اختتام فعاليات الأيام الفرانكوفونية في حلب

29 03

اختتمت مساء يوم السبت 27 آذار 2010 فعاليات «الأيام الفرانكوفونية في حلب» والتي استمرت ما يقرب من عشرة أيام تنوعت فيها نشاطاتها وإن كان ما يجمعها هو أنها كانت باللغة الفرنسية. وقد تنوعت الأنشطة خلال هذه الأيام بشكل كبير حيث تم تقديم 23 نشاطاً وفعالية تنوعت ما بين أمسيات موسيقية وحفلات ومعارض وندوات ومسرحيات ونشاطات متفرقة أخرى.

ولعل الفعالية الأبرز التي تمت في مدينة حلب هذا العام تمثلت في زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان الذي قدم محاضرة بعنوان «دور فرنسا وأوروبا في السعي إلى السلام والانسجام العالمي»، وكان على رأس من حضر المحاضرة مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون. ومن الفعاليات البارزة معرض لصور سورية التقطت صوره المصورة الفرنسية ماري جوليار والتي أمضت في سورية فترة لا بأس بها، ومحاضرة للطبيبة فرانسواز كلواريك بعنوان «حلب، كتابة الأماكن التي نحبها» والتي تحدثت فيها عن أهمية مدينة حلب وكيف أنها أحبتها لدرجة دفعتها لتأليف عدد من الكتب عنها للفرنسيين ورسم عدد من اللوحات بشأنها. كما تضمنت الفعاليات مسابقة للناطقين باللغة الفرنسية من طلاب جامعة حلب بعنوان «قافلة الكلمات العشرة» وعدد من الأنشطة الأخرى المتنوعة.

لا تسعى الفرانكوفونية لإزاحة اللغات الأخرى:
كانت البداية مع محاولة معرفة المزيد عن هذه الأيام والغاية منها حيث يقول الخبير الفرنسي السيد شارل جيرار لاييه خبير اللغة الفرنسية والتعاون العلمي التقني في حلب عن هذه الأيام: «إن الأيام الفرانكوفونية هي أيام تحدث في كل دول العالم تقريباً، وتشرف عليها المنظمة العالمية للفرانكفونية. ما يميز المنظمة هو أن العديد من الدول الأعضاء فيها لا تتكلم اللغة الفرنسية لا على مستوى لغة أولى ولا حتى لغة ثانية. أمل المنظمة هو إقامة مجتمع متعدد الثقافات ولا تسعى الفرانكوفونية إلى إزاحة اللغات الأخرى. بالنسبة لسورية فإنها ليست عضواً في المنظمة حتى الآن، إنما تتم هذه الأنشطة حاليا عن طريق الوكالة الجامعية للفرانكفونية الموجودة في سورية، وهذه الوكالة هي أحد فروع المنظمة الفرانكوفونية الأم وتقدم العديد من الخدمات في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي، ويمثل هذه الوكالة في حلب الحرم الجامعي الرقمي الفرانكوفوني».

أما عن فكرة هذه الأيام فيقول السيد شارل بأن الغاية منها ربط متحدثي اللغة الفرنسية بهذه اللغة حيث يعقب على هذه النقطة بالقول: «إن فائدة إقامة الأيام الفرانكوفونية هي ربط متحدثي اللغة الفرنسية في أي دولة مع عادات وأنماط التفكير الفرنسية، وتعلميهم معلومات تفيدهم في حال سفرهم إلى فرنسا، إضافة إلى لقائهم مفكرين وأدباء فرنسيين. أما بالنسبة للأنشطة التي تقام في كل مدينة فتكون مقترحة من الجمعيات والهيئات ضمن المدينة ذاتها حيث ترسل إلى المنظمة ليتم دراستها واختيار الأنسب منها».

وتعتبر هذه السنة السنة التاسعة للأيام الفرانكوفونية في مدينة حلب حيث كان العام 2002 العام الأول الذي شهد انطلاقها، وعن ذلك تقول السيدة ليلى طنبة مسؤولة الأنشطة في المركز الثقافي الفرنسي في حلب: «في كل دول العالم، تنطلق الأيام الفرانكوفونية في العشرين من آذار من كل عام، ويكمن الاختلاف في أن كل مدينة تقريباً هي التي تحدد وتنظم الأنشطة الخاصة بها وذلك ضمن فترة تحددها المدينة نفسها بحيث قد تكون أسبوعاً أو قد تمتد حتى عشرة أيام. بالنسبة لمدينة حلب، فهناك لجنة خاصة بموضوع الأيام الفرانكوفونية يترأسها القنصل الفرنسي في المدينة، هذه اللجنة تحدد الأنشطة التي ستتم في مدينة حلب والتي شاهدناها هذا العام والتي كانت متنوعة بشكل كبير جداً وامتدت على مدار عشرة أيام تقريباً». وتضيف بأن التفاعل مع هذه الأيام يزداد عاماً بعد عام من قبل سكان مدينة حلب مضيفة بأن هذه الأيام هي عبارة عن عملية تبادل ثقافي وحضاري بين سورية والوافدين إليها.



شعار أيام الفرانكوفونية في
دمشق، حلب، اللاذقية
لعام 2010

أما عن دور الحرم الجامعي الفرانكوفوني والنشاطات التي تمت فيه، فالتقينا الدكتور هيثم إبراهيم مدير الحرم والذي قال لنا: «نحن كحرم فرانكفوني تابعون للوكالة الجامعية الفرانكوفونية التي تنظم هذه الأيام، وبالتالي نحن جزء من اللجنة المنظمة وشاركنا في عملية التنظيم من خلال قيامنا بعدد من الأمور منها استضافتنا لبعض الفعاليات علاوة على قيامنا بإطلاق موقع إلكتروني خاص بهذه التظاهرة باللغة الفرنسية ينقل الفعاليات التي تتم في حلب حالياً، ويحوي أرشيفاً للسنوات السابقة وغير ذلك من الأمور».

ويضيف أنه من بين النشاطات التي استضافها المركز كان مسابقة «قافلة الكلمات العشرة» والتي يقول عنها: «شارك في مسابقة قافلة الكلمات العشرة هذا العام أربعون طالباً وطالبة ممن يتقن اللغة الفرنسية في جامعة حلب، حيث طلب منهم كتابة قصة من خلال عشر كلمات أعطيت لهم في بداية المسابقة. بعد ذلك تمت قراءة هذه القصص من خلال لجنة تحكيم واختيار الأفضل منها وتقديم الجوائز لأصحابها».

واستضاف المركز الطبيبة والرسامة الفرنسية فرانسواز كلواريك والتي ألقت محاضرة عن زيارتها لمدينة حلب والتأثير الذي أثرته هذه الزيارة على حياتها حيث يقول الدكتور هيثم عن هذا الموضوع: «عندما اقترحت قدوم الدكتورة كلواريك، كان الهدف أن تحكي لشباب مدينة حلب كيف أنها أحبت المدينة من زيارة واحدة لها حيث كانت الزيارة الأولى لها منذ 15 عاماً تقريباً قامت بعدها بتأليف خمس كتب عن المدينة هي: "البيمارستان.. مكان الجنون والحكمة"، "سورية... رحلة إلى الذات"، "النُزُل"، "زمن القناصل"، "الحائرة". كما قامت أيضاً برسم عدد من اللوحات الخاصة بالمدينة حيث كانت تروج للمدينة، وقد طلبت في محاضرتها من سكان المدينة أن يوصلوا جمال هذه المدينة وحضارتها للعالم بنفس الطريقة التي قامت هي بها».

وقعت في حب سورية!
من النشاطات التي أقيمت في الأيام السورية الفرانكوفونية معرض تصوير ضوئي بعنوان «صور فوتوغرافية عن سورية» للآنسة ماري جوليار والتي تحدثت لنا عن السبب: «باختصار، وقعت في حب سورية! شعرت بالسعادة أثناء وجودي فيها، وأردت عرض الصور التي تظهر نمط الحياة الموجود في سورية لبقية الناس. تحكي الصور الموجودة هنا عن تفاصيل إقامتي في سورية، في إحدى الصور مثلاً نجد الشاب الذي صنع لي آلة العود التي أعزف عليها، كما أنني أعرف كل الناس الذين التقطت لهم صوراً حيث تحدثت معهم وتعرفت عليهم وعلى ثقافتهم».

وتضيف بأنها التقطت الصور في البداية على سبيل الذكرى إنما اقترح عليها الدكتور هيثم إبراهيم مدير الحرم الفرانكوفوني عرضها فوافقت حيث تتابع بالقول: «لم أكن أتوقع أن أقيم معرضاً لهذه الصور بل كان سبب التقاطي لها نابعاً من رغبتي في احتفاظي بذكرى تعبر عن وجودي هنا في سورية، وهذا المعرض هو المعرض الأول لي في مجال التصوير الضوئي».

الدكتورة فرانسواز كلواريك

من الأشخاص الذين التقيناهم السيدة فرانسواز كلواريك والتي تحدثت لـ «اكتشف سورية» عن المحاضرة التي قدمتها حيث قالت: «كان الهدف من محاضرتي هو أن أتحدث عن تجربتي في سورية والمشاعر التي خضتها في سورية والتي عبرت عنها من خلال عدة كتب كتبتها عن المدينة والبلاد، وتحدثت عن لقائي الأول بمدينة حلب وكيف أن المدينة كانت بحاجة لمن يكتب عنها ويتحدث عنها أمام الآخرين الذين هم خارج سورية، فقررت الكتابة عنها حيث كتبت 5 كتب عن سورية وحلب ورسمت ما يقارب 30 لوحة».

لا أعرف الفرنسية.. ولكن!
اجتذبت الأيام الفرانكوفونية عدداً من سكان مدينة حلب الذي حضروا أغلب نشاطاتها، منهم الشاب محمد أمير الذي قال لنا: «كانت النشاطات التي أقيمت هذا العام مميزة وقد أدت إلى تحسين لغتي الفرنسية من خلال احتكاكي مع الفرنسيين المشاركين في هذه الأيام. استفدت كثيراً من هذه الأيام وزادت حصيلتي اللغوية من المفردات».

ويقول بأن هذه السنة هي الثانية التي يتابع فيها هذه الأيام ويتابع: «حضرت العام الماضي هذه الأيام حيث كنت في بداياتي في مجال تعلم اللغة الفرنسية. أما الآن فاستفادتي منها كانت أكبر على اعتبار أنني تطورت في مجال اللغة وأصبحت قادراً على التواصل بشكل أكبر عن طريقها».

أما الشاب فادي توتونجي فيقول بأنه حضر عدداً لا بأس من الفعاليات بالرغم من عدم معرفته باللغة الفرنسية، حيث يشرح هذه النقطة بالقول: «طبعاً لم أحضر أي محاضرة من المحاضرات التي تمت في هذه الأيام لعدم معرفتي باللغة الفرنسية، إلا أنني في الوقت نفسه حضرت كل من الحفلات الموسيقية والمسرحيات الغنائية. برأيي أن فائدة هذه الأيام تزيد عن كونها موجهة لناطقي اللغة الفرنسية حيث أراها مهمة لكل من يهتم بالتعرف على الآخر وخصوصاً الثقافة الفرانكوفونية».

أمضى سكان مدينة حلب أياماً مميزة فرنسية الطابع عالمية الأثر كان لها الوقع الكبير سواء لدى الناطقين باللغة الفرنسية أو حتى لدى الذين لا يعرفونها إذ كانت هذه الأنشطة حصيلة تراكم نجاحات السنين الماضية لهذه الأيام الأمر الذي كان واضحاً من خلال الحضور، ومن خلال النشاطات التي شهدتها.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من مسابقة الكلمات العشرة ضمن فعاليات الأيام الفرانكفونية في حلب

من معرض الفنانة الفرنسية ماري جوليار ضمن فعاليات الأيام الفرانكفونية في حلب

من معرض الفنانة الفرنسية ماري جوليار ضمن فعاليات الأيام الفرانكفونية في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق