شربل روحانا يطرب جمهور مدينة حلب بأمسية لا تنسى

09 11

قلما تستثير أمسية موسيقية كل إحساسات المرء كما كانت الأمسية الموسيقية التي أداها العازف والمؤلف الموسيقي شربل روحانا مساء يوم السبت 7 تشرين الثاني 2009 على مسرح دار التربية في منطقة الفيلات في مدينة حلب.

شربل روحانا الذي اعتاد الكثيرون على لحيته التي قال عنها أنها «جزء أساسي منه»، تفاجؤوا بخروجه إلى المسرح حليق اللحية في بادرة كانت جديدة بالنسبة لمتابعي وعشاق هذا الفنان. وقد قدم الأستاذ روحانا المقطوعات الموسيقية بمشاركة كل من العازفين: عبود السعدي على آلة الباص، و والأستاذ أنطوان خليفة على آلة الكمان (وهو بالمناسبة أخو الموسيقار الأستاذ مارسيل خليفة)، إضافة إلى كل من السادة إيلي خوري على آلتي البزق والدف وخالد ياسين على الطبلة.

البداية كانت مع «همزة وصل» التأليف الموسيقي الجديد للأستاذ روحانا والذي قـُدّم للمرة الأولى للجمهور السوري، ومن ثم حيا الأستاذ روحانا الجمهور بأغنية «ع الروزانا» والتي شدد فيها على المقطع الذي يُذكر فيه اسم مدينة حلب، ليقدم بعدها «يا لالاه» و«غمز»، «الحلوة دي»، وأغنية «بدك تنساني»، و«بغيبتك نزل الشتي» وعدد من الأغاني والمقطوعات الموسيقية الأخرى ليختتم بعدها الأمسية بأغنية «عبّر عن فرحك بالعربي»، ومن ثم يعود ليختتم الأمسية من جديد ومرة ثانية بأغنية «لشو التغيير» نزولاً عند رغبة الجمهور.

ساعتان تقريبا من الموسيقى الجادة والراقية والمميزة قدمها الأستاذ روحانا وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي ملأ كامل الصالة والذي كان يردد معه كل الأغاني كلمة كلمة وحرفاً حرفاً الأمر الذي أسعد الأستاذ روحانا وساهم في جعل الأمسية لا تنسى لكل من حضرها.

جيل الشباب كان الحاضر الأكبر في أمسية السبت، إضافة إلى أشخاص من الجيل الذي عاصر الأستاذ روحانا وأحب موسيقاه وأغانيه، حيث يعلق الأستاذ شربل روحانا في تصريح خاص لـ «اكتشف سورية» حول هذا الموضوع بالقول: «كان الجمهور اليوم ـ كما هو الحال مع معظم حفلاتي السابقة ـ من جيل الشباب، وتحديداً من فئة معينة من جيل الشباب والتي ليست منتشرة كثيراً في الوطن العربي للأسف إلا أنها موجودة والحمد لله. أتمنى أن تزيد نسبة جيل الشباب هذه، الراغبة بالموسيقى الجادة والأصيلة الأمر الذي يمكن أن يتحقق بجهودنا وجهودكم وجهود الإعلام والمؤسسات التي تهتم بهذا النوع من الموسيقى».

وتابع الأستاذ روحانا معلقاً على ترويج القنوات الإعلامية لأنماط موسيقية معينة مختلفة (بأكثر من اتجاه وناحية) عن النمط الذي يقدمه: «إن روجت القنوات الإعلامية والخاصة بالموسيقى لنا ولما نقدمه من موسيقى وأعمال فهذا أمر جيد، وإن لم يحدث هذا الموضوع فما زلنا ماضين في طريقنا الفني رغم الصعوبات والتعب والعقبات. لقد أصبح السلاح الرئيسي اليوم في أي مجال - بما فيها الغناء والموسيقى ـ هو سلاح المادة أو المال. بالنسبة لي فأنا لا أملك الماديات أو المال الكافي للدفع للإذاعات أو الصحافة أو المحطات التلفزيونية للترويج لأعمالي، ولست في الوقت نفسه تابعاً لإحدى شركات الإنتاج الكبيرة الضخمة التي تروج للفنان بإمكانياتها الكبيرة وعلاقاتها الواسعة. هذا الأمر يعود في المقام الأول إلى خياراتي التي اتخذتها في بداية مسيرتي والتي علي تحمل مسؤوليتها على اعتبار أنه كان بإمكاني اتخاذ خيارات أخرى والتي كانت ستؤدي إلى سلوكي دروباً أخرى مختلفة عن هذا الدرب. ولكن ما يمكنني أن أقوله في هذا الصدد هو أنني مرتاح بخياراتي الحالية الأمر الذي عبرت عنه بعبارة كتبتها على غلاف ألبوم «خطيرة» وهي: إرضاء الناس محال، فاتجهت إلى إرضاء نفسي لعلني أرضيها. هذا ما أحاول تطبيقه اليوم ودائماً، وأتمنى أن تكبر هذه الحلقة من الجمهور وتتسع، وأن يتحدث الشباب مع بعضهم البعض عن حفلات وموسيقى شربل، وأن يطلبوا من بعضهم البعض الحضور إليها وإلى الحفلات الأخرى الخاصة بكل من يقدم هذا النمط من الفن».


الفنان شربل روحانا و«خلي الصوت يودي» في حلب

ويتابع الأستاذ روحانا حديثه الخاص لاكتشف سورية قائلاً بأن هذه الزيارة والأمسية قد تكون الأخيرة لرغبته في التركيز والتحضير لأعماله الموسيقية القادمة حيث يعبر عن هذا الموضوع بالقول: «زرت سورية كثيراً هذه الفترة وأنوي التركيز حالياً على التحضير لأعمالي الموسيقية القادمة. بالنسبة لي ولأنني أحترم الشعب السوري ولا أريد استغلال تعاطف الجمهور السوري معي وتقديره لأعمالي، فلن أقوم بإقامة أمسيات وحفلات موسيقية في سورية ضمن فترات قصيرة ومتقاربة جداً، بل أفضل أن آتي الجمهور السوري كزائر حاملاً لمشروع موسيقي وذلك على فترات متباعدة ومدروسة التوقيت».

أما عن هذه الأمسية وهذه الحفلة فقال: «هذه هي المرة الرابعة أو الخامسة التي آتي إلى مدينة حلب لإقامة أمسية موسيقية فيها بسبب الميزة التي يتمتع بها الجمهور السوري عموماً والحلبي خصوصاً وهي الخصوصية. ما أعنيه بكلمة الخصوصية هي العلاقة الجميلة والخاصة التي تربطني بأهالي حلب على اعتبار أنني أحس أثناء عزفي في الأمسيات الخاصة بمدينة حلب وكأنني أتوجه لكل لشخص لوحده وتنشأ ما بيني وبين الجمهور علاقة تجعلني أشعر وكأنني أعزف لكل شخص بمفرده». وختم بالقول أن العمل المستقبلي الذي سيصدره خلال الفترة القادمة هو ثنائي عود مع العازف إيلي خوري.

وقد كانت الأمسية من تنظيم موقع «أصدقاء شربل روحانا» (موقع «روحانا نت» www.rouhana.net) وقد حملت هذه البادرة عنوان: «خلي الصوت يودّي» حيث يقول الشاب ماهر حاج حسين صاحب المبادرة والموقع عن هذا الفكرة: «قدمنا خلال الفترة الماضية عدة حفلات لعدد من الفنانين من أصحاب الموسيقى والأغاني الجادة والمميزة مثل (مع حفظ الألقاب): خالد الهبر، أميمة الخليل، وغبرييل عبد النور، إضافة إلى أمسية سابقة للفنان شربل روحانا أقيمت العام الماضي. أما عن سبب تسمية المبادرة باسم "خلي الصوت يودي" فهو لأننا نريد إيصال هذا النمط من الفن لكل الناس من ناحية، ومن ناحية أخرى جعل من يعرفون هذا النمط من الفن قادرين على الاستماع إليه في حفلات موسيقية تجري في مدينة حلب، إضافة إلى رغبتنا في التعريف عن أنفسنا نحن منظمي الأمسية بأننا مجموعة من الشباب المتحمس الذي لا يبغي الربح المادي إنما ينشد أن يصل هذا النمط من الموسيقى لأكبر شريحة ممكنة من الناس. وسوف يكون هذا شعار عملنا وأمسيتانا القادمة بإذن الله».

تصفيق كبير وشديد امتد لمدة دقيقة أو يزيد من جمهور مقدر ومحب للفن الملتزم إلى فنان أحب أن يسلك الطريق الطويل إنما الجاد والمحترم لثقافة الفكر والإبداع في أمسية قلما نشهد مثلها في مدينة حلب.


حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جانب من حضور الأمسية

جانب من حضور الأمسية

الجمهور الحلبي يتابع الأمسية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

فادي:

مااجمله

سورية