الفنان الألماني ذو الأصول السورية رابي جرجس يستعرض حدائق باردة في معهد غوته بدمشق

22 كانون الثاني 2011

شهدت صالة معهد غوته عرض «حدائق باردة» - تجهيز فراغي وصور ضوئية - للفنان الألماني ذوالأصول السوريةرابي جرجس وذلك من يوم الاثنين 17 كانون الثاني 2011، حيث قدم الفنان رابي جرجس عرض فن أدائي في يوم الافتتاح.

تخطى رابي جرجس في عمله الإيحائي هذا،حدود تفكير الرجل عابراً إلى عالم المرأة الاجتماعي، عبر تجسيده الحقيقي للعلاقات الاجتماعية التي هي موضوع أعماله، واكتشافه لجماليات اختار لها مؤشرات معينة مثل الملح والحرير والحبر الأسود أو حتى سكاكين فولاذية. كما استطاع رابي جرجس عبر الشعائر التقليدية والطقوس التي ابتكرها في عرضه الربط بين هذين العالمين مستخدماً لذلك بعض الرموز مثل رقص الدراويش (الميلوية) وشعائر الزفاف وغيرها, فعبر الفنان جرجس من خلال عمله «حدائق باردة» عن أفكاره التي تتعلق بتساؤلاته الذاتية حول الهوية الفردية لكلا الجنسين من الشرق والغرب، تساؤلات تطرح نفسها دائماً عند لقاء ثقافتين مختلفتين.

وعرض الفنان عدد من الصور الضوئية المعبرة عن قسوة ما تعانيه بعض نساء الشرق من خلال السواد الملتف حول أجسادهن والحدود التي رسمها الآخر لطريقة رؤيتهن للعالم، ليكرس في عمله الفراغي هذه المقولة بإنجازه لتجهيز فراغي اعتمد فيه على السكين كدلالة رمزية على عنف مرتقب يسير جنباً إلى جنب مع خطوات أنثوية مرتبكة ما بين حد السكين وأنصالها المشرعة في وجهها أينما حلت.


من معرض الفنان رابي جرجس

وفي لقاء «اكتشف سورية» مع الفنان رابي جرجس يقول: «انطلقت من وسط المكان مقتبساً من جزء من الحياة الاجتماعية التي عايشتها، فكانت مادتي الفنية أكثر صدقاً والتصاقاً بالواقع الاجتماعية الذي تعيشه المرأة والرجل في آن معاً، مستخدماً بعض الرموز التي تدل على البرودة والحرارة في حياتنا الاجتماعية، ففي عملي الأدائي "حدائق باردة" بدأت بتهليلة نسائية شعبية وهي "الزغروته" التي تطلقها النساء في الأفراح وبعض المناسبات الحزينة، كما استعنت بشعر نسائي طويل عملت على قصه بشكل عشوائي أثناء رقصي الشرقي الذي قمت به داخل تجهيز فراغي من السكاكين، حيث تتصاعد وتيرة الرقص الحذر من حد السكاكين الموجودة داخل التجهيز وفي هذا الأداء أعبر عن العنف الذي يطال المرأة في مجتمعاتنا الشرقية، وفي الأداء الثاني قمت بالاستعانة بزي الميلوية والذي كُتبت عليه بعض كلمات الحب بالحبر الأسود،وأثناء عملية الدوران التي قمت بها عملت على سكب حبر أسود من جرة محمولة، وهذا ما أدى إلى صبغ زي الميلوية باللون الأسود، لتضيع كلمات الحب في سواد متطاير على الجمهور». ويضيف الفنان جرجس: «أقدم بجسدي محاكاةٍ لحياة المرأة والرجل معاً. برموز تتقارب من بعضها ولكنها بعيدة عن التمازج، لمادة الأرزّ كدلالة على ارتباطها بعالم المرأة والسكين كأداة قتل في حياة الرجل».

ووفقاً لبرنامج الفنان جرجس سيقدم عرضاً آخر في حلب تحت مُسمى «حدائق ساخنة»، وعن الاختلاف في تسمية عرضه الأدائي ما بين دمشق وحلب يوضح الفنان رابي جرجس: «ليست الأهمية في اسم المعرض أو الفن الأدائي الذي أقوم به، بل الأهمية تأتي بتحريض المتلقي على الاستنتاج والتفكير، فهنالك البعض ممن تابع عرض "حدائق باردة" في دمشق قد شعر بحرارة داخلية كنتيجة لتفكير شخصي حول طبيعة الرموز التي استخدمتها، ومن المحتمل أن يكون عرض "حدائق ساخنة" في حلب عرضاً ذا رموز باردة بالنسبة للبعض».


من معرض رابي جرجس

وعن اطلاعه على حركة الفن المعاصر في دمشق ومقارنتها بالحركة الموجودة في أوروبا يتابع الفنان جرجس: «شعبياً مفهوم الفن المعاصر في أوروبا إلى الآن يلفه نوع من الضبابية عند الكثير من أفراد الشعب الأوروبي، فهذا الفن معروف أكثر عند الفنانين والمهتمين في أوروبا، وإلى الآن هنالك الكثير من عموم الشعب الأوروبي يتساءل حول ماهية هذا الفن ودوافعه الفنية، أما عن سؤالك حول حركة الفن المعاصر في دمشق فقد تعرفت على بعض الفنانين المهتمين بهذا النوع من الفنون».

المعرض سيستمر لغاية 10 شباط 2011 في صالة معهد غوته بدمشق، كما سيقدم الفنان عرضاً مغايراً في مدينة حلب تحت عنوان «حدائق ساخنة» اعتباراً من يوم الثلاثاء 1 حتى 28 شباط 2011، الساعة السادسة مساءً، في معهد غوته حلب, مدرسة الشيباني، وسيقدم الفنان في يوم الافتتاح عروض الفن الأدائي.

تجدر الإشارة إلى أن الفنان الألماني ذي الأصول السورية رابي جرجس قد أنهى دراسته في جامعة برلين للفنون عام 2009 كطالب متميز لدى فنانة تعتبر من أهم الفنانات الألمانيات المعاصرات ربيكا هورن.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض الفنان رابي جرجس في معهد غوته بدمشق

من معرض الفنان رابي جرجس في معهد غوته بدمشق

من معرض الفنان رابي جرجس في معهد غوته بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق