معرض للفنان يوسف عقيل: «انتهى دوري، وحان دور المشاهد»

2010/01/05

للأستاذ الفنان يوسف عقيل نظرته الخاصة تجاه الفن، ورؤيته الخاصة تجاه اللوحات التي يرسمها، فهو يعبر عن ذاته بتجرد ـ كما يقول لنا ـ ويقدم لوحته للمشاهد ليراها هو ويتذوقها كيفما شاء. هذا الأمر يجسده معرضه الخاص الذي يقام في غاليري سرمد للفنون الجميلة خلال الفترة من 26 نيسان حتى الثامن من أيار والذي احتوى على ما يقارب العشرين لوحة من الأبعاد الكبيرة تمثل تجربة فنية مميزة وجديدة يقدمها الأستاذ يوسف للعالم.

«يبحث معرضي ضمن اللوحات المقدمة فيه عن كل من الضوء والظل، أو العتمة والنور، أو الشمس والقمر حيث تأتي هذه اللوحات انطلاقاً من إحساسي الداخلي بدون إعداد مسبق أو أفكار معينة أود طرحها». يقول الفنان يوسف معبراً عن لوحاته.

ويقول بأنه لا يمكن وصف اللوحات بأنها تنتمي إلى موضوع معين بقدر ما هي تعبر عن رؤيته الداخلية وتناوله للموضوع كفنان. ويضيف بأن «الدنيا كلها هي موضوع بالنسبة له» حيث يقوم هو بنقل إحساسه بهذه الدنيا إلى المشاهد: «أرسم بحرية مطلقة حيث يكون السؤال بالنسبة لي ليس كيف أرسم؟ وإنما ماذا سأرسم؟ في العادة تكون أمامي اللوحة بيضاء وأبدأ بوضع الخطوط عليها دون تخطيط مسبق وانطلاقاً من إحساسي الفني كي تولد اللوحة في النهاية. بالنسبة لهذا المعرض فقد غلب عليه طابع الغرافيك ويبدو وكأنني أروج للونين الأسود والأبيض أو النور والعتمة، إلا أنك ترى كلاً من النور والعتمة مليئين بالألوان الأخرى إنما ليست ألوان مغناجاً أو إعلامية بل هي ألوان مدفونة ضمنهما وبحاجة إلى اكتشاف».


من الحضور في معرض الفنان يوسف عقيل

ويتوسع في شرح مصطلح الغرافيك فيقول بأنه: «اختصار الألوان وتلخيصها والتقشف فيها» حيث أنه لا يستعمل اللونين الأسود والأبيض فحسب، إنما ألوان «الظلام» التي ليست هي اللون الأسود، وألوان «النور» التي هي ليست الأبيض، ويقول بأن اللوحات المقدمة تعبر عن نوع من المصالحة مع الذات والتأمل الشديد إضافة إلى نوع من الاختصار المذهل كما يعبر بكلماته. «كانت اللوحات بالنسبة للمشاهدين جاذبة لدرجة تجعل المشاهد يحاول تلمسها وكأنه يرغب الدخول إلى العمل الفني، ويحس نفسه جزءاً منه». يتابع الأستاذ يوسف كلامه. ويضيف بأن المشاهد هو من يقرر الانطباع الذي تولد لديه من اللوحة، مضيفاً بأنه يرسم دون تخطيط مسبق ودون «ورق وقلم» كما يقول، بل هو يعبر عن أحاسيسه ومشاعره على السطح الأبيض الموجود أمامه.

«قمت بما علي القيام به. أنا أقدم لغة بصرية تقرأ بالعين، وأنا أريد رأي المشاهد فيها. أنا حالياً قد انتهى دوري، حان دور المشاهد ليتحاور معي. لا أريد أن أشرح اللوحات حيث اللوحة هي ملمس ولون وحس وكل كلامنا هنا هو أقرب إلى اللوحة ولكن ليس هو اللوحة». يختم يوسف عقيل كلامه.

أتأمل اللوحات لساعات:
بالنسبة للزوار كانت البداية مع الفنان سعد يكن والذي قدم لنا انطباعاته عن المعرض قائلاً بأن تجربة الفنان "يوسف عقيل تجربة قديمة قائمة أساساً على اللون، كما أن في اللوحات انعكاساً للشفافية التي يتمتع بها: «اعتمد الفنان يوسف في لوحاته على الضوء والألوان الشفافة والحساسية العالية للضوء. كما أننا نجد هناك عتمة جميلة وقريبة إلى القلب. أنا أرى أن لوحات الفنان يوسف تكون دوما حارة، ولا أعني هنا استخدام الألوان الحارة بقدر ما أعني الموضوع والمناخ النفسي. كما أن فيها حساً عميقاً بالمسؤولية ورهافة اللون وتوزعه على كامل اللوحة».

ومن الزوار كان السيد أحمد رمو، والذي قال لـ «اكتشف سورية» بأن المعرض مميز لدرجة تجعل المرء يقضي فيه ساعات في التأمل حيث يتابع بالقول: «أتيت البارحة للمعرض، وها أنا اليوم متواجد فيه أيضاً لزيارته من جديد. أرى في المعرض واللوحات روحانية وصوفية شديدة، كما أنني أحس البحر والطبيعة من خلال اللوحة. لي ما يقارب الساعتين أتأمل اللوحات وحيداً لأستمتع بها حيث أحس أثناء تأملها بنشوة ولا أحس لا بالوقت ولا بالناس المتواجدين حولي».

ويقول بأنه متابع لتجربة الفنان يوسف ومعارضه مضيفاً بأن ما يميز هذا المعرض عن غيره هو وجود الطبيعة فيه بنمط الغرافيك: «لا أستطيع أن أعبر عن الفن أو أن أصف اللوحات بشكل مناسب، ولكن يمكنني أن أقول بأني أشهد تطوراً في مجال الفن خلال الفترة الماضية وبوجود شيء جديد وبخاصة لدى الفنانين المهمين».


من أجواء معرض الفنان يوسف عقيل

أما السيد علاء ديري المهتم بالفن التشكيلي السوري كما يقول فيضيف بأن إقامة مثل هذه المعارض الفنية وحضورها ينمي إحساس الذوق إضافة إلى زرع الثقافة والمتعة البصرية: «من حسن حظنا أننا نرى فنانين مميزين يقدمون تجارب فنية جديدة، كما أننا نملك في حلب تنوعاً وغنى بالمدارس الفنية مع وجود فنانين لهم بصمة في الفن السوري».

ويتابع بأن ما يميز هذا المعرض هو ميل اللوحات إلى التصوف أو التجرد أكثر من معارض الفنان يوسف السابقة متمنياً له التوفيق في المعارض المستقبلية.

يذكر بأن الفنان يوسف عقيل هو من مواليد حلب، سورية، عام 1977. تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق – قسم التصميم الداخلي. له العديد من تصاميم الملصقات الجدارية وأغلفة الكتب، كما شارك في العديد من المعارض والتظاهرات الفنية داخل وخارج سورية. تستند تجربته عموماً إلى الواقعية الرومانسية كأسلوب، وموضوعاته تعالج الطبيعة الخلوية بحسّ شاعري وأجواء لا تخلو من الروحانية الشرقية .

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض الفنان يوسف عقيل في غاليري سرمد للفنون الجميلة

من معرض الفنان يوسف عقيل في غاليري سرمد للفنون الجميلة

من معرض الفنان يوسف عقيل في غاليري سرمد للفنون الجميلة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق