ملتقى النحت الدولي ينطلق في دمشق

2009/26/11

عُقِد في قاعة أمية في فندق الشام بدمشق مساء أمس الأربعاء 25 تشرين الثاني المؤتمرُ الصحفي المخصص للحديث عن ملتقى دمشق الدولي للنحت حيث سيباشر الفنانون المشاركون أعمال النحت ابتداءً من اليوم الخميس 26 تشرين الثاني، وهو برعاية محافظة دمشق، وبمشاركة غاليري مصطفى علي، شركة تكوين، واركو آرت.

ويشارك في الملتقى الذي سيستمر لمدة شهر 21 فناناً عالمياً بينهم أربعة سوريون، وهم لطفي الرمحين، بطرس الرمحين، أكثم عبد الحميد، ومصطفى علي. أما الدول التي يشارك فنانوها في الملتقى فعددها 12 دولة منها: اليابان، ايطاليا، تركيا، فرنسا، الدنمارك، واليونان.

تابع «اكتشف سورية» المؤتمرَ الصحفي، وحاور الفنان مصطفى علي -النحات السوري المشهور- والسيد نادر بعيرة -ممثل محافظة دمشق للشؤون الثقافية- للتعرف على فكرة وأهداف الملتقى.

فحسب ما قال مصطفى علي، فإن فكرة الملتقى تأتي لخلق حالة حوارية بين سورية والعالم، لأن أقوى صورة يمكن نقلها إلى العالم هي صورة الحراك الفني التي يعيشها البلد. ثم يلخص علي الأهداف التي يحاول الملتقى بلوغها، ويقول: «تتمثل الأهداف في تعميق وتشجيع التبادل الثقافي والحضاري ما بين سورية والعالم، واغتناء تجارب وخبرات الفنانين السوريين، وتنمية الذوق الفني وإثراء الخبرات البصرية من خلال معايشة هولا الفنانين، عسى أن تجد هذه الأعمال مكانها المميز في شوارع وحدائق دمشق».

أما السيد نادر بعيرة، فقد أكَّد أن المحافظة تسعى لتكريس دورها الثقافي، إلى جانب ما تقدمه للمواطن من أعمال خدمية ويبرز نشاطها في أكثر من مكان.

وفي نهاية المؤتمر، تم طرح بعض الأسئلة من قبل بعض الإعلاميين المتواجدين للتعرف على تفاصيل التحضير والأفكار التي لدى المنظمين، كان أهمها ما يلي:

لقد أكَّد الفنان مصطفى علي مشاركته في هذا الملتقى بعمل يتحدث عن العلاقة بين الغيوم والجبال، في مشهد غيمة ونافذة من حجر. وقد برَّر عدم وجود عدد أكبر من الفنانين السوريين للمشاركة بقوله: «سيعقب هذا الملتقى ملتقى آخر للفنانين السوريين. أما هذا الملتقى فتميزه هذه الصبغة الدولية، وهذا شديد الحيوية والأهمية لعكس سوية النحت السوري للعالم». وعن سبب تواجد عدد أكبر من الفنانين من مدينة كرارا الايطالية، أجاب علي: «تأتي أهمية كرارة من النحات العالمي مايكل أنجلو، فقد أصبحت بعده المكانَ الأشهر عالمياً للنحت، لذا ترى أن أغلب النحاتين العالمين لهم مشاغل فيها أو يعرضون فيها منحوتاتهم». وعن أسباب اختيارهم للأحجار التدمرية دون الرخام الايطالي، فيقول: «إن اختيارنا لهذا النوع من الحجر ذو دلالة تاريخية وحضارية وروحية، لما يعطيه من إحساس دافئ؛ إضافة لكون مباني تدمر التاريخية الأكثر أهمية قد بُنيت بهذا الحجر الذي استطاع الصمود لأكثر من ألفي عام». أما عن غلبة الأفكار التجريدية للفنانين المشاركين واحتمال أن تكون الطروحات هذه بعيدة عن ذائقة المتلقِّين، فيقول: «التجريد يتناسب مع الفكر العربي ومع فلسفتنا، وأنا أرى أن تذوق العمل الفني ليس بالضرورة عن إيجاد تفسير له، فالنحت لغة عالمية كما الموسيقى، وقد كانت دمشق مركزَ إشعاع حضاري تفاعل معها الآخرون، وبالمقابل يتوجب علينا أن نقبل الآخر بكل أنواع ثقافته».

وقد سألنا السيد نادر بعيرة عن دور المحافظة الثقافي الذي أخذ في الظهور جنباً إلى جنب مع الدور الخدماتي، فقال: «لقد بدأ دور المحافظة يأخذ حضوره بالتأكيد على الصعيد الثقافي إلى جانب دورها الأساسي في الخدمات العامة لوجود من يدعم بقوة هذه النشاطات وهذا الشيء الطبيعي. وقد بدأ هذا الدور يبرز الآن بشكل أكبر من خلال بعض الأنشطة الثقافية الجماهيرية كمشروع موسيقى على الطريق والمهرجانات المسرحية التشاركية. وضمن السياق ذاته، يأتي دعم محافظة دمشق لهذا النشاط (ملتقى النحت) الذي نقدم له الدعم المادي والمعنوي لإنجاحه». ويضيف بعيرة: «عندما تقدِّم المحافظة إمكانياتها في إقامة ودعم البنية التحتية الثقافية، فهذا يعني أنها تحمي بقية البنى التحتية الأخرى، فمثلاً دعوة المحافظة لنشاط في الحديقة العامة تكون بزيادة الوعي الفني والثقافي والجمالي، فمن خلال هذه النشاطات والمشاريع الثقافية، نكون قد استثمرنا في المكان الصحيح».

بعد المؤتمر، التقى «اكتشف سورية» الفنان لطفي الرمحين لنتعرف منه عن رأيه في الملتقى ومشاركته، فقال: «إن الملتقى ظاهرة صحية وحضارية يجب أن تُمارس وتتكرر في باقي الأمكنة في سورية، لأن هذا يراكم مخزوناً فنياً وثقافياً للأجيال القادمة. أما فكرة العمل الذي سأقوم به فهي لم تتبلور بعدُ، ولكنها ستكون باتجاه التجريد».

الجدير ذكره أنه ستجري بالتوازي مع الملتقى ورشاتُ نحتٍ للأطفال واليافعين، وكذلك العديد من البرامج الترفيهية الثقافية.

عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جانب من المؤتمر الصحفي

جانب من المؤتمر الصحفي

جانب من المؤتمر الصحفي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق