لقاء مع الدكتور عجاج سليم مدير مهرجان دمشق المسرحي

20 12

لا مسرح بدون دمشق ولا جمهور إلا جمهور الشام

المخرج الدكتور عجاج سليم -مدير المسارح والموسيقى، ومدير مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر-، هو صاحب بصمة وثقافة واسعة في المسرح السوري، حيث أخرج العديد من الأعمال المسرحية التي بقيت في الذاكرة، وآخرها مسرحية «فرقة سنا»، ويبقى اسمه في قلب الحركة المسرحية السورية باستلامه لإدارة مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر، حيث عمل على رفد هذا المهرجان بفعاليات تُحسب له، من تكريم لمبدعين عرب وأجانب، الراحلون منهم ومن هم بيننا، إضافة لتكريم شخصيات مسرحية تركت بصماتها في تاريخ المسرح العربي، والتركيز على تجارب إخراجية من جيل الشباب السوري.
«اكتشف سورية» صادف وجود الدكتور عجاج سليم في مسرح القباني، فكان معه هذا اللقاء:
ما هو جديد المهرجان لهذا العام؟
إذا أردنا التحدث عن الجديد في المهرجان، هناك أمورٌ كثيرة ومنها أنّ سورية تشارك لأول مرة بعروض لمخرجين شباب في بداية مشوارهم الفني، وبرأيي أنّ الفن والإبداع لا يوجد فيه كبير أو صغير، فمن الممكن أن يظهر رسام جديد يرسم لوحة أهم من لوحة للفنان الراحل الكبير لؤي كيالي، وحتى في الشعر يُمكن أن يظهر شاعر جديد يكتب بطريقة توازي شعر نزار فباني رغم اسم نزار الكبير، ويمكن أن تتشكل ظروف تكشف عن مواهب بأهمية سعد الله ونوس، وخاصة عند الشعب السوري المعروف بحيويته وإبداعه، وطبعاً هنا لا نقلل من أهمية الأسماء العظيمة التي ذكرتها، فهي كالمنارة بالنسبة لنا جميعاً، ولكن الحياة تسير، والإبداع السوري والمواهب السورية موجودة، بحاجة فقط لمن يظهرها ويعطيها الفرصة، وهذا ما حاولنا عمله في هذه الدورة للمهرجان.
ومن هنا فقد شاركنا بتظاهرة بعنوان «نظرة جديدة» ثمانية عروض لمخرجين شباب يقدموا تجاربهم الإبداعية للمرة الأولى أو الثانية، وقبل عامين بدأنا هذه الإستراتيجية، وبرأيي إذا أردنا أن نُعيد للمسرح السوري تألقه يجب أن يكون من خلال الشباب، فالجيل السابق المخضرم صنع كل ما في وسعه لترسيخ الأرضية الحقيقية للمسرح السوري، وأنا وصلت لقناعة أنّ المسرح ومستقبله لن يكون إلا بالشباب.
وهنالك تظاهرةٌ بعنوان «المسرح التونسي»، وهذا التقليد بدأ من هذه الدورة لتكريم مسرح عربي، وأتمنى أن يستمر في المستقبل، واختيارنا للمسرح التونسي جاء من كونه صاحب تجربةٍ إبداعية مميزة.
وهنالك تقليدٌ جديد، وهو تكريم شخصية عربية إبداعية، وبدأنا مع حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وجاء التكريم ليس لكونه حاكم سياسي لإمارة الشارقة، بل لكونه كاتبٌ مسرحي، حيث كتب حوالي ستة نصوص وثاني عربي يُكرّم من الهيئة الدولية للمسرح بكتابة كلمة يوم المسرح العربي.
لنتكلم عن الندوات المشاركة على هامش المهرجان!
يُقام على هامش المهرجان ندوة رئيسية بعنوان «الدراماتورجيا»، ويشارك فيها باحثون ومسرحيون من سورية، وبعض الدول العربية والأوروبية، كما ستُعقد ندوة حول موقع ودور الشيخ سلطان القاسمي في المسرح العربي المعاصر، وندوات تطبيقية حول المسرح في الوطن العربي.
هناك فنانين رحلوا عن دنيانا، وبلفتة نبيلة من إدارة المهرجان تمّ تكريمهم، لنتكلم عن هذا التكريم.
يؤسفنا رحيل هؤلاء الفنانين، وخاصة الفنان محمود جبر، الذي كرّمناه في مهرجان الشباب المسرحي الذي أقيم في آذار وكان معنا في هذا التكريم، والفنانة الراحلة الكبيرة مها الصالح، التي كرّمها مهرجان دمشق السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، ومن واجبنا كمسرحيين أن نُكرمها أيضاً في المهرجان المسرحي، فهي تملك تاريخاً مُشرفاً في المسرح السوري، وهناك الفنان الراحل صالح سعد، وغيرهم.
ونُكرّم أيضاً من هم بيننا، ومنهم الأستاذ شريف خزندار، وهو شخصية عالمية فرنسية من أصل سوري، ومدير مركز «الأمم المسرحي» في باريس، وهذا أول تكريم له في سورية والوطن العربي، والدكتور عادل قرشوري الذي كان أستاذي في مادة الدراما والأدب وغيرهم أيضاً.
نحن نعتبر أنفسنا في الوطن العربي والعالم أسرة مسرحية واحدة، فالمسرح هو الفن الوحيد الذي له خصوصية عن باقي الفنون، ففي الرسم الفنان التشكيلي يتأثر بالمكان الذي يقيم فيه، أمّا المسرح فإنه يُقدّم رؤية عالمية، نحن يمكن أن نقدّم نصّاً لشكسبير، أو موليير، أو سعد الله ونوس، إن ما يهمنا هو النص فقط، وبهذا نكون أسرة كونية واحدة.
ما هي المواصفات الفنية لاختياركم عروض هذه الدورة من المهرجان؟
بشكل عام السمة الرئيسة في هذه العروض، أنها تملك سمة الروح المتجددة للمسرح العربي التي هي روح الشباب، وقد شاهدنا العرض السعودي «حالة قلق» وهي فرقة جديدة، وورشة عمل أقيمت في الطائف، واخترنا هذا العرض لخصوصيته الشبابية.
وقد لاحظ الحضور مستويات العروض الجيدة لهذا العام، فالكل يُجمع على قوة هذه العروض، ولكن يبقى المسرح التونسي والسوري في المقدمة والشواهد واضحة عشرون، عرضاً سورياً تميزوا بالقوة، وهنالك ست عروض تونسية تُقدّم مستويات وتجارب جديدة.
لنتكلم عن تكريمك من قبل الفرقة المسرحية السعودية.العرض السعودي حالة قلق
العرض المسرحي «حالة قلق» من العروض الجميلة في المهرجان، وهنا أستطيع أن أعبر عن سعادتي بوجود هذا المستوى الفني الجيد في السعودية، هي تجربة فيها الكثير من الخصوصية، حيث أنها تطرح موضوع فكري هام، وتقدمه بطرق فنية معبرة وبتجربة خاصة جداً، مع العلم أنّ مستوى اهتمامي بكل الفرق السورية، والعربية، والأجنبية، كانت بنفس الدرجة، وهذا بتوجيه من السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان أغا، وأظن أن كل الفرق المشاركة قد شعرت بهذا الاهتمام، وعن تكريمي من الفرقة المسرحية السعودية فبصراحة لم أتوقع هذه البادرة اللطيفة منهم لأنني كنت أعمل واجبي فقط، ومع ذلك أود أن اشكرهم كل الشكر على هذه البادرة الجميلة واللطيفة.
ألا ترى أنّ غياب الجوائز عن مهرجان دمشق المسرحي يُضعف المشاركات من حيث القيمة الفنية للعروض؟
أبداً المهرجان على مستوى احترافي عالمي، ويمكن أن تطّلعوا على الفاكسات والرسائل والرغبات للمشاركة في المهرجان، وكان في هذا العام توسط دبلوماسي من بعض السفارات الموجودة في دمشق لبعض الفرق المسرحية، فقط لتشارك في المهرجان ورفضنا الكثير منها لأسباب فنية بحتة.
مهرجان دمشق المسرحي مهرجانٌ قوي له مركز الريادة على مستوى الوطن العربي، وهو بوصلة المسرح العربي، ومن دون المسرح السوري سيكون الوضع كارثي على المسرح العربي.
هنالك مهرجان آخر توجد فيه مسابقات ويتضمن جوائز تشجيعية مادية ومعنوية وهو «مهرجان الشباب المسرحي السوري»، وهناك العروض الأولى نرسلها إلى القاهرة لتشارك باسم سورية، وهناك «مهرجان إدلب للفنون الشعبية» حيث تقدم فيه الجوائز، ولدينا «مهرجان بصرى الدولي» تشارك فيه فرق للفنون الشعبية من كافة أنحاء العالم من دون جوائز، وهو على مستوى عالمي.
متى سوف تُضاف صفة الدولية على مهرجان دمشق المسرحي، كمهرجان دمشق السينمائي الدولي؟
هو يحمل كل سمات المهرجان الدولي، بمعنى مشاركة الفرق المسرحية العربية والعالمية، وبدون مراقبة أي نص مسرحي سوى الجودة الفنية للعمل، وتوجد لدينا بُنى تحتية متوفرة في سورية، وعلى الأقل يوجد أكثر من عشر مسارح تعمل في دمشق، غير المسارح الموجودة في كافة المحافظات السورية، وإقامة الضيوف بفنادق فخمة، والأهم من كل ذلك لدينا جمهور مهتم بالمسرح ومتابع لنشاطاته، وكما ترى توجد مشاركات من اسبانيا، وهولندا، وفرنسا، وألمانيا، وبمعنى أخر لدينا كل المقومات لمهرجان دولي ولكن هذا يستدعي بعض الإجراءات الخاصة ورفع نسبة التمويل.
متى سنقيم مهرجان دمشق المسرحي بشكل سنوي؟
عندما تتوفر الميزانية الكافية لذلك، ونحن نتحرك بهذا الاتجاه، فالسيد وزير الثقافة مع هذه الفكرة وهي تحتاج لإجراءات كثيرة.
من خلال خبرتك الطويلة في المهرجانات، ما هي نصيحتك للفنانين الشباب من كتاب، ومخرجين، وممثلين؟
الحياة لا تكون إلا من خلال الأمل والحلم، حلمنا قبل عامين حول مهرجان قوي وتحقق هذا الحلم، الإبداعات في هذا الكون كلها بدأت بالحلم، نصيحتي لكل الشباب هي: تمسكوا بأحلامكم واسعوا لتحقيقها، والآن الفرص متاحة، وهناك نقطة مهمة من يريد أن يعمل في المسرح وجب عليه أن يعشق المسرح، ونحن مستعدون لمساعدة أي فرقة شابة في مجال العمل المسرحي وبدون أي شروط مُسبقة.
ما رأيك بالتغطية الإعلامية لفعاليات المهرجان؟
المتابعة الإعلامية لفعاليات المهرجان مهمةٌ جداً، هنالك ضيوف يأتون بشكل يومي من المحافظات السورية، بسبب التغطية الإعلامية الجيدة من قبل كافة الوسائل الإعلامية من صحف، وفضائيات محلية وعربية، وإذاعات سورية، ومواقع الكترونية، لا أستطيع إلا أن أعبّر عن سعادتي وفرحي لنتائج الجهد الكبير الذي بذلناه كفريق عمل، ووصلنا لنتيجة متفق عليها، وهي لا مسرح بدون دمشق ولا جمهور إلا جمهور الشام.
الدكتور عجاج سليم شكراً لك.
شكراً لك ولأسرة «اكتشف سورية» وكل الوسائل الإعلامية المرافقة للمهرجان.
يُذكر أنّ المخرج الدكتور عجاج حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الفنية قسم الإخراج من روسية عام 1992، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، اخرج عدة عروض مسرحية منها «المفتاح»، و«الزير سالم»، و«المفتش العام»، و«علاء الدين والمصباح السحري»، و«سفربرلك»، و«الغول»، و«يوم من زماننا»، و«سيدة الفجر»، و«نور العيون»، و«حكاية بلا نهاية».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

ورشة الحفر في غاليري قزح

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

وسيم جانم:

احبه كثيرا وأحترمه اكثر لانه ساعدني ووقف إلى جانبي في اصعب المواقف

سوريا