التشكيليون العراقيون في سورية
سيف الكيلاني لـ «اكتشف سورية»: «لا يوجد تمايزات بين الفنانين العراقيين والسوريين»

23/تشرين الثاني/2009

لم يرض أن يكون لاجئاً فقط، فغلبه هواه الفني ودفعه للانخراط في الحركة التشكيلية القائمة في سورية، ليكون واحداً منها رغم أنه لم يقض مدة تزيد على ثلاثة أشهر في دمشق، وهاهو اليوم يقدم معرضه الأول في سورية. الفنان التشكيلي العراقي سيف الكيلاني وتحت عنوان «الطبيعة والإنسان» افتتح معرضه في غاليري بيت الرؤى وسط حضور لافت من السوريين والعراقيين.

«اكتشف سورية» زار المعرض والتقى الكيلاني الذي تحدث بدايةً معرفاً بمعرضه: «لقد قررت أن أعنون هذا المعرض بالطبيعة والإنسان انطلاقاً مما تعالجه مجموعة الأعمال المقدمة فيه، وهي بمعظمها تحاول أن تقدم للعلاقة بين الإنسان والطبيعة المحيطة به، وحالة التأثير المتبادل بينهما لذا قدمت فيه مجموعة من أعمال البورتريه والمناظر الطبيعية، والتي عالجت في بعضها التأثيرات التي تركتها الحضارة الإنسانية على الطبيعة بكافة مكوناتها».

وعن توجهه نحو الطبيعة ومحاولة معالجة الأثر الإنساني فيها وأثرها في الإنسان يقول الكيلاني في حديثه لـ «اكتشف سورية»: «الطبيعة المحيطة بنا هي حافز لكل عمل إبداعي، فحتى الاختراعات التي قدمها الإنسان يوجد لها مشابهات في الطبيعة، ومن هنا قدمت لوحات فيها بورتريه وشخوص من مؤثرات وأشكال مختلفة إلى جانب لوحات تمثل الطبيعة ولا تنسخها، إنما تعمل على تقديمها بأسلوب يعبر عني وعن ما أريد قوله من خلالها، خاصة وأني حاولت التأكيد على أهمية الحفاظ على الطبيعة من التشوه الذي تلحقه بها بعض أشكال الحضارة الإنسانية المتوحشة، ومن هنا ركزت على رسم الطبيعة بألوان أكثر زهواً وبهجة وأكثر فرحاً علي أعوض ما ينقص واقعنا».

ويستخدم الكيلاني في أعماله أساليب معينة يزاوج فيها بين ما بعد الانطباعية والتجريد أحياناً والتعبيرية أحياناً أخرى، وهو يرى هذا طبيعياً قياساً بالمراحل التي مرت بها تجربته التشكيلية: «بدايةً تأثرت حياتي الفنية بالتعبيرية بشكل كبير وهذا يتضح من خلال أعمالي الأولى ثم تأثرت بعدها بالانطباعية وتطورها فيما بعد الانطباعية، ولكني لا أنكر أن التحديد ضمن مدرسة أو أسلوب يظلم التجارب الفنية أحياناً فالحالة الشعورية هي التي تتحكم بالمنتج الفني، وضمن لوحات المعرض المقدمة اليوم يوجد لوحات فيها كثير من التجريد إضافة لما ذكرت من أعمال، وأنا أسعى لتقديم عمل فيه تعدد بالأساليب لأن هذا يعطي غنىً للتجربة من وجهة نظري».

تعدد الأساليب والمدارس الفنية يجيره الكيلاني إلى تعدد في التقنيات التي ينجز من خلالها اللوحة وهنا يقول: «رغم ولعي بالألوان المائية إلا أني في هذا المعرض حاولت أن أوازي تعدد الأساليب مع تعدد في استخدام الخامات المستخدمة لإنجاز العمل الفني، لذا استخدمت في نفس اللوحة مثلاً ألوان الباستيل والمائي أو الباستيل والزيتي إضافة لعدد من الأعمال المنجزة بالحبر الصيني كما أن بعض الأعمال لم تخل من كولاج في تنفيذها».

لم يمضِ على وصول الكيلاني إلى سورية سوى ثلاثة أشهر، أما عائلته فهي مقيمة في دمشق منذ ثلاث سنوات، وقد انخرط في الوسط التشكيلي السوري وأقام معرضه الأول في دمشق وعن هذا يقول: «لا أريد أن أكون لاجئاً فقط في سورية، أريد أن أكون فاعلاً أيضاً، فسورية تحتضن جميع العراقيين وهي الملجأ الحقيقي لهم في حين يغلق غيرها أبوابه في وجهنا، لذا بعد قدومي بفترة وجيزة حاولت التعرف على أصحاب الصالات وعلى الفنانين التشكيليين السوريين الذين ساعدوني في إقامة معرضي هذا وبادروا نحوي دائماً بالطيبة».

لا يرى الكيلاني فوارق بين الوسط التشكيلي العراقي والوسط التشكيلي السوري حيث يقول عن ذلك: «لا يوجد فوارق أو تمايزات كبيرة تذكر بين الفنانين السوريين والعراقيين، ناهيك عن الأسلوب الخاص لكل فنان في التعبير من خلال عمله، وربما لعب القرب الجغرافي والنفسي والتاريخي المشترك دوراً في عدم وجود فوارق تذكر كما لعب تشابه المجتمع والمنبت بين الفنانين دوراً في عدم وجود اختلافات أو تضاد بين الوسطين».

سيف الكيلاني في سطور:
- من مواليد بغداد، 1945.
- بكالوريوس في الهندسة المدنية.
- متفرغ للعمل الفني.
- له عدد من المعارض الفردية والمشتركة داخل العراق وخارجه، وهذا معرضه الأول في سورية.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك