وفي البداية كان الحرف

19 تشرين الأول 2014

.

تألق الحرف حين نطقته الخشبة مقروءاً داخل أروقة خان أسعد باشا عبر أصوات أربعة شباب خريجين من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية: سامر خليلي، يامن سليمان، روجينا رحمون ومجد مشرف وتحت إدارة الفنانة نسرين فندي والمخرج مأمون الخطيب. النص المأخوذ من مسرحية الشقيقات الثلاثة لأنطون تشيخوف جذب أكثر من مئة متابع لبلوغ خان أسعد باشا في منطقة البزورية بدمشق القديمة مساء الخميس، فحظيوا بحضور القراءة الأولى ضمن مشروع حرف للقراءة المسرحية والذي ينظم من قبل مديرية المسارح والموسيقا وإدارة الخان.

تاريخ المكان الحاضر في أصغر تفصيل صعّب المُهمة على الممثلين، وقد خرجوا من قالب الأداء المسرحي بعالمه اللامتناهي إلى قراءة تقوم على اختزال شخصيات النص وتوزيعها على أربعة. هنا يفرض الأداء نفسه بعيداً عن قوة المؤثرات الصوتية وطريقة توزيع الديكور حتى الملابس والاكسسوار. كافة العناصر مختفية باستثناء العنصر البشري القادر بذكائه لفت انتباه الجمهور من السطر الأول وحتى الأخير.

عبر الورق انطلقت أحداث الحكاية، إلا أن إغلاق قبة الخان واعتماد الممثلين على أصواتهم دون ميكرفونات أثقل كاهل المتابعين في فهم لغة المسرحية المترنحة بين الصعبة والمتوسطة الصعوبة. ما أعاد المتابع للسؤال الفطري الأول: هل أستطيع فهم ما يحدث؟ أم اصطنع ذلك؟

فصول العرض الأربعة تزخر بشخصيات رسمها تشيخوف من واقع المجتمع الروسي عبر شقيقات ثلاث يحلمن بالسفر إلى موسكو. وبانتقال النص إلى أيادي سورية شابة وجمهور متعطش للمسرح، كان لا بد من إقحام صور محلية وجمل مغرقة في بيئتها حتى يثير ذلك شغف المتابعة ويحفّز الجمهور على البقاء.

بهذا تغير إيقاع العرض بشكل حاد بين المثير والخافت، وصنع لدى المشاهد متعة محددة بعدة مقاطع بذل فيها كلٌّ من يامن سليمان وروجينا رحمون الجهد الأكبر.

إذاً كانت المخرجة نسرين فندي على حق بداية العرض حين قالت للجمهور: مهما كان رأيكم بما سيقدم، تذكروا حجم الجهد الذي بذله الفنانين خلال ثلاثة أيام لإنجاز هذه القراءة.

انتهى العرض لا ستار أحمر يسدل ولا أضواء تطفئ، ما سيبقى هي حروف متناثرة في فضاء خان أسعد باشا تنتظر من يلتقطها ويكتشف أن هنالك «مسرحا» مرّ من هنا..


أنس فرج

media2op.com

Share/Bookmark

صور الخبر

مشروع حرف للقراءة المسرحية

مشروع حرف للقراءة المسرحية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق