المؤتمر العربي الإقليمي حول الطفولة المبكرة يختتم فعالياته

23 أيلول 2010

ويصدر إعلان دمشق لرعاية وتربية الطفولة المبكرة

أصدر المؤتمر العربي الإقليمي حول رعاية وتربية الطفولة المبكرة (السياسات والبرامج) في نهاية فعالياته، أمس الأربعاء 22 أيلول 2010، إعلان دمشق لرعاية وتربية الطفولة المبكرة.

وجاء في الإعلان، وفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء سانا:

نحنُ المشاركين في المؤتمر العربي الإقليمي الأول حول رعاية وتربية الطفولة المبكرة المنعقد في دمشق، الجمهورية العربية السورية، في الفترة من 20-22 أيلول 2010 برعاية السيدة أسماء الأسد واستنادا إلى:

1- أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، التي صدق عليها معظم دول العالم، والتي نصّت على حق الأطفال في الرعاية والتعليم، وإيلاء عناية خاصة لحماية ورعاية الأطفال المحرومين والمهمشين.

2- وثيقة العمل الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة للاتفاقية التي تنصّ على أنّ الطفولة المبكرة مرحلة أساسية لضمان حقوق الطفل.

3- توصيات المنتدى العالمي حول التعليم للجميع (جومتين 1990)، القاضية بأنّ تعميم التعليم يمثّل الأساس لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

4- أهداف المؤتمر العالمي حول التعليم للجميع (دكار 2000) المتضمنة نشر وتحسين وشمولية رعاية وتربية الطفولة المبكرة، وخاصةً الأطفال الأكثر تأثراً وأشدهم حرماناً من حقهم في التعليم والحياة الكريمة.

5- أهداف الخطة العربية الثانية للطفولة 2004-2015 التي اعتمدت خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة تونس 2004.

6- خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدتها قمة دمشق آذار 2008.

7- وفي ضوء نتائج الدراسات والأبحاث التي ناقشها المؤتمر نؤكد أنّ هناك خطوات ومشاريع وبرامج متقدمة تقوم بها معظم الدول العربية على طريق الارتقاء برعاية وحماية الطفولة المبكرة، إدراكاً منها بدور هذه المرحلة في بناء شخصية الطفل عقلياً وثقافياً وجسمياً واجتماعياً، وأنّ الاهتمام بالطفولة المبكرة هو الاهتمام الحقيقي بمستقبل الأمة وأمنها بكلّ أبعاده الوطنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

8- كما أنّ هناك تحديات أساسية ومصيرية متعددة تواجه النهوض بواقع الطفولة المبكرة في المنطقة العربية أبرزها:
- لا يزال مفهوم الطفولة المبكرة وبرامج الرعاية يقتصر على مرحلة ما قبل المدرسة رياض الأطفال، وتبني على هذا المفهوم برامجها الخاصة والممارسات غير المناسبة التي ترتبط بها، ما يجعل هذه البرامج تفتقر إلى الشمولية والرؤية المتكاملة في بناء شخصية الطفل بجوانبها المتعددة الفكرية والوطنية والصحية والاجتماعية.

- تدني نسب الالتحاق في رياض الأطفال مقارنة مع نسب الالتحاق في مناطق العالم الأخرى.

- استمرار إعاقة تقديم برامج وخدمات في مجال الطفولة المبكرة، بسبب الظروف والأوضاع التي تمرُّ بها بعض الدول العربية.

- ضعف التنسيق القائم بين الدول العربية في تطوير استراتيجيات الطفولة المبكرة ورسم سياسات لها، وحتّى على مستوى الدولة الواحدة ضمن القطاعات المتعددة.

- هناك قصور ملحوظ في مجالات رعاية وتربية الطفولة المبكرة وبرامج التوجيه والإرشاد الموجهة للأهل.

- عدم كفاية البيانات والإحصائيات المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة وخصوصاً الفئة العمرية من الميلاد إلى 3 سنوات.

- عدم كفاية الأطر التربوية المؤهلة على إدارة برامج تربية ورعاية الطفولة المبكرة.

- عدم كفاية الخدمات المقدمة من القطاع الرسمي في مجال الطفولة المبكرة وافتقارها إلى النوع والكم.

- إنِّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل وما يقوم به من ممارسات تدميرية تطول آثارها برامج وخدمات الطفولة المبكرة.


لذلك نعلن الآتي:

اعتماد مفهوم شمولي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة، يشمل فترة النماء الإنساني من بداية العمر وحتّى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية.

أولاً: إنِّنا نعتمد مفهوما شمولياً لرعاية وتربية الطفولة المبكرة يشمل فترة النماء الإنساني من بداية العمر وحتّى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، ويربط مسارات تطور الطفل الجسمية والعاطفية والمعرفية والاجتماعية بالرعاية والتربية المطلوبتين لدعم نمائه الوطني والإنساني.

ثانياً: إنِّ رعاية وتربية الطفولة المبكرة هي أفضل مرحلة مساعدة لتأمين التوزيع العادل لفرص التعليم والنمو في الإطار الوطني، إذ يتيسر فيها اعتماد مقاربة دمجية منذ البداية، تسعى للوصول إلى القطاعات المعرضة للتهميش في المجتمع، سواء أكان ذلك بسبب الجنس أم الإعاقة أم الفقر أم الموقع الجغرافي أم أيّ من عوامل الإقصاء أم الإهمال الأخرى.

ثالثاً: إنِّ نتائج والدراسات والأبحاثن ولاسيما الأبحاث التربوية والصحية والاقتصادية منها، وشواهد الخبرة في البرامج الناجحة كلها تدلُّ على أنّ التوظيف في الرعاية والتربية في الأعوام الأولى مركزي الفعل في تنمية قدرات كلّ طفل وضمان نماء إنساني عادل وإنتاج عائدات وفيرة للثروة الوطنية.

رابعاً: وضع رعاية وتربية الطفولة المبكرة في صلب أولويات مقارباتنا للتنمية، كما يجب أنّ نرفع منزلة الطفولة المبكرة وتجلياتها في استراتيجياتنا الوطنية، وأن نرفع بدرجات مستوى المخصصات في الموارد البشرية والمادية المعتمدة حالياً لرعاية وتربية الطفولة المبكرة.

خامساً: في إطار هذه الرؤية الشاملة نعتمد المرتكزات الأربعة التالية كأساس لبناء إطار عمل وطني في الطفولة المبكرة:


المرتكز الأول (من الولادة إلى ثلاث سنوات) البدء من البداية وهذا يعني:
- تنسيق وتحسين الخدمات، حيث تصل إلى كل الأطفال الصغار وأسرهم وتتجاوب مع حاجاتهم وتطلعاتهم، يشمل ذلك الحث على التفاعل الدائم بين الطفل ومن يعتني به، وتأمين بيئة محفزة للطفل والعناية الصحية والتغذية.

- تأمين الدعم لكل الأسر من خلال برامج تسعى إلى نماء الطفل نماءً شمولياً، مع التركيز على الأطفال والأسر الأكثر عرضةً للإهمال والأذى.

المرتكز الثاني (من ثلاث إلى ست سنوات) فرص جديدة للاكتشاف والتعلم وهذا يعني:
- ضمان مشاركة الطفل مدة سنتين على الأقل في نشاطات منتظمة، سواء أكان ذلك في إطار خدمات رسمية أم غيرها في مؤسسات اجتماعية أم في المنزل، وذلك قبل الدخول إلى المدرسة.

- التركيز على تنمية وعي الذات لدى الأطفال وتفاعلهم مع أترابهم ومع البالغين، وثقتهم بنفسهم كمتعلمين ومهاراتهم اللغوية، وتفكيرهم النقدي والاستكشافي، ومهاراتهم في حلّ المشكلات بدلاً من النشاطات التعليمية التي تميل أن تكون مدرسية الطابع.

- تأمين المعرفة والدعم للأسرة، ومن يعتني بالطفل من خلال نشاطات أسرية تمكنهم من حسن مساعدة أبنائهم على تنمية كامل قدراتهم.

- إعطاء الأولوية للأطفال المهمشين والأكثر عرضةً للإهمال.

المرتكز الثالث (من ست إلى ثماني سنوات) مدارس معدة للأطفال وهذا يعني:
- تأمين بيئة مدرسية تقدر الطفل وتحتفي به، مهيأة لدمج كل الأطفال وتيسر الانتقال من بيئة الأسرة إلى المدرسة، حيث يشعر كلّ طفل بالأمان والحماية.
- أن يتضمن إعداد وتدريب المعلمين في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي معارف ومهارات تتصل بالحاجات التربوية والصحية والنفسية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.

المرتكز الرابع سياسات وخطط عمل وطنية للطفولة المبكرة من كلّ بلد أن:
- يطور سياسات متكاملة وواضحة لتنمية الطفولة المبكرة، قابلة للتطبيق والتقييم، ضمن روءية إستراتيجية وطنية، وخطط عمل تفعيلية، وميزانيات مدعومة بميزانيات مخصصة لتنمية الأطفال الصغار وبتنسيق قوي بين القطاعات المعنية.

- يخصّص الموارد المناسبة والتنسيق بين القطاعات، عبّر التأكد من أنّ الطفولة المبكرة مكون أساسي في السياسات الوطنية والتخطيط الاقتصادي وتصميم الموازنة.

- يخصّص مكانة واضحة للطفولة المبكرة في كلّ قطاع وفي كلّ السياسات والخطط الوطنية والمناطقية.

سادساً: إنِّنا نشدّد على قيمة التعاون بين الوزارات داخل كلّ دولة وبين الدول العربية والمنظمات العربية والإسلامية والدولية المعنية في سبيل النهوض برعاية وتربية الطفولة المبكرة، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة من أجل دفع جدول أعمال الطفولة المبكرة داخل كل دولة وعلى المستوى الإقليمي.

دعوة المنظمات والهيئات الدولية المعنية للوقوف بحزم وإرادة أكثر فاعلية في وجه الممارسات غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تجاه أطفالنا في الأراضي العربية المحتلة

سابعاً: في ضوء هذه التحديات نلزم أنفسنا بمضاعفة وتحسين الجهود لتوسيع ورفع مستويات رعاية وتربية الطفولة المبكرة في بلداننا. نريد أن نصل في 2015 إلى مستويات من الجودة والاستيعاب تسهم بشكل ملحوظ في بناء مواردنا البشرية ورفع مستوى جودتها وتحقيق النمو العادل لثرواتنا الوطنية.

ثامناً: تأكيدنا دعوة المنظمات والهيئات الدولية المعنية الوقوف بحزم وإرادة أكثر فاعلية في وجه الممارسات غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تجاه أطفالنا في الأراضي العربية المحتلة والتي تحرمهم من أبسط حقوق الأطفال في التعليم والصحة والحياة الكريمة وتطبيق القرارات المتعددة ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة.

تاسعاً: نرحب بمبادرة مكتب اليونسكو الإقليمي بتشكيل مجموعة عمل عربية حول الطفولة المبكرة، بالتعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة والهيئات المتعاونة معها، بهدف تمكين الدول العربية من تطوير خططها وبرامجها في مجالات رعاية وتربية وتنمية الطفولة المبكرة.

عاشراً: انطلاقاً من الدور الأساسي للطفولة في بناء مستقبل دولنا العربية، فإنِّنا ندعو إلى اعتماد بند دائم حول قضايا الطفولة على جدول أعمال القمة العربية؛ كما أنّنا نرى أنّ واقع الطفولة في الوطن العربي يستحق أن تخصص له قمة عربية خاصة.

إحدى عشر: وضماناً لتطبيق هذه الاتجاهات والرؤى التي شملها هذا الإعلان، فإنِّنا ندعو إلى تشكيل لجنة مختصة لتحديد آليات عمل مستقبلي ومستلزماته الفنية والمالية، وفق مشروع متكامل لرعاية وتربية وتنمية الطفولة المبكرة في الدول العربية بالتعاون بين منظمة اليونسكو والمنظمات العربية والإقليمية والدولية الأخرى.
التركيز على المبادرات الابتكارية و دعم الأطفال فيزيولوجياً وأخلاقياً ومجتمعياً والتصدي للعنف


,دعا المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر إلى تطوير استراتيجيات وسياسات وآليات تنفيذية لرعاية وتربية الطفولة المبكرة من صفر إلى سن 8 سنوات في الدول العربية، وتضمينها في كل السياسات الوطنية التنموية وإشراك جميع الجهات الفاعلة في رعاية وتربية الطفولة المبكرة في وضع الاستراتيجيات وفي آليات تنفيذها. وأوصوا بضرورة وضع آليات تنسيق بين القطاعات المختلفة كالصحة والتربية والحماية الاجتماعية، لضمان التكامل سواء بالميزانيات أو في البرامج وإيجاد أو تفعيل هياكل للمتابعة والرصد والتنسيق.

كما أكدوا على ضرورة تطوير قاعدة بيانات تفصيلية موحدة وذات مرجعية واضحة على المستوى الوطني، وتعميم مبادرة المدن الصديقة للأطفال في الدول العربية. وفي مجال النوعية والجودة دعا المشاركون إلى وضع معايير قابلة للقياس والملاحظة والتطبيق لبرامج الطفولة المبكرة في مجالات الصحة والتعليم والتربية والحماية الاجتماعية، ودعم الجهود المبذولة والهادفة إلى خلق مراكز للقياس والتقويم الخاص بالعملية التربوية والتعليمية والرعاية المقدمة والعمل على ربط تلك المراكز بعدد من الجامعات العربية المتخصصة.


وفي مجال الوصول إلى الأطفال المحرومين والمهمشين أوصى المشاركون بضرورة مراجعة القوانين والتشريعات والسياسات واستراتيجيات العمل واللوائح المنظمة لبرامج الطفولة المبكرة، لضمان تفعيلها ووصولها إلى الفئات المحرومة، وجعل البرامج القائمة أكثر ترحيباً ودمجاً لتلك الفئات، إضافةً لاستحداث آليات الوصول إلى الفئات المحرومة من التعليم من خلال البرامج المكملة والبديلة مثل التوعية الوالدية وبرامج الأسرة والطفل والخدمات الجوالة والبرامج الإعلامية، مع إنشاء وحدة مختصة داخل الجهة الحكومية المسؤولة عن الطفولة المبكرة في كلّ دولة لوضع الخطط في هذا المجال ومتابعتها، بالإضافة إلى تطوير آليات لرصد ومتابعة الفئات المحرومة وغير المستفيدة من برامج الطفولة المبكرة وإدراجها في برامج الطفولة المبكرة مع بيان مدى التقدم المحرز في التقارير الدورية، واستخدام المؤشرات من أجل التقارير الوطنية الرسمية والموازية حول اتفاقية حقوق الطفل؛ لافتين لضرورة عقد مؤتمر إقليمي خاص حول قضايا الفئات المحرومة في برامج الطفولة المبكرة.

وفي مجال برامج الانتقال من البيت أو الروضة إلى المدرسة نصح المشاركون بضرورة وضع بدائل مختلفة تضمن الانتقال السلس لجميع الأطفال من البيت إلى المدرسة كرياض الأطفال، ومراكز مجتمعية، وبرامج موجهة للأسرة، وبرامج صيفية و تهيئة المدرسة لتأمين الانتقال السلس للتلميذ من خلال بناء قدرات المعلمين والإدارة المدرسية في نوعية التفاعل، والاستجابة للطفل بشكل يساعده على الاستمرار في المدرسة، وتوفير مناهج مبنية على التعلم النشط والإدماجي، مع التركيز على مهارات تعليم القراءة، وإدخال برامج الصحة كمكون أساسي وتوعية الأسرة عليها، خاصةً في السنوات الابتدائية الأولى، ووضع معايير للجودة والعمل على تحقيقها وقياسها، بالإضافة إلى القيام بالتعديلات والتحضيرات اللازمة لانتقال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدرسة، والتأكيد على أهمية برامج الكشف المبكر وبرامج التدخل المبكر والعمل عليها مع كل مقدمي الرعاية كالأهل والمعلم ومقدمي الرعاية البديلة، والعمل على إجراء دراسات لواقع الطفل العربي من ناحية مدى استعداده وجهوزيته لدخول المدرسة من النواحي العاطفية والاجتماعية والمعرفية والخبرات الحسية الأمر الذي يتطلب تطوير وتحديد معايير نمائية للطفل العربي.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من المؤتمر العربي الإقليمي حول الطفولة المبكرة بدمشق

من المؤتمر العربي الإقليمي حول الطفولة المبكرة بدمشق

من المؤتمر العربي الإقليمي حول الطفولة المبكرة بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق