عدنان عزام يحاضر في الثقافي السوري بباريس
17 06
المحاضرة تعرض النتائج السلبية للنموذج الغربي على بقية الأمم
ألقى الرحالة السوري عدنان عزام أمس 16-6- 2009 محاضرة بعنوان «الشرق و الغرب» في المركز الثقافي العربي السوري في باريس، عرض فيها النتائج السلبية الناتجة عن بسط النموذج الغربي على بقية الأمم، وخاصة الشرقية منها في النواحي الفكرية والثقافية والاجتماعية. وكيف يساعد الإنسان الشرقي على طغيان هذا النموذج (بوعي أو دون وعي)، حيث استشهد عزام بكتاب المفكر العربي إدوارد سعيد «الاستشراق».
وقدم عزام مشاهدات عايشها في رحلاته كثيرة والتي ألّف فيها كتابه «الشرق و الغرب على ظهر حصان» و من أهمها:
رحلته على ظهر الحصان من دمشق وحتى غرب أوروبا و التي استغرقت أربعة أعوام، ورحلته في الولايات المتحدة من شرقها إلى غربها وبالعكس، وبعدها رحلته من المغرب إلى اسبانيا ثمّ إلى المشرق حتّى المملكة العربية السعودية.
واستشهد عزام في محاضرته بما قاله جان جانيه للمسرحي السوري سعد الله ونوس في فرنسا: «لم يعد لدينا شيء نعلمه للآخرين بل علينا أن نذهب إلى الشرق للتعلم منه».
وتأتي هذه المحاضرة بهدف تعميق العلاقات الثقافية و أواصر التفاهم المتبادل بين الشرق والغرب.
والجدير بالذكر أنّ الرحالة عدنان عزام مُنح مؤخراً وسام الاستحقاق من مرتبة فارس باسم رئيس الجمهورية الفرنسية.
اكتشف سورية
عدنان عزام :
الاخوة الاعزاء اهنئكم على هذا الموقع و ارجو الله لكم بالتوفيق و لسوريا السؤدد و المنعة
عدنان عزام
الشرق و الغرب
حوار قديم جديد
في المركز الثقافي العربي السوري في باريس
12,avenue de Tourville.75007 Paris
الثلاثاء 16 حزيران 2009
الساعة السابعة مساء
[email protected]
فئتين من الرجال ليسا من طينة واحدة و لا من جغرافية واحدة و ليس لهما هدف واحد
الرجال المندهشين من العرب و المسلمين الذين حضروا الى اوربا فاغرين افواههم و عيونهم باندهاش و طفولية مزرية سجدوا امام تماثيلها و محاريبها بحالة تبعث على الاسى و قد جاءت كتاباتهم ترجمة لبؤسهم هذا و اثرت و ما تزال تؤثر بل و تدمر النفسية العربية و العالمثالثية الى اليوم بزرعها هذا الاندهاش الخانع و الاعجاب السطحي بالاوربي الذي بدات شمسه تغرب و الله اعلم
فهذا مثلا رحالة يغادر الجزائر عام 1852 و اسمه سليمان بن صيام ليحط رحاله في فرنسا و يكتب لنا ما يلي
< نذكر الان بعض ما اتصف به سيدنا المعظم مالك دولة فرانسا المنصورة.............هو سلطان كبير ’ أغنى عن الوصف و فخره لا يحتاج الى إيضاح .........بطل وغني كرّار وهو المعظم الانجد سيدنا لوي نابليون أطال الله مدته ......>
و نجد اخر يصلها من تونس عام 1846 و هو ليس إلا حاكمها أحمد باي فيصف باريس ..<هي الغابة الحسناء الباسم ثغرها في و جوه الاخرين .........جامعة لأشتات المحاسن ......كم ترك الاول للأخر >>> و يأتي جيل رفاعة الطهطاوي ثم طه حسين في بداية القرن العشرين فيكتبوا بسخاء و انبهار عن فرنسا و علمانيتها متناسين انهم لم يحضروا من اجل ذلك
و طبعا هذه نقطة من بحر مما كتبه الرحالة القادمين من الشرق أمراء سياسيين متعلمين عسكريين .
كتابة أثرت بأبناء جلدتهم و ماتزال تفعل الى اليوم هزائما و تقليدا اعمى للغرب من تحدث بلغته في أحيائنا الراقية و هجر و هجرة عن جذورنا و روحيتنا حتى اصبح هذا الجزء الصغير من العالم المسمى اوربا هو المقياس والمعيار و المنظار الذي ينظر من خلاله بقية خلق الله الى ما في الوجود
فالجميل بنظره يصبح جميلا و ديمقراطيته هي الحل و السحر و المحاكم الدولية هو الذي يخلقها بعد ان كان هو نفسه قد خلق اسباب وجودها و الحرب على غزة و كل فلسطين و تدمير العراق يسمى في إعلامه حرب على الارهاب وهكذا يصبح العربي .....الشرقي .....المسلم في نظر الاوربي إرهابي يجب محاكمته و التخلص منه او تحييده و تهميشه
في نفس الوقت الذي وصل به هذا النوع من الرجال الى اوربا لتطييب خواطرهم او تنفيذ مهماتهم غادر اوربا مغامرين من كل الاطياف رحالة ....تجار ...عسكريين تعددت أهوائهم ولكن كتاباتهم واحدة من نرفال الى شاتوبريان و فلوبير و سميث
رجال سافروا الى الشرق بعنفوان و تفان في سبيل اوطانهم فوصفوه و كتبوه بنمطية مقززة و هو ما اصبح يعرف فيما بعد بالاستشراق
حتى كارل ماركس الذي اصبح معبود الجماهير العربية يقول << انهم لا يستطيعون تمثيل انفسهم و يجب علينا تمثيلهم وطبعا يقصد العرب بذلك>>
اما البريطاني سميث فقد كتب في القرن الثامن عشر بعد ان زار الشرق و استمتع بشمسه و حماماته و لياليه الانيسة <<.....اما الشرقي فهو دائم التافف و اذا انتقل من مكان الى اخر لا يستمتع بالطبيعة و لا يشعر بجمالها فكل ما يهمه هو الوصول حيث يريد و اذا استراح على الطريق يجلس القرفصاء جانب حماره و يدّخن سيكارته أو ينقب اسنانه >>>>
تحولت كتابات هؤلاء الرجال الى مدرسة عملاقة شديدة الباس والمراس خلقت شرقا منمطا
و علمته هكذا في مدارسها ليسهل معرفته و السيطرة عليه
مدرسة إستشراقية ابتدعت كذبة و صدقتها و تعاملت معنا من وحيها حتى نصدقها نحن أنفسنا فيصبح الشرق في مفرداتهم .....شمس وحمام نساء وليل أنيس تحييه الراقصات و بالتالي شرق واهن ضعيف
يسهل احتلاله و شراء أبنائه قادة و افراد و هذا ما يحصل الى يومنا هذا اذ يستمر الغرب بفرض نموذجه و شروطه و بضائعه .
قد يقول قائل انها نظرة تشاؤمية للامور ولا نستطيع تعميمها او أنها تحمل الرفض و الكراهية للغربي .
أترك الرد أولا للمفكر الكبير إدوار سعيد الذي ابدع بكتابه الاستشراق مبينا كل ما ذكرت و ثانيا للقارئ الكريم اذا اراد ان يساهم بهذا النقاش البالغ الاهمية لاغناء ندوتنا التي سنقيمها يوم الثلاثاء 16 حزيران الجاري في المركز الثقافي العربي السوري في باريس.
ثالثا انا شخصيا و بعد ربع قرن من المعايشة اليومية لمست هذه الكتابات و نتائجها الكارثية شرقا و غربا و رأيت بام عيني الانسان الغربي ما زال ينظر الى العالم من خلالها و بالتالي يعمل على بسط نموذجه موسيقاه .... ملابسه.... علمانيته ...اسلحته ..محاكمه ’ يساعده الشرقي في ذلك من حيث يدري او لا يدري طوعا او كراهية .
بالتأكيد و بعد الفحص و التدقيق قد نجد كتابات اخرى لشرقيين غير منبهرين بالغرب و غربيين لم ينّمطوا الشرق بل كتبوا عن إيمانيته و روحانيته وكرم اخلاقه و بغداده و دمشقه و قاهرته و اندلسه ....لكن هذه الكتابات ظلت إستثنائية و ليست السائدة و اعترف أن بعضا منها كان رائعا و يصلح ان يكون مدرسة للمستقبل لتنظيم و منهجة العلاقة بين الجارين الابديين الشرق والغرب وعلى سبيل المثال بعض كتابات الامير عبد القادر الجزائري في رحلته القسرية الاولى الى فرنسا او إجابة جان جينييه لسعد الله ونوس عندما حضر لفرنسا للتعلم عام 1968 إذ قال له لم يعد لدينا شيئ نعلمه للاخرين بل علينا ان نذهب الى الشرق للتعلم منه و فوق ذلك أعتقد إن بقاء الحال من المحال و التغيير قادم تدفعه ارادة شعوب فذة من امريكا اللاتينية الى الهند و الصين شعوب بدات تصل الى ميدان المنافسة ببيارقها المعبرة عن هويتها ماضيا و حاضرا و مستقبلا و لابد انها ستدفع اوربا الى إعادة حساباتها مع العالم العربي و الاسلامي مع جارها الابدي
ولكن أليس علينا نحن ايضا معشر الشرقيين ان ندفع بهذا الاتجاه ان نساعد جيراننا و اصدقائنا الذين يشاطرونا هذه الرغبة الملحة المتفائلة .
هل يستطيع شعبنا العظيم في مصر ان يوصل هذه الرسالة الى الغربي الاول باراك اوباما القادم الى ام الدنيا
أكثر من ارهاصات للتغيير بل وبشائر خير و امل أراها قادمة من دمشق التي نراها تشيد مع تركيا و ايران د رعا لا بد منه لتحقيق هذا المشروع التاريخي لبناء جسور الاحترام و الشراكة و الندية مع جيراننا الابديين ...مع اصد قائنا الاوربيين .
عدنان عزام
رئيس جمعية مسيرة القيم
مؤلف بين الشرق والغرب على ضهر حصان
0033622290635
www.azzam.fr
فرنسا