المسرحية القبرصية علامة الحسن لوحات فنية شديدة الجمال

18 12

تذكرنا ببدايات المسرح حيثُ كانَ هناك فرقٌ جوالة تجوبُ الشوارع محاولةً إضحاكَ العامة

اعتمدت المسرحية القبرصية «علامة الحسن» التي عُرضت على مسرح الدراما بدار الأسد ضمنَ عروضِ مهرجان دمشق المسرحي على الغناءِ والرقص، حيثُ استخدمَ الممثلون تقنيات السيرك والبهلوان ببراعة، فكانت بالإضافة إلى الموسيقى بديلاً عن اللغة وأداةً للتواصل مع الجمهور.
وكانت المسرحية عبارة عن لوحاتٍ شديدةُ الجمال تُثير في نفسِ المشاهد كلَّ المشاعر الإنسانية من فرحٍ، وحزنٍ، وحبٍّ، وقلق، وخيبةٍ، وأمل، كما كانت الإمكانيات عاليةُ المستوى كالرقص، وحركات الجسد الكوريوغرافي، بالإضافة إلى ألحان البيانو والتشيللو التي عزفها ممثلون من المسرحية رافقت العرض حتى انتهائه.
وتذكر هذه المسرحية ببدايات المسرح حيثُ كانَ هناك فرقٌ جوالة تجوبُ الشوارع محاولةً إضحاكَ العامة، وكانت هذه الفرق تشبهُ السيرك المتنقل، ثم تطورَ المسرح ماراً بمراحل مختلفة بدءاً من المسرح التقليدي الذي يقدمُ فكرة لها مقدمة ومتن وخاتمة، ثمَّ المسرح التجريبي الذي ثار على هذه الكلاسيكية، وانتهاءً بمسرح العبث الذي يبدو بلا خطةٍ واضحةِ المعالم.
وقد تقصدت الفرقة المُبالغة في الأزياء والمكياج، حيثُ كانَ اللباس أشبهَ بملابس القرن الثامن عشر، ومن الأمور التي عالجها العرض عُزلة الإنسان في هذا العصر والقيود الكثيرة التي يفرضها عليه المجتمع والحياة.
ولم تخلُ المسرحية من المواقف العبثية فقد اعتقد الجمهور عندما شاهدَ أرجوحة تنزلُ من سقفِ المسرح أنَّ أحدَ الممثلين سيقومُ بحركاتٍ بهلوانية، لكنَّه تفاجأ بجلوسِ الممثلة على الأرجوحة لتلتهم قطعة شوكولا وتتكلمَ بطريقةٍ ساخرةٍ محدثةً نفسها.
ولاقت المسرحية إعجاب الجمهور الذي استطاعَ رغم عائق اللغة أن يتفاعلَ مع العرض بكلِّ لحظاته السعيدة والحزينة.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق