من سورية

كنيسة القديس بولص

معرض «رؤى مشتركة» في صالة القواف بحلب
عندما يتحول زوار المعارض الفنية إلى فنانين

09/تشرين الثاني/2009

في فكرة مختلفة وغير مألوفة، قررت إدارة صالة القواف للفن التشكيلي في مدينة حلب استضافة معرض لمرتادي المعارض الفنية بدلاً من الفنانين في مبادرة ربما كانت للمرة الأولى في مدينة حلب. وقد قامت فكرة المعرض الذي افتتح مساء يوم السبت 7 تشرين الثاني 2009 على الاتصال بمحبي الفن التشكيلي ومرتادي معارض الفنون في مدينة حلب إضافة إلى من لديهم بعض المحاولات الخجولة وغير المعروضة سابقاً ليتم التنسيق مع ستة عشر شخصاً حضروا ورشة عمل أقامها كل من الفنان التشكيلي تيسير قواف صاحب الصالة والفنان التشكيلي يوسف عقيل استمرت زهاء شهر ونصف تقريباً جرى فيها تعليم المشاركين بعض الأساسيات والأمور الأولية في الرسم.

«حاولنا وضع عشاق الفن وزوار المعارض على المحك لاستخراج ما لديهم من إمكانات وطاقات فنية»، يقول الفنان تيسير قواف ويضيف: «تدرجت المهن التي شاركتنا في التجربة من مهنة الطب إلى طلاب الجامعة، وكانت الأعمار تبدأ من العشرينات وتنتهي بالخمسينات. وقد أدى شهر ونصف من العمل مع الألوان إلى قيام كل واحد من هؤلاء الستة عشر مشاركاً بإجراء محاولات وتجارب فنية ضمن مساحة بيضاء ليقوم بعدها الفنان يوسف عقيل بوضع اللمسات النهائية على اللوحات وترتيب العنصر الفنية في مكانها الصحيح لتخرج بالشكل الذي هي عليه اليوم».

تم إنتاج 22 عملاً فنياً في هذه الورشة منها رسومات مشتركة بين أكثر من شخص في نفس الوقت، حيث قدم كل واحد منهم جانباً مختلفاً من جوانب اللوحة، واستخدموا فيها كل الألوان التي تخطر على البال وكل المواد الخاصة بالرسم بدءاً من أقلام الرصاص وانتهاءً بالألوان الزيتية والمائية. وفي النهاية اجتمعت هذه المحاولات مع بعضها البعض مع رؤية فنية من السيد يوسف عقيل لتصبح لوحة مكتملة الأركان والعناصر الفنية حيث يتابع السيد تيسير قائلاً: «حاولنا في الورشة تنمية الثقافة البصرية واللونية للمشاركين إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم للقيام بالرسم. فالكثير من مرتادي المعارض الفنية مرت عليهم لحظات في أثناء زيارتهم لمعرض ما كانوا ينظرون فيها إلى اللوحات الموجودة أمامهم مع وجود فكرة حول إمكانية قيامهم بإنتاج لوحات قد تكون قريبة مما يرون، أو حتى ضمن نفس الإطار العام. ما قمنا به نحن هو إطلاق الحس الفني لكل من كان معنا في الورشة وتقديم الفرصة له ليمارس الرسم والفن».

وتعتبر صالة القواف من الصالات القديمة في مدينة حلب حيث أنشئت هذه الصالة كما يقول السيد تيسير في العام 1996 وأقيم في رحابها عدد كبير من المعارض وصل عددها إلى السبعين معرضاً مع وضع هذا المعرض في الحسبان. أما السيد تيسير قواف فهو فنان تشكيلي ونحات إلا أنه يعترف بوجود أعمال قليلة له بحكم إدارته للصالة مع تقديمه الوعد بإقامة معرض خاصة به قريباً.

حماس كبير ملأ قلب المشاركين في التجربة وهم يتأملون رأي الناس وانطباعاتهم حول ما قدموا منهم السيدة نادين هنيدي بيرم والتي قالت لنا: «أنا من المتابعات للحركة الفنية والمعارض التي تقام في مدينة حلب ولدي بعض المحاولات الشخصية. تحمست للفكرة حالما سمعت بها وشاركت في الورشة لأقدم بعدها عدة أفكار قام الأستاذان بصياغتها وجعلها متميزة ضمن قالب أكبر».

وتضيف بأن ما جعلها تشعر بالحماسة هو الفكرة التي قدمها المشروع حيث تتابع قائلة: «ما دفعني للمشاركة هو معرفتي أن كل من معي هو من محبي بالفن إضافة إلى أنه من الطبيعي أن يكون من يحضر المعارض الفنية مهتماً بالفن وراغباً لفترة من الفترات بأن يكون رساماً أو أن تكون لديه تجربة في مجال الرسم، فما بالك لو أتيحت له الفرصة للقيام ذلك؟ أعتقد من جهتي أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها رواد المعارض مع بعضهم البعض ليرسموا ويطلقوا أحاسيسهم الفنية ليقوم بعدها مختصون بوضع اللمسات النهائية ويوصلونها إلى الوضع الحالي المتميز. هي رؤية مشتركة لتنمية التفاعل ما بين المتلقي والفنان، إضافة إلى عملية تنمية للثقافة البصرية ورؤية الفن بنظرة جديدة».


معرض «رؤى مشتركة» بصالة القواف في حلب

وقد قدمت السيدة نادين زخارف ورسمت شجرة مع شمس فوقها تقول عنها أنها أقرب لرسوم الأطفال مضيفة بأن اللمسات النهائية التي تم وضعها عليها أعطتها البعد الإضافي المميز وأدت إلى جعلها فخورة بما قدمت.

أما السيدة هانية الموصللي فتدرس في كلية المعلوماتية الأمر الذي يعتبر بعيداً تماماً عن المجال الفني باعترافها هي نفسها حيث تتابع قائلة: «تعتبر دراستنا جافة قليلاً إلا أن زيارتي للمعارض الفنية وممارساتي في مجال الفن والرسم عوضت هذا الموضوع بطريقة أو بأخرى، كما أنه قد تحدث عملية تكامل ما بين دراستي وهوايتي؛ على سبيل المثال، كثيراً ما كنت أقوم برسم اللوحات بيدي ومن ثم إدخالها للحاسوب لإعطائها البعض المؤثرات البصرية الإضافية».

وترسم السيدة هانية منذ ما يقارب العشر سنوات إضافة إلى إتباعها لدورات في مجال الفن التشكيلي إلا أنها تقول بأن الخبرة التي اكتسبتها في الورشة كانت كبيرة جداً حيث تختم بالقول: «ما قدمه لنا الأساتذة كان أمراً مميزاً للغاية سواء من ناحية المعلومات أو من ناحية الفكرة خصوصاً من ناحية تبادل خبرات ورؤية انطباعات الناس حول ما نقدمه تمهيداً لخطوة مستقبلية قد أقوم بها وهي إقامة معرض لما رسمته سابقاً أو مشاركتي في معرض مشترك».

16 شخصاً أحب الفن وأتيحت له فرصة دخول عالمه وسبر أغواره، فكانت الحصيلة مجموعة من اللوحات التي قد تكون بمثابة إعلان وتسليط ضوء على مواهب فنية مستقبلية كامنة لدى هؤلاء.

والجدير بالذكر بأن المعرض مستمر حتى يوم الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009.


حلب
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك