العرض المسرحي المدينة المصلوبة للمخرج السوري محمود خضور

07 01

برعاية وزارة الثقافة - مديرية المسارح والموسيقى يستمر العرض المسرحي «المدينة المصلوبة» للمخرج السوري محمود خضور، وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق. العمل من تأليف الأب الياس زحلاوي، إعداد ومعالجة درامية زيناتي قدسية. أما الممثلون فهم: زيناتي قدسية، علي اكريّم، رامز عطا الله، كميل أبو صعب، ريم درويش، إيمان عودة، قصي قدسية، شهناز سليم، حسني سلامة، طالب عزيزي، خلدون قاروط، محمود قباع، طارق سلامة، مالك قرقوط، محمد مروان سليمان، باهر حسين سليمان. هذا ويستمر العرض لغاية يوم الأحد 12 كانون الثاني 2010.

تدور أحداث العمل داخل جدران كنيسة مقدسية في عام 1968 من شهر نيسان وفي أسبوع الآلام المُقدسة، حيث يُسلط الضوء على دور الكنيسة الفلسطينية في صراعها مع سلطات الاحتلال الصهيوني، عبر شخصية الأب عيسى (زيناتي قدسية) ومقاومته للاحتلال مستفيداً من نصوص الإنجيل المقدس، كمشرع لحق المقاومة في الدفاع عن أرضها، وفي عملية إسقاط حول وجه الشبه بين السيد المسيح كشهيد من شهداء الحق، وبين شهداء المقاومة الفلسطينية الباسلة، معتبراً أن كل شهيد من شهداء فلسطين هو مسيح آخر. ومن جهة أخرى نكون وجهاً لوجه حول حقيقة الإيمان، بفلسفته الروحية والدينية ومدى أهمية قدسية المكان أمام قدسية الروح البشرية،عندما ألغى الأب عيسى أسبوع الآلام المقدسة ضمن برنامج الكنيسة، لجعلها ملجأً لعائلة مسلمة عمد الاحتلال إلى نسف بيتها، وليبدأ الصراع بين الأب عيسى ووكلاء الكنيسة متمثلة بالأب إبراهيم (علي اكريم) وعبر سلسلة من الأحداث ينتهي الجميع في صف واحد مقاوم في صراعهم ضد سلطات الاحتلال، الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي.


المخرج محمود خضور

في لقائنا مع مخرج العمل المخرج محمود خضور تحدث لـ «اكتشف سورية»: «أردت من خلال هذا النص أن أركز على ولادة المقاومة ضد الصهيونية، فهناك حالة من التراجع عند الشباب العربي فيما يختص بالقضية الفلسطينية، ويجب أن نذكر أن رعب وخوف الكيان الصهيوني متمثل بروح المقاومة، لذا فهو يعمل بدأب للفتك بها وإزالتها إعلامياً وعسكرياً وسياسياً لتخليص الشباب العربي من روح المقاومة، فالكيان الصهيوني جرب الحرب ضد الجيوش العربية النظامية وانتصر في بعضها، لكنه دائماً الخاسر الأكبر أمام شباب المقاومة، كما حدث في 2006 مع المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان».

وعن نص الأب إلياس زحلاوي قال: «جَمع الأب إلياس زحلاوي ما بين الإسلام والمسيحية كقوة حقيقية في تحرير الأرض الفلسطينية، عبر شخصية الأب عيسى وتلاحمه وعطفه على أسرة مسلمة دُمر منزلها جراء العدوان، في بادئ الأمر كان الصراع دائراً داخل جدران الكنيسة ما بين رجال الكنيسة أنفسهم لينتقل الصراع ما بين رجال الكنيسة وقوات الاحتلال في نهاية النص. فالصهيونية لا تفرق ما بين المسلم والمسيحي في صراعها الغاشم، بل تعمل على وضع حدود شائكة ما بين الطوائف المسيحية والإسلامية».


الممثل زيناتي قدسية

من جانبه يقول الممثل زيناتي قدسية: «عام 1948 احتل الصهاينة نصف القدس الغربية وفي 1967 احتلوا نصفها الشرقي الآخر، يبدو أن الأب إلياس زحلاوي قد شعر أن موقف الكنيسة المسالم في ذلك الوقت، لم يكن بالموقف الذي يطمح إليه في ما يختص بمقاومة الاحتلال. مما استدعى الأب إلياس زحلاوي إلى أن يناقش هذه المسألة المسكوت عنها في ذلك الوقت من عام 1967، وهذا ما يؤكد عليه النص الذي كتبه الأب إلياس زحلاوي عام 1970، على أن هناك مجموعات في تلك الفترة لم تكن على انتباه لما يفعله الاحتلال على الأرض الفلسطينية، فجاء الأب إلياس زحلاوي ليحرك هذا الركود الذي يغلف هذه المسألة».

أما عن ماهية الصراع الذي كان قائماً داخل الكنيسة فأضاف: «أدار الأب إلياس زحلاوي صراعه في هذا النص على مستويين، المستوى الأول المتعلق بصراع الأب عيسى بطل هذا العمل مع أركان الكنيسة المتمثلة بالأب إبراهيم ووكلاء الكنيسة وزوجاتهم المنشغلين عن جرائم الاحتلال، في الوقت الذي كان فيه أبناؤهم الشباب مع إخوانهم المسلمين يتصدون للمحتل الغاشم، وبالمستوى الثاني كان هنالك صراع الأب عيسى مع المحتل نفسه. وقد حاول الأب إلياس زحلاوي مزج هذين المستويين وخرج بنتيجة تقول أن التلاحم ما بين الطلاب المسيحيين والمسلمين في مدارس فلسطين قبل عام 67 بتظاهراتهم السلمية وتبرعاتهم قد أخذت شكل المقاومة المسلحة الباسلة بعد هذا التاريخ. وفي حقيقة الأمر فإن الأب إلياس زحلاوي كانت له استشرافاته الصحيحة فبعد عام 67 بدأت طلائع الفدائيين مسيحيين ومسلمين بحمل السلاح ضد المحتل، وهذه أحد مآثر الأب إلياس زحلاوي الوطنية المعروفة عنه وعن مواقفه العظيمة والنبيلة، فهو كاتب ومناضل وأب مسيحي ومسلم وعربي وفلسطيني».

وفي نهاية الحديث يقول الفنان زيناتي قدسية: «عشت عمري كله وأنا أعمل في المسرح من أجل القدس، وكل هذه الثقافة والفنون وهذه الفعاليات التي نقدمها لن تعطي ثمرتها الحقيقة إلا إذ تكاملت ثقافتنا العربية مع قرارنا الثقافي والسياسي العربي، فلا بد للنظام العربي أن يتخذ قراره الحقيقي والحاسم في سبيل تحرير القدس فنحن لسنا ضعفاء بالشكل الذي يستخف به الآخر».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشهد من مسرحية المدينة المصلوبة

مشهد من مسرحية المدينة المصلوبة

مشهد من مسرحية المدينة المصلوبة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق