رحلة «في الأزمنة الصعبة» معرض للناقد والتشكيلي أديب مخزوم

20 تموز 2016

.

تحت عنوان «تأويلات ذاتية لقواربي الورقية ولياسمين الشام.. الفن يتعزز دوره في الأزمنة الصعبة» افتتح الكاتب والتشكيلي أديب مخزوم معرضه الفردي مساء اليوم 20 تموز، بقاعة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون - أوبرا دمشق، تضمن المعرض 50 لوحة اختزل فيها «مخزوم» أماكن وتجارب من ذاكرته البصرية.

في حوار لـ«اكتشف سورية» مع التشكيلي مخزوم قال عن معرضه: «تنوعت الأعمال في مواضيعها، وقُسمت إلى أربع مجموعات، أتناول في المجموعة الأولى القوارب البحرية فهي عندي ليست تقليدية، فنراها على شكل مجسمات لقوارب ورقية رُسمت من زوايا مختلفة، لأنها تعيدني إلى ذكريات الطفولة في مدينتي طرطوس، أما المجموعة الثانية فقد منحت فيها الياسمين فسحة أمل لكي لا يموت في هذه المرحلة المؤلمة فهو يعبر عن أحاسيسي ومشاعري التي أكنها لمدينة الياسمين».

أما عن باقي المجموعات يضيف: «أُجسد في مجموعتي الثالثة عازفات على الآلات الموسيقية تظهر عشقي المزمن للموسيقى، حيث أمتلك أرشيفاً موسيقياً ضخماً يفوق الأرشيف التشكيلي لدي، وبالنسبة للمجموعة الرابعة فتوطد علاقتي بموضوع المرأة فهي موجودة بأغلب أعمالي، في المحصله أريد أن أنوه هنا إلى أن النشاط التشكيلي والثقافي يعني استمرارية الحياة، فحين أقيم معرضاً أو استمر بالكتابة النقدية فأنا اُسهم في استمرارية الحياة».



ومن ناحية أسلوبه المتبّع في أعماله يقول: «قد يقول أحدهم أن هناك تنوع في الأسلوب، فرغم تنوع المواضيع إلا أن هناك بصمتي الخاصة عل كل أعمالي التي اسميها وحدة التنوع، المهم هنا هو الثقافة، فاللوحة التشكيلية الحديثة لا يمكن فصلها عن الثقافة، فكل متلقي ينظر إلى اللوحة من خلال منظوره الثقافي، فالشخص الأميّ بصرياً لا يستطيع أن يتقبل لوحة تشكيلية حديثة، لذلك نراه يميل إلى اللوحات الإستهلاكية والإستعراضية الخالية من أي مضمون أو محتوى جمالي هادف».



ويضيف : «لوحاتي تتفاوت بين الواقعية والتعبيرية والتجريدية، بين التصريح والتلميح، فحيناً يقترب الوجه من الواقع وأحياناً يتحول إلى مساحة لونية، أما خلفيات اللوحات فأتت كلها تجريدية، فنرى موضوع المرأة، المحبب لدي، على خلفية تجريدية متداخلة مع الأشكال، أضف إلى أن هناك بعض من الخطوط تعود بمفهومها إلى المدرسة «الوحشية» التي تعتمد ضربات ريشة سريعة وعفوية».

يختتم التشكيلي «مخزوم» حديثه بالقول: «يعتبر المعرض بانوراما عن مجمل أعمالي، منذ طفولتي على الشاطئ الرملي لمدينتي طرطوس إلى يومي هذا، ناهيك عن الكتابة النقدية على مدى ثلاثين عاماً، أثرت تجربتي الثقافية والبصرية».



الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين تحدث لـ«اكتشف سورية» عن رأيه حول المعرض قائلا: «في البداية هناك زخم كبير في طرح الأعمال الفنية من حيث العدد مقارنة لحجم المكان المخصص للعرض الذي أرى انه لا يتحمل هذا الكم الكبير من الأعمال، من الجانب الآخر ورغم تنوع المواضيع التي قدمها "مخزوم" في لوحاته إلا أنه جمعها في طرح موحد وهذه نتيجة طبيعية لفنان متمكن عمل لأكثر من ثلاثين عاما في مجال الفن والنقد التشكيلي وله تجربة غنية ومتنوع».

ويضيف الدكتور إحسان: «رغم إنجراف التشكيلي "مخزوم" بإتجاه النقد الفني كل هذه الأعوام، إلا أنني أشجعه على العودة إلى الرسم، فعندما يكون الناقد الفني فناناً تشكيلياً تصبح أعماله ذات قيمة فنية أكبر من كونه مجرد متذوق للأعمال الفنية، وبالنسبة للألوان المستخدمه في أعماله فرغم وحشيتها إلا أن في حقيقته ليس أسلوباً يعود للمدرسة الوحشية كالفنان "ماتيس" على سبيل المثال، فهذه الغرائبية التي يطرحها الفنان من خلال التناقضات في اللوحة الواحدة أضعها برسم الإجابة من التشكيلي "مخزوم"، متسائلين إلى أين يأخذ المتلقي في هذه الأعمال التي يقدمها؟».



يذكر أن أديب مخزوم هو فنان وناقد تشكيلي وشاعر ومؤرخ موسيقي من مواليد طرطوس1962 صدر له كتاب موسوعي ونقدي تحت عنوان «تيارات الحداثة في التشكيل السوري» ومجموعة شعرية نثرية تحت عنوان «أحبكِ أكثر في سواد الزمن الآتي» وهو عضو في اتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والصحفيين العرب وله عدة معارض مشتركة والاف الدراسات والزوايا والمقالات النقدية.

وحائز جوائز وشهادات شرف تقديرية في الفن والنقد من جهات محلية وعربية ودولية وله عدة كتب تحت الطبع منها «المناخ اللوني في اللوحة السورية المعاصرة» و«تأويلات جديدة في الإبداع التشكيلي» و«فريد الأطرش قيثارة السماء».

يستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري في قاعة المعارض بدار الاوبرا بدمشق.

زين ص. الزين

اكتشف سورية

من معرض التشكيلي أديب مخزوم	من معرض التشكيلي أديب مخزوم	من معرض التشكيلي أديب مخزوم

بقية الصور..