افتتاح معرض الفنان الإسباني داريو باسو

13 07

البحث عن اللقاء بين الحضارة العربية والإسبانية

«أكريليك/خيمة» هذه الثنائية التي يرتكز عليها معرض الفنان الإسباني داريو باسو المقام في خان أسعد باشا والمستمر حتى 20 آب القادم تحت عنوان «الأرقام تتكلم».

يستند باسو في أعماله المعروضة إلى علم الجبر الذي أسس له العالم العربي الخوارزمي، ومن هذا العلم الذي يشخصه في رموز وأرقام على أقمشة خيمٍ جلبها معه من القاهرة، يحاول أن يجد نقاط التلاقي بين الفنون والعلوم، وبين الحضارة الإسبانية والحضارة العربية والإسلامية التي حكمت إسبانيا ما يقارب ثمانية قرون.

عن هذا المعرض والأعمال المنجزة فيه يتحدث باسو إلى «اكتشف سورية»، فيقول: «بعد أن أنهيت دراستي للفنون الجميلة في إسبانيا عام 1986 توجهت إلى المغرب لأبدأ بعملية البحث عن نقاط التلاقي بين الحضارة الإسبانية والحضارة العربية الإسلامية، وحاولت التعمق في الجانب الفني لنقاط التلاقي هذه، وما أقدمه اليوم في معرضي هذا هو حصيلة عمل وتجربة قاربت خمس وعشرون عاماً من الدراسة والعمل البحثي، استطعت من خلالها أن أطلع على الثقافة العربية وأتعرف على تفاصيل كثيرة كنت أجهلها فيها، مما ساعد على تراكم تجربتي في مجال الفن التشكيلي والتي تستند إلى العلاقة مع عدة علوم أخرى أهمها علم الجبر».

وعن العلاقة بين العلوم التي تستند إليها أعمال داريو باسو يضيف قائلاً: «أثناء بحثي عما أسميه نقاط التلاقي بين حضارتين، وجدتها من خلال ما قدمه عالم الرياضيات العربي الخوارزمي، بالذات في إنجازاته التي قدمها في علم الجبر والتي تستند إلى علم الأرقام الهندية والإغريقية، وقد طورها الخوارزمي بدوره وانتقلت بعدها إلى أوروبا، من هنا وجدت هذا العلم الذي ساهمت فيه عدة حضارات، إذ تشكلت إرهاصاته الأولى على أيدي الهنود ثم الإغريق وتبلور بشكله النهائي عند الخوارزمي ليأخذه الأوربيون، هذا العلم هو الذي دفعني بما فيه لأستلهمه في تجربتي الفنية هذه».

أما عن التقنيات والمواد المستخدمة في أعماله فيقول داريو باسو: «من خلال بحثي وعملي تعرفت على أقمشة الخيام القاهرية التي أغوتني كمساحة حرة وواسعة لأبدأ عملي عليها، خاصةً وأنها تحوي أشكالاً هندسية وزخارف نباتية بنفس شرقي مطبوعة عليها، إضافةً إلى الأرقام والرموز التي تتخللها، وبما أنني أحد الفنانين التجريديين ولدي ميل كبير لإنجاز أعمالي ضمن الإطار التجريدي، فقد بدأت بالفعل في تنفيذ مشروعي على هذه الأقمشة وأضفت إليها ألوان الأكريليك لأجسد ما تخللني من هواجس في عملية بحثي الممتدة على مدى 25 سنة زرت فيها معظم العواصم العربية وقرأت فيها الكثير من الدراسات عن الشرق وعلومه وثقافته وشعوبه».


من أجواء معرض داريو باسو
في خان أسعد باشا بدمشق

بدورها تحدثت منسقة النشاطات الثقافية في المركز الثقافي الإسباني فيروز مراد عن المعرض قائلة: «أعتقد أن هذا المعرض شكل من أشكال التواصل الثقافي بين الحضارات والشعوب من خلال ما يقدمه من أعمال قام داريو باسو بإنجازها معتمداً على علم الجبر الذي أسسه الخوارزمي، ومستخدماً أقمشة الخيام القاهرية، فكل هذا التنوع الثقافي نراه في معرض واحد استطاع باسو أن ينجزه من خلال دراسة متعمقة للحضارة العربية والإسلامية، هذا إضافة إلى دراسته الأكاديمية في مجال الفنون التشكيلية، لذا أعتقد أن معرض اليوم هو محطة مهمة في طريق التلاقي بين الشعوب، وإذا كان داريو باسو يبحث عن نقاط التلاقي بين الحضارات فإني أرى أنه وجد هذه النقاط وكان خير معبرٍ عنها».

وفي تقديمه للمعرض يقول ميغل إنخل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني: «الأرقام تتكلم تجربة فنية ولدت من مفاهيم تجعل من الفن لغة كونية وتعبيراً عن السلام والتفاهم والإبداعية، أشكالها الهندسية تدعونا إلى البحث عن جمال المادة والتجربة بطريقة الترتيب المجرد لتجربة الفوضى، وباسو يطور خطاباً حيوياً، بعيداً عن المواقف الوصفية والتوضيحية، و يغوص في تشابك العلاقة التجريبية بين المادة والثقافة واستغلال مصادرها التشكيلية وخلق لغة جديدة ونظام جديد».

بدورها قالت مديرة المركز الثقافي الإسباني في دمشق كارمن كافاريل سيرا: «داريو باسو هو أحد أبرز مبدعي جيله، وظل محافظاً على هذه العملية الحرفية والصميمية في فن الرسم منهمكاً في اللوحات، مغذياً رسوماته برموز وأشكال هندسية يتكون الكثير منها من مواد وألوان ذات صلة بالقوانين الكونية لعلم الكونيات».


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

معرض التشكيلي الإسباني داريو باسو

معرض التشكيلي الإسباني داريو باسو

معرض التشكيلي الإسباني داريو باسو

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق