مسرحية «هدنة».. حالات من الحب والحرب على خشبة مسرح الحمراء بدمشق
18 أيار 2015
.
لم يلتزم المخرج «مأمون الخطيب» في مسرحيته الجديدة «هدنة» بالوحدات الثلاث «وحدة الزمان ووحدة المكان ووحدة الموضوع»، واقترب من الرومانتيكيين في الخروج على هذه الوحدات مما أدى في خروجه على وحدة الموضوع خاصة ودأبه على الدخول في كثير من التفصيلات والحوادث التي ظهرت اغلبها مأسوية وحزينة واضحة ولكنها لم تخل من مشاهد وجمل كوميدية بين فينة وأخرى.
يختلط الواقع مع الذاكرة في مسرحية «هدنة» التي بدأت عروضها على مسرح الحمراء بدمشق في نص كتبه «عدنان أزروني»، الواقع مانحن فيه الآن من هذه الحرب اللعينة، والذاكرة فيها جزء من أسباب واقعنا الحالي من خلال حالات جمعية افتقدت الحب، إضافة إلى القسوة التي تتعامل بها الأم عبر نظرياتها ورتابتها وتمسكها بآرائها وفرض هذه الأشياء على الأسرة، هكذا يضعنا هذه المسرحية بشكل أو آخر أمام أخطائنا الاجتماعية بدءاً من اسلوب التربية ومروراً بالعادات والتقاليد المقيتة التي تمسكنا ببعضها ويظهر ذلك جلياً من خلال قصة حب وقف بوجهها الظروف والمجتمع بحجة أولوية الزواج للأخ الأكبر، ليتزوج الأخ الأكبر حبيبة أخيه الأصغر.
يتطرق المسرحية إلى الجندي السوري المخلص لبلده ودفاعه عنه من خلال شخصية محورية «هادي»، ولكن بطريقة غير تقليدية، حيث يتحدث عن احلامه وحبيبته والمنزل الذي سيبنيه من الأوهام، لا يظهر الموت العلني في مسرحية «هدنة» ولكنه موجود برمزيته في دواخل كل الشخصيات، فاستشهاد «عمار» الضاحك دائماً هو موت الابتسامة عندنا جميعاً، انتكاسات الحب هي فقدان الحب من دواخلنا، الجندي الذي يحلم بمنزل يجمعه مع حبيبيته ولكنه يبقى على الجبهة وبين المتاريس وهو يحلم ولكنه يأبى أن ينسحب من الموقع ويهاتف «الحامي هو الله سيدي» ولا يعرف إلى متى سيبقى هكذا، هو الحرب التي تأكل الأخضر واليابس، وتبتلع أحلامنا، وهذا جزء صغير من اهدافها.
يقول الفنان «مأمون الخطيب» مخرج العمل لأكتشف سورية: «اخترت هذا النص لإيماني الكبير بأهمية العمل على النصوص السورية وخاصة التي تحاكي الأزمة، واستطيع بأن هذا العرض هو متابعة لمشوار بدأته مع الأزمة حيث قدمت قبل فترة عمل تحت عنوان "نبض" تحدث فيه عن امهات سورية اللواتي يقدمن ابناءهن شهداء فداء لوطنهم وعن سورية الام التي تفقد أبناءها اما في هذا العمل فهناك توجه آخر حيث يروي قصة شباب وعائلات سورية ومدى تأثرهم بالأزمة انطلاقاً من منحى انساني».
وأضاف: «من الرسائل التي ينبغي ايصالها من قبل الفنان اليوم هي تسليط الضوء على ما يعاني منه المجتمع السوري أثر الحرب من أزمات نفسية واجتماعية ويمكن أن يذهب الفنان إلى أبعد من ذلك عبر طرح الاسباب والحلول».
وأنهى «الخطيب» حديثه قائلاً: «العرض بمثابة دعوة إلى الكتاب وخاصة الشباب كي يكتبوا نصوصاً تتحدث عن الواقع السوري اليوم وما فعلته هذه الحرب البشعة في هذا البلد الجميل، لا من حيث المسرح فحسب، بل كحالة توثيقية وإظهار بشاعة الارهاب والعدوان».
مسرحية هدنة تأليف عدنان الأزروني، إخراج مأمون الخطيب، تمثيل كل من الفنانين يامن سليمان، نسرين فندي، جمال نصار، أساة تيناوي، لينا حوارنة، غسان الدبس، ورنا جمول. موسيقا طاهر ماملي، سينوغراف أحمد يوسف، اضاءة ريم محمد، أزياء هشام عرابي. يستمر العرض لغاية 27 أيار 2015 على مسرح الحمراء تمام الساعة السادسة.
إدريس مراد
اكتشف سورية
مشاهد من مسرحية هدنة للمخرج مأمون الخطيب |
مشاهد من مسرحية هدنة للمخرج مأمون الخطيب |
مشاهد من مسرحية هدنة للمخرج مأمون الخطيب |