نبيل المالح: أسمهان بالنسبة لي حزن وألم وإشراق وحياة
28 09
أسمهان شخصية أخاذة فريدة واستثنائية
نبيل المالح المخرج الذي لُقبَ بمخرج الجوائز، والكاتب والفنان التشكيلي والسيناريت. التقته «البعث» ليتحدث عن كتابته السيناريو النهائي لمسلسل «أسمهان» الذي يُعرض الآن على عدد من الفضائيات العربية، وينال اهتماماً واسعاً من المشاهدين في مختلف البلاد العربية، سألناه بدايةً:
كيف بدأت علاقتك بمسلسل «أسمهان»؟؟
عرض عليّ الأستاذ فراس إبراهيم النص في البداية لأطلع عليه وأبدي رأيي فيه كمخرج، ولم أكن اعرف مَنْ الكاتب؟ لكن طبيعة النص والمادة الأساسية التي كتبها الأستاذ ممدوح الأطرش إي النص المتلفز، لم يتلاءم نهائياً مع الصيغ الفكرية والفنية التي اعمل بها، إذ رأيته من وجهة نظري بدائياً وساذجاً، ويُذكرني بالأفلام المصرية في مرحلة الأربعينيات، فاعتذرتُ عن العمل، فكان أن كُلِفت بكتابة السيناريو من جديد.
أسمهان شخصية حملت في مكنوناتها الكثير من الأحداث والمفاجآت، وتناولتها المصادر بصورة غامضة، بل متضادة ومختلفة. فكيف بنيت مادتك الدرامية المتعلقة بها؟؟
أسمهان شخصيةٌ أخاذة فريدة استثنائية، ليس على مستوى حكايا النساء في عالمنا العربي، وإنما على مستوى العالم، وبسبب حبي الشديد للشخصية، اضطررتُ للدخول فترةً طويلةً في عالمها، فبحثت عنها في جميع المصادر المكتوبة والشفهية والمنقولة المتوفرة والممكنة بين مصر وسورية ولبنان وفلسطين ،وهذا ما ساعدني على بناء قصة حياتها، التي هي بشكلٍ أو بآخر تتلاقى وتتقاطع مع قصة النهضة العربية في سورية ومصر في العشرينيات والثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات، وهي بشكل آخر جانب أو وجه من وجوه نهوض المرأة ووجودها في النسيج الاجتماعي السياسي الثقافي والفكري، في مرحلة تُعتبر من أصعب المراحل في تاريخنا العربي الحديث.
هل ركزتَ في السيناريو على شخصية أسمهان، أم العصر الذي وجدت فيه، أم على الجانبين معاً؟
عادةً حين نتكلم أو نكتب عن شخصيات معروفة، نسبغ عليها صيغاً غير حقيقية وزائفة، وأنا حاولتُ بدقةٍ وشغف أن انقل سلوك الأفراد في سياق زمنهم ومحيطهم وظروفهم التاريخية وردود فعلهم وتعاملهم، على المستوى الشخصي والعام، أنا أؤمن بأن أسمهان قد ظُلمت إلى حدّ بعيد، وكانت ضحيةً لمؤامرات ونزاعات ومصالح لم تجد حلاً إلا عبر تصفيتها. في النهاية أسمهان بالنسبة لي حزن وألم وإشراق وحياة.
لماذا اعتذرت عن إخراج المسلسل؟؟
اعتذرتُ عن الإخراج، لأنني احضر لفيلم روائي قادم، وكانت سعادتي كبيرة بعد تكليف المخرج شوقي الماجري، لأنني معجب جداً بمنهجيته وأسلوبه البصري وتعامله مع الممثلين، ولعله الأقرب إلى تصوراتي وصياغاتي التي اكتبها.
هل تتوقع أن يفوز العمل بإحدى الجوائز السنوية؟
الجوائز برأيي هي نتائج، وليست أهدافاً، وأنا طوال حياتي ورغم حصولي على خمس وخمسين جائزةً عربيةً وعالميةً، لم أكن أفكر بها كهدف، وقناعتي الشخصية أنّ العمل سيكون ناجحاً ويترك أثراً قوياً في عالم الدراما العربية، وفي قلوب المشاهدين.
مِلدة شويكاني
البعث