زكي سلام في معرض ذكريات من نحاس

23 07

بمناسبة احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، أقام الفنان زكي سلام معرضاً بعنوان «ذكريات من نحاس» في صالة بيت الرؤى، ويعرض من خلاله مجموعته الخاصة من الأواني والأدوات النحاسية المستعملة قديماً والتي تشكل جزءاً من ثقافة وتراث المنطقة في مرحلة سابقة وحتى الفترات الأخيرة من القرن العشرين.

بدوره «اكتشف سورية» زار المعرض والتقى الفنان زكي سلام للحديث عن مجموعته النحاسية ومعرضه المقام، وعنه يقول الفنان سلام: «هذا المعرض هو تجربة مختلفة بالنسبة لي لأنه أعطاني الفرصة كي أعرض جزءاً من مجموعتي الشخصية التي تحوي هذه الأواني النحاسية والتي جمعتها بجهد ذاتي على مدى ثلاثين عاماً، واليوم أقوم بعرضها بمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية خاصة وأننا - نحن الفلسطينيين - نعتمد على الذاكرة في كل تفاصيل حياتنا، الذاكرة المربوطة دائماً بالوطن والأرض، هذه الأدوات المعروضة اليوم تثير مسائل لها علاقة بالذاكرة الشخصية الفردية والذاكرة الجماعية أيضاً، لذا قمت بعرضها بعد كل هذه المدة التي قضيتها في جمعها، وعرضتها في هذه الفترة بشكل قصدي لأن القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام وتغيب عنها معظم الفعاليات والنشاطات لأسباب سياسية».

ويتابع سلام حديثه إلى اكتشف سورية مبيناً الغاية من جمع الأدوات النحاسية فيقول: «لم يكن الهدف اقتناء كل هذه المجموعة بشكل كامل خاصة عندما بدأت بهذه الهواية قبل ثلاثين عاماً، لكن الهدف كان التعرف على المهنة بما فيها من زخرفة وتداخل ثقافي في المنطقة بين الزخارف العثمانية والفارسية والعربية، والتي تصب كلها في خانة الفن الإسلامي المقبول من كافة شعوب المنطقة، كما أن هذه الأدوات المعروضة اليوم تثير الذاكرة المرتبطة بالمكان والزمان أيضاً، ومن المعروف أننا كعرب شعب متعلق بذاكرته كثيراً ويحن دائماً إلى الماضي حتى أننا دائماً نسميه الزمن الجميل».


من معروضات ذكريات النحاس في صالة بيت الرؤى

وفي سؤال عن سبب اختياره النحاسيات لا غيرها للعرض في معرضه؟ يجيب سلام: «كانت العروس سابقاً تحتفظ بثلاثة أشياء من مقتنيات عرسها هي الذهب والسجادة والنحاس، لذا كان النحاس دليل ترف وغنى تتباهى به النساء وتتفاخر باقتنائه في المنزل، فهو مرتبط بذاكرتنا الشعبية من خلال الجدات والأمهات، كما تستقطبني هذه الحرفة لأنها تحوي شيئاً كبيراً من جماليات وخصوصيات الفن التطبيقي، فرغم أنها مهنة إلا أنها تحوي الكثير من روح الفن في ثناياها».

أما كيف جمع هذه المجموعة، ومن أي الأماكن؟ فيقول سلام: «لقد جمعت هذه المجموعة بجهد شخصي، وهي تحوي الكثير من الأشياء النادرة، جلبت معظمها من أسواق مدينة دمشق، لكنها ليست مصنوعة كلها في دمشق، إنما قادمة إلى دمشق من دول الجوار ومن الحضارات المجاورة أيضاً».

وتضم المعروضات بعض المجموعات المميزة التي لا زالت تحوي قطعها بشكل كامل مثل الكؤوس والطاسات وغيرها، وعن هذا يقول الفنان زكي سلام: «هذه المجموعات مميزة بالفعل ونادرة فمنها على سبيل المثال مجموعة من سكريات الأعراس أغلبها موثقة بأسماء العريس والعروس وتاريخ الزواج، كما يوجد لدي مجموعة كبيرة من طاسات الشرب التي كان يستخدمها القادمون من الحج لسقاية ماء زمزم للناس، وتحوي المجموعة أيضاً مجموعة من طاسات الحمام التي كانت تستخدم في حمامات السوق العامة، وكل هذه المجموعات كاملة لم ينقص منها أي قطعة وبأغلبها مزخرفة ومزينة».

أما عن نظرته كفنان إلى القيمة الجمالية التي تحويها مثل هذه المجموعة، فيقول الفنان زكي سلام: «حرفة النحاس هي بالفعل فن تطبيقي يقدم أشياء استعمالية، وبالأصل يجب أن يؤدي الشيء وظيفة استعمالية، والإنسان قدم هذه الإضافات في مسيرته المدنية التي تعبر عن ارتقاء الذائقة الجمالية لديه، فأضاف الزخرفات والرسوم التي تخدم الفن والقيم الجمالية بشكل أساسي، كما أن هذه الأدوات تظهر الاختلاف بين حضارات شعوب المنطقة من فارسية وعثمانية وعربية لكنها تظهر أيضاً وحدة الإطار الإسلامي لهذه الحضارات من خلال أساليب الزخرفة المتبعة».

الفنان زكي سلام في سطور:
- مواليد 1958.
- إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، 1984.
- دبلوم دراسات عليا، 2000.
- في رصيده مجموعة من المعارض التي انتقلت بين دمشق وإيطاليا، وهو اليوم يملك صالة بيت الرؤى.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض ذكريات من نحاس

من معرض ذكريات من نحاس

من معرض ذكريات من نحاس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق