أسمهان: قدم سيرة امرأة ووطن بقالب رشيق

16 09

استحق مكان الصدارة واهتمام المشاهدين

فكرة إنجاز مسلسل يتناول سيرة حياة المطربة السورية الراحلة أسمهان ولدت في ذهن المخرج ممدوح الأطرش منذ ثماني سنوات، وخاض الرجل من أجل تحقيق حلمه معارك قضائية كبرى في أروقة المحاكم السورية واللبنانية، وبدأ بكتابة النص الدرامي على نار هادئة مفتشاً وباحثاً بعشرات الوثائق ومسافراً إلى أكثر من بلد للحصول على كل ما هو مفيد لعمله.
وبعد ذلك دفعه إلى الكاتب قمر الزمان علوش فعدّل وأضاف ووصل إلى المخرج السينمائي نبيل المالح، حيث كان من المفترض أن يخرجه قبل أن يعتذر عنه فأضاف على السيناريو والحوار رؤى سينمائية جميلة كما ساهم الكاتب المصري بسيوني عثمان في الحوار، وإذ بنا أمام نصّ درامي محكم ومتقن وصل إلى أيدي المخرج التونسي شوقي الماجري، بعد رحلة طويلة بين أيدي عدة مخرجين ورغم ما صاحب العمل أثناء تصويره من ضجيج وجلبة، إلا أن المسلسل يتصدر اليوم اهتمام المشاهدين العرب واستحق إشادات النقاد والمتابعين حيث حجز لنفسه مكان الصدارة في المشهد الدرامي العربي لهذا العام واعتبره البعض الأفضل بين عشرات المسلسلات العربية التي تنزل كالبَرَد على رؤوس الصائمين وغير الصائمين.
قدّم «أسمهان» سيرة امرأة ووطن ومرحلة تعد الأخطر في تاريخ سورية والمنطقة بقالب درامي شيق ومشوّق، وجذاب وتخلى عن المباشرة الفجة والمدرسية ورغم أن سيرة آمال فهد الأطرش ملغمة إلا أن الكتاب استطاعوا تفادي الألغام حتى الحلقة الثالثة عشرة على الأقل، وكان واضحاً الحرص على تقديم أسمهان بشكل يبرزها كإنسانة تخطئ وتصيب، تحب الحياة وتنهل من ينابيعها يحركها طموح طاغ وشعور بأنها امرأة متميزة وأن الموت يترصدها وقد ينال منها بأي لحظة، وقد تألقت الفنانة سلاف فواخرجي وتفوقت على نفسها وبذلت جهوداً كبيرةً في مقاربة شخصية امرأة من نار وطموح وعطر ونجحت وكانت متميزة أكثر في مقاربة أسمهان الإنسانة في لحظات انكسارها وحزنها وأعتقد أن هذا الدور يعد ذروة أداء سلاف فواخرجي، وكذلك جاء أداء الفنان عابد فهد لشخصية الأمير حسن لافتاً واستطاع العزف على أوتار المناضل العاشق.
كما لا ننسى التنويه بالفنان المصري أحمد شاكر الذي قدّم فريد الأطرش بشكل ٍمقنع وصادق، وكان واضحاً مدى عشقه لهذه الشخصية الفريدة وكذلك الفنانة اللبنانية ورد الخال التي استطاعت أخيراً تأكيد موهبتها وقدراتها ولكن المخرج شوقي الماجري لم يتخل عن نرجسية المخرج، فقد حلّق في تأكيد قدرته على تكوين الكوادر الجميلة والمدهشة ولكن على حساب الممثلين فالماجري يهتم بالصورة أكثر من اهتمامه بالممثل وكان هذا الأمر واضحاً أيضاً في مسلسل آخر يعرض له وهو «أبو جعفر المنصور».
مسلسل «أسمهان» سيكون حديث النقاد والإعلام لفترة طويلة وقد يكون فاتحة جديدة لطريقة التعاطي مع دراما الشخصيات.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق