«بريد جوي» من ألمانيا إلى دمشق

04 10

تتواصل في معهد غوته – المركز الثقافي الألماني بدمشق- الفعاليات الثقافية الاحتفالية بمناسبة مرور عشرين عاماً على انهيار جدار برلين وعودة الوحدة بين شطري ألمانيا وتأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وضمن هذه الفعاليات أقيم معرض للفنانة الألمانية أندريا غوبيش تحت عنوان «بريد جوي»، الذي تسعى من خلاله إلى تقديم تجربتها في فن الغرافيك إلى الجمهور من خلال تعاملها مع موضوع الأرقام والحروف بما يشبه لوحات الخط العربي.

وفي تقديمها لمعرضها تقول الفنانة الألمانية أندريا غوبيش: «من الجميل أن يكون معرضي هذا هنا في سورية، فحضارتها في الخط والحفر والأعمال الطباعية ليست بعيدة عن مواضيعي المنجزة في الأعمال لتي أقدمها لكم اليوم، أتمنى لهذه التجربة التي جهدت في التعب لأجلها أن تنال إعجاب الجميع ويشعروا بما حاولت تحميلها من بعد حضاري خاصة وأنها تعتمد على اللغة والحرف والأرقام».

وتضيف غوبيش عن سبب اختيارها للحروف والتقنية التي استخدمتها في العمل قائلة: «الحروف في اللغة هي شكل من أشكال الاختزال، وهي الأساس في توصيل الأفكار إلى الآخرين، وقد اعتمدت عليها بشكل أساسي في عملي نظراً لما تركت الحضارة العربية والإسلامية التي شاهدتها في أماكن عدة من العالم مثل إسبانيا والهند وفارس من أثر في نفسي، هذه الحضارة بخطوطها وأشكالها تركت أثراً عميقاً في نفسي لذا عملت على تجسيد هذه الخطوط والحروف من خلال تخصصي في فن الغرافيك، فقمت بتوظيف الألوان والأشكال والتكوينات كي تؤدي الغرض المطلوب منها وتوصل الفكرة التي أريدها وكانت بالفعل بريداً جوياً استطاع أن يوصل ما أريد في كافة صالات العرض التي ارتحل المعرض إليها»


لوحة حروفية للفنانة غوبيش

أما عن اللوحات التي تحوي أعمالاً غرافيكية ورموزاً رقمية فتقول غوبيش: «كل أعمال المعرض نفذتها بتقنية الغرافيك دون استثناء، وهذه الأعمال التي تحوي رموزاً ودلالات رقمية قد أتت بعد دراسة في الأرقام ودلالاتها وما تعنيه، وأتت نتيجة تأثرٍ بهذا العلم الذي استقطبني بالفعل، فقمت بأخذ هذه الرموز الرقمية والعمل عليها وتحويرها لتخرج بالشكل الذي أوحيت إلي به، أو بالشكل الذي رسمته لها في مخيلتي، فكانت مجموعة من اللوحات التي بدت فيها الرقميات هي الأساس في اللوحة».

وفي تصريح خصت به الفنانة أندريا غوبيش «اكتشف سورية»، تحدثت الفنانة الألمانية عن سبب قدومها لإقامة معرض في سورية قائلة: «وجهت لي الدعوة من قبل المركز الثقافي الألماني هنا بدمشق كي أقيم معرضي ضمن صالته، وأنا لبيت الدعوة بكل سرور كوني أعرف جزءاً من تاريخ هذا البلد وتاريخ سكانه وكنت على احتكاك مع حضارات قريبة من حيث التكوين والمفاهيم والعادات من سورية، لكن عندما وصلت هنا وجدت أشياء كثيرة مختلفة، فالناس أطيب مما توقعت ومعظمهم يتواصل بحميمية مع الأجانب والسياح، كما أني من خلال المعرض اليوم اكتشفت مقدار اهتمام السوريين بالفن التشكيلي ومن خلال ما طرحوه من أسئلة اكتشفت مدى الثقافة التي يتمتع بها هؤلاء الناس، مما يشجعني على الاستمرار في إقامة المعارض في سورية».


من أجواء المعرض

بدوره تحدث الصحفي عمر قدسي أحد زوار المعرض عن انطباعاته قائلاً: «هذه التجربة التي اعتمدت تقنية الغرافيك وتعاطت مع الحروف والأرقام كمواضيع هي تجربة تستحق التوقف عندها نظراً لما تحويه من تقنية عالية في التنفيذ، وخلفية تكشف عن خيالٍ خصب وثري وراء هذه الأعمال، هذا بالإضافة إلى كم الاطلاع الحضاري والثقافي الذي تتميز به اللوحة المنجزة لدى الفنانة، مما يؤكد معرفتها بثقافات وحضارات الشعوب في منطقة حوض المتوسط من خلال طريقة تعاطيها مع الحرف والرقم واللون».

من الجدير بالذكر أن الفنانة الألمانية أندريا غوبيش درست الرسم والغرافيك في مدينة دريسدن وتعيش حالياً في برلين، ويستمر معرضها هذا حتى 8 تشرين الأول 2009 في صالة معهد غوته بدمشق.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنانة الألمانية أندريا غوبيش في معرض بريد جوي

من أعمال الفنانة الألمانية أندريا غوبيش في معرض بريد جوي

من أعمال الفنانة الألمانية أندريا غوبيش في معرض بريد جوي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

رباب :

زى الفل محدش يقدر يقول حاجة

مصر

مصر