آخر ليالي الموسيقى الروحية من دمشق

موشحات وتضرعات ورقصة ميلوية

شهد مسرح قصر العظم الأثري بدمشق ليلة 11 أيلول 2008، آخر ليالي الموسيقى الروحية التي نظمتها الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، و التي استمرت على مدى خمس ليالي بدأتها الفرقة التراثية الحلبية واختتمتها فرقة التراث الدمشقية.

ومابين الليلة الحلبية والدمشقية ملأت الموسيقى الصوفية أركان قصر العظم من تراث مصر والمغرب وموسيقى الشرق عامة.


فرقة «التراث» الدمشقية أسسها المنشد مصطفى كريم في العام 1992، وتهتم بإحياء تراث الموشحات والأناشيد الدينية في بلاد الشام وتتألف بشكلٍ أساسي من سبعة منشدين وعازفي إيقاع، وقدّمت في الليلة الأخيرة ألواناً مفرقة «التراث» الدمشقية في آخر ليالي الموسيقى الروحيةن القصائد الصوفية المفردة والموشحات والقدود ذات الأصل الصوفي من تراث بلاد الشام، في برنامج تألف من ثلاثة فصولٍ ترافقت مع تقديم رقصة الميلوية الصوفية بطابعها الدمشقي الأصيل.

الفصل الثالث بدأه رئيس الفرقة مصطفى كريم بتضرع «اسقي العطاش» الذي أبدعه منشد حلب محمد الوراق عندما أصاب مدينته الجفاف وشح المطر، فجمع في هذا التضرع عيون الشعر الذي فاض على ألسنة أئمة التصوف في بلاد الشام ومنهم الشيخ عبد الغني النابلسي وعمر اليافي وغيرهم.

ويروى بأنه بمجرد إنهاء المنشد الوراق تضرعه لمع البرق واشتد المطر ليروي أرض حلب الظمأى، ومنذ ذلك اليوم ويتغنى المنشدون وسلاطين الطرب بهذا التضرع وعلى رأسهم الفنان صباح فخري.
«اكتشف سورية» الذي واكب ليالي الموسيقى الروحية الخمس التقى بالمنشد مصطفى كريم، وتعرف منه على تفاصيل تتعلق بنشأة الفرقة وطابع الموسيقى التي تقدّمها: «تأسست الفرقة في العام فرقة «التراث» الدمشقية في آخر ليالي الموسيقى الروحية1992، وتهتم بإحياء التراث الموسيقى الشرقي وعلى الأخص في بلاد الشام دون أن نتجاهل التراث الموسيقي الهام لمصر والمغرب انطلاقاً من التأكيد على وحدة وتكامل التراث الموسيقي في الشرق عامة ، نحن نبحث عن الموشحات والقدود والقصائد في الأرشيف القديم، ونعمل على تنقيحها وإعادة صياغة بعض جملها الموسيقية بما لا يتعارض مع هويتها الأصيلة، كما نعمل على التدقيق في كلمات الشعر وتهذيبها وصولاً إلى أدائها بطريقة معاصرة. طريقتنا في الأداء تعتمد على توحيد أصوات جوقة المنشدين في صوتٍ واحد».

وعن المنهج المتبع في تعلم الإنشاد قال مصطفى: «كلنا تعلّم الإنشاد سماعياً وعلى أيدي أساتذة كبار، حتى الآن لا توجد طريقة أكاديمية لتعلم الإنشاد، أنا شخصياً تعلمته على يد المنشد والملحن الدمشقي زهير منيني، الذي تعلم بدوره على يد الشيخ الحلبي عمر البطش. على يد المنيني تعلمت أكثر من ثمانين موشحاً وأعتبر نفسي من خلاله حفيداً للشيخ البطش، وفي فرقتنا نفسح مجال التعلم لمنشدين جدد لا تنقصهم الموهبة، ومن خلال هذه الفرقة تعلم الكثير من رؤساء فرق الإنشاد في دمشق» فرقة «التراث» الدمشقية لا تُقدّم الإنشاد مقترناً بالموسيقى فقط بالاعتماد على الإيقاع، وعلى ذلك علّق مصطفى كريم «قدمت الإنشاد مقترناً بموسيقى التخت الشرقي في كلٍ من المغرب وإيران وكان لي تجربة ناجحة في تركيا مع المنشد اندروغان، لكنني أظن أن تقديم الإنشاد مع الموسيقى في دمشق لم تنضج ظروفه بعد، رغم أن الشيخ حمزة شكور بدأ بذلك منذ سنوات وجاب بفرقته مسارح العالم».

وأكد لنا مصطفى على أهمية الموسيقى وسمو أغراضها، كما أكد على أهمية تقديم الإنشاد الديني والموسيقى الصوفية على المسارح في إِشاعة الجو الروحاني بين الجمهور بشرائحه المختلفة. وختم مصطفى كريم بالحديث عن مشاريعه المستقبلية «أعمل حالياً على إعادة صياغة قصيدة "البردة الشرفرقة «التراث» الدمشقية في آخر ليالي الموسيقى الروحيةيفة" المعروفة عن الإمام البوصيري، وسيكون ذلك على 60 مقاماً و30 وزناً موسيقياً، ويوجد لهذه القصيدة العديد من الصياغات على امتداد العالم الإسلامي، ولكنني مهتم بالصياغة المغربية التي يعود عمرها إلى حوالي المائتي عام، وأعمل على تجديدها».

شارك فرقة «التراث» الدمشقية نجومية الليلة الأخيرة من ليالي الموسيقى الروحية، أربع راقصي ميلوية ينتمون إلى ثلاثة أجيالٍ تقريباً، وهم من عائلةٍ واحدة، الأب محمد عادل الطير بعمر60عاماً وأبناؤه الثلاثة وهم محمود بعمر 25 عاماً، وأحمد بعمر 21 عاماً، وبلال 10 سنوات.
وقد أدوا لوحة الميلوية وفقاً للتقاليد المتبعة على ثلاثة فصول، تولى فيها الأب دور الإشراف على بقية الدراويش، وعادة ما يرتدي المشرفون عليهم من كبار السن الجبة السوداء فوق التنورة البيضاء التقليدية، وفي الحضرات الكبيرة التي تعقد عادة في التكية المولوية بدمشق، يشرف على الراقصين إلى جانب كبار الدروايش ما يعرف باسم الميدنجي الذي يأتي في الترتيب بعد شيخ المولوية ويكون دوره في آخر الحضرة، حيث يدخل إلى ساحة الرقص مرتدياً الجبة السوداء واللفة الخضراء فوق «الكلاه» الطربوش الخاص بالميلوية، وعادة ما ينشدون له «أشرقت شمس مولانا».
تلك كانت أجواء آخر ليالي الموسيقى الروحية التي رصدها «اكتشف سورية» من قصر العظم بدمشق.



.

محمد الأزن تصوير: عبدالله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عماد :

مرحبا ممكن رقم المنشد مصطفى كريم وكيفية الحجز للحفلات

سوريا

tareq:

الله يبارك فيكم على هذا الشيء الجميل و روعة الموشحات السورية و اطلب منكم ارسالكم لي لموشحات منير عقلة

algerie

المنشد بهاء الدين العرب ابو هشام:

انا منشد واحب الانشاد واحترم كل انسان يعشق الانشاد تعليق على هذا الموقع لابأس ربي يسر لكم انا ارجو من كل سمع هذا التعليق قد يكون منشد الرجاء اريد ان اتكم مع احد المنشدين وهذا رقم ايميلي macdesign904hotmaiIcom الرجاء بس انت ضيف النقطة والاشياء الناقصة في ايميلي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوري مقيم بالكويت

المنشد بهاء الدين العرب ابو هشام:

ارسل سلامي كل من يحب الانشاد ويمدح محمد ابوس نعاله لان انا احب ثلاثة بالحياة اول شي الدكتور الناجح والعالم والمنشد ارجو تصحيح الايميل

الكويت

بهاء الدين العرب منشد سوري مقيم في الكويت:

اطلب من الاحباب في كل مكان وخاصة الشباب ان يهتمو في القران والاناشيد

الكويت

احمد عبدلله:

اشكر السيد بهاء الدين العرب على هذا المقال ربي يسر لك يا اخي الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمود سلطان:

اشكر الشيخ بهاء الدين العرب ابوهشام على هذا المقال الجميل

hanan:

ana hanan mina almaghrib orido almocharaka
a

maroc

عبد اللطيف:

السلام عليكم أخوتي العرب من فضلكم أريد مقطع لمجموعة الكندي السورية

أخوكم من المغرب عبد اللطيف العلوي

المغرب

محمد:

ممكن أعرف كيف أحصل على نسخة من هالحفلة لأن عنجد شي بطير العقل .. أو رقم المنشد

سوريا

سوريا

انس1971:

اسال المولى ان يفتح على كل المنشدين لانهم يمدحون سيد الخلق ****
وانا من محبين هذا المنشد

سوريا

سوريا