الصفحة الرئيسية | شروط الاستخدام | من نحن | اتصل بنا
|
أحيت فرقة التراث الحلبي أولى ليالي الموسيقى الروحيّة التي تقيمها احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، بمناسبة شهر رمضان وذلك على مسرح قصر العظم بين 7و11 أيلول 2008.
قدّمت الفرقة التي تتألف من ستة عشر منشداً هم رؤساء فرق الإنشاد بمدينة حلب برنامجاً مستوحى من تراث الزاوية الهلالية، التي تتبع إليها الفرقة تنوع بين المدائح والأذكار والموشحات والأدوار والمواويل الصوفيّة. الزاوية الهلالية هي إحدى الزوايا الصوفيّة في حلب التي يعود عمرها إلى حوالي الخمسة قرون، وتتبع الطريقة القادرية نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.
وعلى مدى ساعة ونصف لم يسمع الحضور صوت أي آلة موسيقية باستثناء إيقاع الدفوف، فكلّ برنامج الأمسية تم تأديته بالصوت البشري لمجموعة المنشدين مع وجود قطع إنشادية فردية بالتناوب تظهر براعة المنشد ومقدراته الصوتية، وفي الجزء الثاني من الأمسية أدى ثلاثة من الفرقة رقصة الميلوية على وقع أذكار الطريقة القادرية.
أخذ أحد الراقصين دور «الشاويش» بينما أدى الاثنين الآخرين دور «الميدنجي» وهي تقسيمات معتمدة في إدارة حلقات رقص الميلوية الصوفي. «اكتشف سوريّة» التقى الشيخ محمد مسعود خياطة -مؤسس فرقة التراث الحلبي-، والمشرف عليها لمعرفة تفاصيل أكثر عنها وعن نوع الموسيقى التي تقدّمها.
في البداية حدّثنا عن فكرة تأسيس الفرقة
«تأسست هذه الفرقة بالتزامن مع اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية 2006، وكل أعضائها هم رؤساء لفرق إنشاد لها صيتها في مدينة حلب، نرّكز في هذه الفرقة على الحفاظ على التراث الموسيقي الحلبي وتقديمه كما هو مع وجود تجديدات مضبوطة بدقّة لا تُغيّر من هيكلية الموشح أو الدور.».
وعن نوع الموسيقى التي تهتم الفرقة بالحفاظ عليها وهل تقتصر فقط على الإنشاد الديني والموسيقى الصوفية، أجاب الشيخ مسعود
«الإنشاد في الذكر فنّ قائم بذاته وشامل لكل أنواع الفنون الموسيقية من مقامات وإيقاعات ونغمات وطبقات صوتية وقدود ومواويل وقصائد، وبرأيي لا يمكن الفصل بين الموسيقى بشكلٍ عام والموسيقى الروحية بشكلٍ خاص، فالموسيقى كلها روحية مهما كان نوعها، إلا أن الموسيقى الصوفيّة أكثر ملامسة للقلوب لما فيها من صدقٍ وإخلاص ولذلك يكون السمو الروحي فيها أعلى».
وشرح لنا باستفاضةٍ أكثر على غنى الموسيقى الصوفية انطلاقاً من حلقات الذكر القادرية قائلاً:
«يتألف الذكر لدينا من سبعة فصولٍ أسبوعية على مقاماتٍ سبعة يتم ترديدها في حلقاتٍ كبيرة في الزاوية الهلالية قد يتجاوز تعدادها المائتي شخص، يبدأ الذاكرون من "قرار الصول" ويرتقون موسيقياً وصولاً على أعلى درجات السلم الموسيقي، والإنشاد يكون عادة مع الذكر ضمن الفصول السبعة مع وجود تناغم بين الذاكرين والمنشدين، فالمنشد عادة يردد الدور، بيت الشعر الذي لا يعاد، بينما يردد بقية الذاكرين اللازمة أو المذهب»، ويضيف «في الزاوية الهلالية ترون العجب فمنها تخرّج أساطين الطرب في حلب ومنهم «عمر البطش وصبحي الحريري وغيرهم».
وختمنا حديثنا مع الشيخ مسعود بالسؤال عن رأيه فيما إذا نضجت الظروف لخروج هذه الأذكار من الزوايا لتقدم بصيغةٍ فنية أشمل على المسارح؟
أجابنا متحفظاً «مازلت أعتقد أن المكان الأفضل لتقديم هذه الأذكار في الزوايا والمساجد، لكننا منذ تأسيس فرقة التراث الحلبي حرصنا على تقديم هذه الأذكار ضمن أكمل إطارٍ فني ممكن، جنباً إلى جنب مع كل الأنواع الموسيقية الأصيلة كالموشحات والقدود والأدوار التي خرجت بالأصل من رحم هذه الأذكار والأناشيد والمدائح».
محمد الأزن
اكتشف سورية
المشاركة في التعليق