في اختبار انتقاء المذيعين التلفزيونيين، إلا ان والده رفض ذلك، فالإذاعة أيضاً مهمة ولا يمكن أن تموت.
ثم نحى حديث الذكريات باتجاه المواقع والمناصب التي شغلها فاروق في الإذاعة السورية، فكان مدير الإذاعة الأجنبية، ثم مدير القناة السورية الثانية، وكذلك مدير البرامج الإذاعية، إضافة إلى ذلك له عدة كتب في فن التقديم منها كتابا «التمثيلية الإذاعية» و«كيف نبني مذيعاً جيداً»، إضافة إلى عمله كمحاضر دائم في مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني بدمشق التابع لإتحاد إذاعات الدول العربية.
يذكر أن الدكتور فاروق حيدر من مواليد دمشق 1939، وقد بدأت علاقته بالإذاعة 1960، ودرس الحقوق في دمشق، ثم انتقل إلى هولندا التي حصل منها على شهادة دكتوراه في القانون الدولي. وكان قد تنقّل بين عدد من الإذاعات الدولية والعربية، كإذاعة القاهرة وإذاعة هولندا.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

may:

شكراااااااااااااااا كتير و مره حلو

مصر

امير الزمان الهمذاني :

يرجى تزويدي بالمقطوعة الموسيقية لافتتاح الرنامج الاذاعي ( الاذاعة السورية من دمشق )

اسبانيا