اليابان في حلب

2009/12/09

يوم طويل في رحاب جامعة حلب

اليابان -أو إمبراطورية الشمس كما كانت تدعى- دولة ذات سحر خاص بها. فمنذ أن كنا صغاراً، كنا مفتونين بأفلام الرسوم المتحركة اليابانية، ولطالما بهرتنا العادات والتقاليد اليابانية القائمة على الاحترام والتقدير والتبجيل. إضافة إلى التجربة الاقتصادية اليابانية نفسها التي تشكل النهضة التي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية للتحول اليابان من دولة مدمرة إلى ثاني أكبر اقتصاديات العالم وأكثره تقدماً.

انطلاقاً من ذلك، وتعريفاً بالثقافة والحضارة اليابانيتين المتميزتين، أقام مركز اليابان مساء يوم الخميس 3 أيلول 2009 فعاليات «مهرجان اليابان» في جامعة حلب، وذلك ضمن «مركز اليابان للتعاون الأكاديمي» وللسنة السابعة على التوالي، متضمنً عروضاً للأوجه المتعددة التي تزخر بها الحياة اليابانية.


عرض للوسائط المتعددة وأقراص الموسيقى اليابانية

تعريفاً بالمهرجان، يقول الدكتور أحمد منصور -الأستاذ في جامعة حلب ونائب رئيس «مركز اليابان للتعاون الأكاديمي»- عن المهرجان: «تمت إقامة المهرجان للمرة الأولى في العام 2002، بهدف تعريف الشعب السوري عموماً، والحلبي خصوصاً، بالجوانب الثقافية والاجتماعية الخاصة باليابان والتي جعلت منها ما هي عليه».

أما عن سبب اختيار هذه الفترة للمهرجان، فيقول الدكتور منصور: «كما هو معلوم، فإن المركز يقدم عدداً من الخدمات الخاصة بالطلاب الجامعيين، إضافة إلى دورات تعلم اللغة اليابانية والتي تبدأ كلها تقريباً مع بداية العام الدراسي الجامعي. كان الهدف من وضع المهرجان في هذا التاريخ لكي يتمكن الطلاب من الاطلاع على الثقافة اليابانية من جهة، والقدرة على التسجيل ضمن الفترة الخاصة بالتسجيل بدون فوات ذلك الموضوع عليهم من جهة ثانية». ويضيف بأن المهرجان بدأ يستقطب العديد من الشباب وبدأ ينعكس بالتالي على عدد المستفيدين من الدورات والخدمات التي يقدمها المركز. وفي السياق ذاته، يتابع «في العادة يكون عدد طلاب الشعبة الدراسية في دورات تعلم اللغة اليابانية 25 طالباً كحد أقصى. ومع الطلب المتزايد والتسجيل من الطلاب، أصبح العدد يزيد عن الخمسين أو الستين طالباً ما يجعلنا نفتتح أكثر من شعبة دراسية رغبة منا في استيعاب كامل عدد الطلاب». ويبين الدكتور منصور أن نسبة عدد المهتمين باللغة اليابانية إلى عدد السكان في سورية تعتبر الأعلى على مستوى الشرق الأوسط وذلك مقارنة بدول المنطقة المجاورة.


عرض لفنون القتال والدفاع عن النفس

أما عن خدمات المركز، فيذكر الدكتور منصور: «يقدم المركز عدداً من الخدمات، منها: معلومات كاملة عن اليابان كطبيعة وشعب وثقافة وديانة، مساعدة الطلاب اليابانيين القادمين للدراسة في سورية ليكون بمثابة نقطة بدء لهم للانطلاق تجاه المجتمع السوري. من هؤلاء، نستقبل طلاب الدراسات العليا أيضا اللذين يريدون إتمام أطروحات تتعلق بالتاريخ السوري أو العربي أو الإسلامي، وبالمقابل تنظيم الدورات وتسهيل عمليات الحصول على المنح التي تقدمها دولة اليابان لمتعلمي اللغة اليابانية من السوريين».

وعلى مدار أربع ساعات، توزعت الأنشطة التي تتعلق بالثقافة اليابانية ضمن قاعات المركز، بطريقة تحفز المتواجدين على المشاركة فيها بحيث يتم توزيع هدايا رمزية (مراوح يدوية صغيرة) للذين اطلعوا على كافة النشاطات التي تمت، مع وضع توقيت العرض بشكل يضمن أن يتمكن الجميع من التجوال فيها بشكل كامل. وقد تم عرض العديد من الجوانب الثقافية، منها على سبيل المثال: فن الخط الياباني، وفن تنسيق الزهور الياباني، والرسوم المتحركة اليابانية، والغناء الياباني، والأزياء التقليدية اليابانية، والمحسب الياباني، والقتال اليدوي الياباني والدفاع عن النفس، وفن الطائرات الورقية اليابانية.


عرض للكتابة اليابانية

يقول محمد بهايا -أحد زوار المعرض-: «تعبر هذه المراوح عن مكون ثقافي لدولة اليابان، ورغم بساطتها لكنها تقدم وسيلة مفيدة للتعرف بثقافة هذا البلد». ويحدثنا عن الطريقة اللطيفة التي قدمها المهرجان، حيث تم في البداية تم في البداية توزيع ورقة عليها القاعات والأنشطة الموجودة، ليحصل الزائر على ختم من كل نشاط حضره أو قاعة شارك فيها، ومن ثم حالما يتجمع لدى الزائر عدد محدد من الأختام فإنه يحصل على هذه الهدية الرمزية.

وعن دراسته للغة اليابانية التي يتعملها منذ حوالي العامين، يحدثنا محمد «إن اللغة اليابانية لغة مميزة ومختلفة عن اللغات الأخرى خصوصاً الأوروبية. كان تعلمها صعباً بالنسبة لي في البداية، إنما استطعت الاعتياد على هذا الموضوع ومع الأيام بدأت بالاستمتاع بها واعتبارها أسهل وأسهل».

إنها إمبراطورية الشمس، تلك الإمبراطورية التي لطالما فـُتن العالم بها من مشرقه إلى مغربه، ولطالما كانت موضوع دراسة العديد من الباحثين الذين رغبوا بمعرفة سر هذا الشعب وقدرته الفائقة على التطور والتقدم مع المحافظة على ثقافته وعاداته وتقاليده في نفس الوقت. لقد كانت فعاليات هذا اليوم الطويل بمثابة النافذة التي أتاحت الفرصة لكثيرين للاقتراب أكثر من هذه الثقافة، والاطلاع عليها بشكل أقرب، والإعجاب بها، والتعلق بها أكثر وأكثر.


.

حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

طلاب وطالبات جامعة حلب باللباس الياباني التقليدي في حفل افتتاح المهرجان

من مهرجان اليابان في جامعة حلب

لباس ياباني تقليدي في جامعة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق