الأرض من السماء في محيط قلعة حلب

13 10

للفنان الفوتوغرافي الفرنسي يان آرتوس برتران

انطلاقاً من ضرورة تحمل مسؤولية حماية الأرض من خلال التعرف على الجوانب البيئية والجمالية الموجودة في الطبيعة والعمل على حمايتها، تم افتتاح معرض المصور الفوتوغرافي الفرنسي يان آرتوس بيرتران تحت عنوان «الأرض من السماء» وذلك في محيط قلعة حلب.

ويعتبر هذا المشروع الذي قام به الفنان برتران منذ العام الماضي جزءاً من رسالة بيئية للدفاع عن الأرض والطبيعة، ويهدف إلى إعطاء العالم صورة حقيقية وشفافة عن سورية والترويج لاسمها كونها مهد الحضارة والأبجدية، كما يهدف إلى عكس جمالها وجذورها الضاربة في عمق التاريخ من خلال التقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمجموعة من المدن والمواقع السورية المهمة، ضمن مشروع «الأرض من السماء» الذي يعتبر جزءاً من رسالة بيئية للدفاع عن الأرض والطبيعة والذي انطلق العام الماضي بدعم من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 وبمساهمة من مركز الأعمال والمؤسسات السوري ومبادرة من مؤسسة «Sincerely Syria» المختصة من قبل مركز الأعمال والمؤسسات السوري SEBC منذ عام 2005، والتي قامت على جهود شابة عملت ضمن إطار برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحتضن من قبل مركز الأعمال والمؤسسات السوري، وبدعم ورعاية الأطراف الحكومية السورية كافة، والسفارة الفرنسية في دمشق، بالإضافة إلى الدعم المادي المقدم من مجموعة رعاة تجاريين سوريين.

وقد أقيم هذا المعرض في حلب بدعم من سيادة محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة، وبجهود تضافرت من مجلس مدينة حلب القديمة إلى العاملين كافة من إداريين ومهندسين في محافظة حلب. وستنظم ورشات عمل للأطفال من المدارس لزيارة هذا المعرض الذي سيستمر أشهراً عديدة.

هذا وقد حضر حفل الافتتاح السادة علي أحمد منصورة محافظ حلب، والسفير الفرنسي في سورية إيريك شوفالييه، وقائد شرطة المحافظة اللواء حسين وحّود، وبعض أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، والدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب، وعمار غزال مدير المدينة القديمة وبعض القناصل المعتمدين في محافظة حلب.

تقوم فكرة المشروع على التقاط مجموعة من الصور لأبرز الأماكن من قبل المصور برتران الذي قادته عدسته لتصوير الأرض كما يراها من السماء، وقد حوى المعرض صوراً عديدة من القياس الكبير لعدة دول وأماكن جميلة في العالم، هدفت إلى تسليط الضوء عليها للحفاظ على بيئتها النظيفة ضمن مشروع التنمية المستدامة الذي يعد خطوة متطورة في حياة البشرية، تكمن في احترام الإنسان والموارد الطبيعية لتحسين ظروف حياة كل سكان العالم.

ومن هذه اللقطات الجميلة لصور من العالم: صورة لسفينة جانحة في كازاخستان، صورة لتقويم الأخشاب على نهر الأمازون، غابة خريفية في منطقة شارلفوا- كندا، بالات القطن في ساحل العاج، حقل للريح القادمة من الشاطئ- الدانمارك، الدفيئات البلاستيكية قرب ألميريا- اسبانيا، السجاد في مراكش- المغرب، تفاصيل من قرية في ضواحي النيجر، هرم متحف اللوفر في باريس، تفاصيل بناء سكني في سان باولو- البرازيل، منجم فحم مفتوح قرب دلماس- إفريقيا الجنوبية، منازل مغمورة في جنوب داكا- بنغلاديش، كاسحة جليد في إقليم نونافورت- كندا، مكب نفايات مبوبوس – السنغال، تجفيف الأسماك في الريف في شمال بانكوك- تايلاند، قطاف الأناناس- ساحل العاج، شجرة أبنوس في جبل كاو غويانا الفرنسية، معبد الدير في بترا – الأردن، تفاصيل من نهر بيورسا- أيسلندا، نفايات مقلع للرخام بالقرب من راجستان – الهند، جبال جليدية تجاه أرض آديلي- القطب الجنوبي، وكروم كنطقة خيرييا في جزر الكاناري- إسبانيا.

ومن الصور الملتقطة لسورية: فسيفساء الجامع الأموي بدمشق، مقبرة الباب الصغير- دمشق، جني القطن على ضفاف الفرات- دير الزور، ووادي القبور- تدمر، وحلبية على ضفاف الفرات- دير الزور، مدينة جبلة، قلعة دمشق، معلولا، سبخة الجبول- حلب، مدينة حلب القديمة، قلعة حلب، وأشجار الزيتون في طرطوس، القلعة العربية في تدمر، وغيرها الكثير.

ولد المصور الفرنسي يان آرتوس برتران في عام 1946، وكرس حياته منذ عشرين عاماً للدفاع عن جمال الأرض، وحماية هذا الكوكب مما يلوثه ويسيء لجماله؛ وذلك من خلال مشروعه الهائل «الأرض من السماء» الذي يهدف إلى نشر الوعي للحفاظ على الأرض.

حلق يان فوق أكثر من مئة بلد من بلدان العالم، والتقط ما يزيد على 100000 صورة، وقد عبر عن مشروعه هذا بالقول : «إن كوكبنا جميل جداً، ولجماله رقة وردة تحتاج إلى العناية لكي تبقى نضرة، بينما يفسدها الإهمال، ولذا ينبغي أن نحافظ على هذا الجمال بكل إمكاناتنا»، كما قال: «إنني أحاول تقديم صوري بحيث تليق بإثارة العين والعقل معاً، ليفكرا ويشهدا ويصلا إلى النتائج التي تقولها الصور. إنني موجود ببساطة في متحف هو الأرض، وأقوم بتصوير أجمل لوحاته».

تعد الصور الجوية التي التقطها يان آرتوس برتران من طائرة عمودية (هليكوبتر) من ارتفاعات تتراوح بين 300 و3000 متر عن سطح الأرض حصيلة قيامه بمسح جيولوجي للأرض منذ عام 1990 مسجلاً بعدسته تنوع المشاهد الطبيعية وألوان الحياة، ومتتبعًا الاستغلال الحاصل على البيئة من قبل البشر.

ويعد معرض «الأرض من السماء» شهادة موثقة عن حالة الأرض من عدة زوايا يمكن أن تستخدم كواسطة تثقيفية تساعد الناس على الوصول إلى فهم أفضل للعالم والحفاظ عليه.

وقد نشر كتاب يان آرتوس برتران «الأرض من السماء» في عام 1999 وترجم إلى 24 لغة وأصبح واحداً من أكثر الكتب المصورة مبيعاً في العالم بعدد نسخ يتجاوز ثلاثة ملايين نسخة.

في نيسان الماضي تم اختيار يان آرتوس برتران سفيراً للنوايا الحسنة لبرامج البيئة في الأمم المتحدة لعام 2009، وقد رحب بذلك قائلاً: «أنا مسرور للانضمام إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تعبئة المواطنين، والحكومات والشركات لحماية البيئة، علينا أن نعمل هنا والآن لحماية هذا الكوكب وسكانه».


يان آرتوس برتران

ويعتبر يان آرتوس برتران أحد أهم مصوري العالم، وقد عرضت صوره في مئة مدينة من مدن العالم، وشاهدها الملايين من أبناء كوكبنا. وتتنقل معارض الصور بشكل دائم بين مدن العالم، وقد اختار المصور العالمي 136 صورة ، من بينها 16 صورة التقطها عندما حلق في سماء سورية في شهر تشرين الأول عام 2008، ليتم تقديمها في معرضه في سورية، الذي أقيم في مدينة دمشق ويقام الآن في حلب.

وكانت الخطوة الأولى باتجاه تحقيق معرض جديد من سلسلة «الأرض من السماء» هي تصوير بعض المواقع في سورية من السماء، بدعم من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 التي أمّنت مستلزمات التصوير والتحليق في سماء سورية وبمساهمة متميزة لمركز الأعمال والمؤسسات السوري وبمبادرة من سينسيرلي سيريا «Sincerely Syria».

نفذت المرحلة الأولى من المشروع - وهي تصوير سورية من السماء - في تشرين الأول 2008، بفضل جهود جهات تعنى وتهتم بالتعريف بحضارة وجمال سورية. أما المرحلة التالية فتشمل إقامة المعرض في مدينتين سوريتين، وقد أشار القائمون على هذا المشروع إلى الأهداف المرجوة التي تتضمن مشاركة صور من سورية في معارض «الأرض من السماء» التي يقيمها المصور الفرنسي يان برتران بشكل مستمر في مدن العالم، مما يسهم في التعريف ببلدنا سورية تاريخاً وحضارة وجمالاً. والمساهمة أيضاً في نشر وعي بيئي وجمالي، وخلق وعي عام لأهمية التنمية المستدامة، والنظر بشكل مختلف إلى أسلوب الحياة القائم على هدر طاقات ومصادر طبيعية، والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال برنامج عمل متكامل يبدأ مع الأطفال في المدارس السورية، وقد تم إعداد كتيبات تعليمية خاصة للأطفال ما بين سن 6 إلى 14 سنة، تعرفهم على أهمية الموارد البيئية وتأهلهم ليكونوا حريصين عليها. وكذلك نقل الرسالة المهمة التي يقوم المصور الفرنسي يان برتران بنقلها إلى العالم، بالإضافة إلى إيصال رسالة إلى هواة التصوير، توضح أهمية ثقافة الصورة، وما يمكن أن تحمل من مهام تعليمية لبيئات مختلفة.

يقوم المشروع في سورية على خطوات خمس وهي:
1- عملية التصوير التي قامت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بتأمين مستلزماتها، وذلك يعني انتشار الصور الملتقطة لسورية في كافة المعارض التي يقوم بها الفنان بشكل مستمر وعلى مدار العام وفي بلدان عدة.
2- المعرض الذي أقيم في مكان عام في مدينة دمشق لمدة ثلاثة أشهر، ليكون مكاناً يسهل على جميع الشرائح الوصول إليه والتمتع بما اختاره الفنان الفرنسي من لقطات تم تصويرها في بلدان عديدة. ويضم المعرض 136 صورة من أجمل ما قامت عدسة المصور الفرنسي بالتقاطه، والآن انتقل هذا المعرض الهام إلى مدينة حلب ليتسنى لأكبر عدد ممكن من المشاهدين الإطلاع عليه.
3- ورشات عمل ستقام في مدن سورية تهدف إلى الدعوة إلى المحافظة على البيئة، وعلى جمال وسلامة الأماكن التاريخية، بالتعاون مع مجموعة من المصورين السوريين.
4- العمل على متابعة الجوانب الجوهرية فيما يتعلق بنشر المفاهيم التي تحض على الحفاظ على جمال الطبيعة وسلامة البيئة وحماية الكنوز التاريخية في سورية.
5- تنظيم المزيد من عمليات التصوير الجوية، عن طريق المصور نفسه، للوصول إلى مجموعة متكاملة من اللقطات، تعرّف على النواحي البيئية والجمالية في بلدنا.

.


بيانكا ماضيّة - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من صور يان برتران

من صور يان برتران

من صور يان برتران

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق